منذ يومين وصلني أكثر من خمسة كتب دفعة واحدة كلها لشباب جدد في عالم الكتابة والإبداع بهرتني العناوين وجذبتني الطريقة والأسلوب التي يكتب بها جيل اليوم متخطين كل طرق الكتابه التقليدية راسمين بأقلامهم وأفكارهم صور جديدة للعالم من حولهم بأسلوب عصري يؤكد وجود دم جديد في عالم الابداع من هذه الكتب توقفت عند كتاب بعنوان "ظرفاء الفيس بوك" الصادر عن دار العين للكاتبة الشابة سامية بكري وهي حاصلة علي جائزة احسان عبد القدوس للقصة القصيرة عن قصتها "ونسة". الكتاب عبارة عن تجميع لمجموعة من التعليقات الساخرة بأقلام الشباب علي موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" وقد صنفتها الكاتبة في خمسة فصول تحت عناوين: في المسخرة السياسية، والفيس بوك المجتمع والناس، وسخريات ثقافية وفنية، ورياضة الظرفاء واخير خصصت الفصل الخامس والأخير للإعلام وسنينه. وتقول سامية بكري في مقدمة كتابها: ظهر ظرفاء يمارسون الكتابة الساخرة من خلال واقع افتراضي ورغم انهم بعيدون عن اضواء وسائل الاعلام الا انهم لديهم مواهب كبيرة وجاذبية في الكتابة ورغم أن بعضهم شعراء وروائيين ومترجمين، وآخرين مهندسين ومحامين ، فإنهم يطلون جميعًا علي الفيس بوك، بالوجه الضاحك الساخر لهم، و يتناولون من خلاله جميع القضايا العامة الإنسانية السياسية منها والاقتصادية الاجتماعية ليكونوا بحق ممثلين لظرفاء هذا الجيل، الذي تطورت وسائل إعلامه.. من بين سطور الكتاب جاءت التعليقات الساخرة علي سرقة لوحة الخشخاش الشهيرة للفنان العالمي فان جوخ من الساخر الكبير فتحي سليمان قائلا: "البلد اللي تعلي من قدر ماسح الجوخ ما يشلهاش عمل ل.... فان جوخ" وتعليق آخر لنفس القضية كتب يقول "سرقوا الخشخاش يامحمد ..... لكن بروازه معايا" وفي نفس القضية كتب سامح سمير ساخرا: "قوات الامن تعثر علي لوحة زهرة الخشخاش في احد البيوت المجاورة لمتحف محمود خليل بعد اختفائها لمدة اسبوعين تقريبا والداخلية تصدر بيانا أكدت فيه ان اللوحة لم تتعرض للسرقة كما اشيع وان انتقالها الي هذا المنزل تم علي نحو طبيعي وبمحض ارادتها، كما صرحت بأنه سيتم عرضها علي اللجنة الثلاثية لاصدار التقرير النهائي في هذه القضية". وتواصل الكاتبة سامية بكري رصد كل القضايا الاجتماعية والسياسية والفنية بصورة ساخرة علي سن اقلام اصحابها لترسم في النهاية صورة حزينة لما يحدث حولنا من تناقضات وقرارات بعيدة عن العقل والعدل والحق.