طفرة جديدة حققتها الكتابة الساخرة في مصر مؤخراً .. وكل يوم نسمع عن صدور كتاب جديد بعنوان مضحك أو غريب ، كما انتشرت صفحات الأدب الساخر فى الصحف والمجلات وعلى رأسها صفحة أدب ساخر في ملحق الجمعة بالأهرام والتى يشرفف عليها محمد بركة .. تصوير : محمد لطفي
بركة قام بتأسيس منتدي للساخرين تحت رعاية نقابة الصحفيين كمحاوله منه لمساعدة الأجيال الجديدة من الشباب التي تكتب في هذا النوع من الأدب حتى تجد وسيلة لنشر ابداعاتها ، تفاصيل أكثر نعرفها منه فى الحوار التالى .. كيف جاءت فكرة انشاء منتدي الساخرين ؟ بحثنا كمجموعة من الكتاب و الصحفيين الذين يكتبون أدباً ساخراً عن وسيلة تساعد الشباب و الأجيال الجديدة حتى لينشروا كتاباتهم و يعبروا عن أنفسهم ، وأنا اعلنها من خلال موقعكم أنه لكل من يجد في نفسه موهبة الكتابة الساخرة أن يتصل بي أو يأتي لزيارتنا في أول احتفال يقيمه المنتدي يوم الخميس الموافق 2 ديسمبر و الذي نحتفل فيه بالشاعر الكبير احمد فؤاد نجم ليصبح عضواً في المنتدي و يكتب معنا بشكل دائم ، وايضا يشارك علي صفحتنا علي الفيس بوك والتي تضم عدداً كبيراً جدا من الكتاب الشباب . بما إنك مسئول عن صفحة الأدب الساخر في الأهرام و رئيس منتدى الساخرين .. ما هي أكثر القضايا الملحة علي كتابات الشباب حالياً ؟ و الله الشباب في مصر أستطاع بشكل كبير أن يحول مشاكله و آلامه إلى " مضحكة " حتي لو كان يضحك او يسخر من نفسه ، وانا من خلال اشرافي علي كتابات الشباب في الأهرام او منتدي الساخرين لاحظت أن معظم كتابات البنات تندرج تحت بند السخرية من الأزواج أو العنوسة ، وأعجبت جداً بفكرة أنها استطاعت رد الصاع للمجتمع الذي يعاقبها علي تلك المشكلة صاعين لأنها في الأساس ليست مسئولة عنها ..ولكنها لن تقبل بمجرد فكرة الزواج لمجرد ان تعلق يافطة اجتماعية مزيفة، و هذا ما فعلته غادة عبد العال في المدونة التي تحولت لكتاب وبعده لمسلسل و ان كنت أخذت عليها الإفراط الشديد في استخدام العامية التي كتب بها الكتاب من الألف إلي للياء بحجة الوصول إلي كل الناس وهذا ليس صحيحا لأنها ليست مضطرة لذلك رغم جمال أفكارها و حداثتها. أتصور أن هذا الشكل من الكتابة مرتبط بالأدب الساخر ؟ لا هذا ليس حقيقياً .. فالأدب مهما كان نوعه هو في النهاية أدبا و بالتالي لابد آلا يتخلي عن مواصفات و شروط و جماليات معينة , و أكبر دليل علي ذلك الأسلوب الذي كان يكتب به ملوك الكتابة الساخرة الأستاذ محمود السعدني رحمه الله و الأستاذ أحمد رجب و الذي ينطوي علي كل فنون الكتابة الساخرة بدون الإغراق في العامية و التي تصلح لمدونة اكثر منها لكتاب .. لك أكثر من كتاب في الأدب الساخر .. فما هي أكثر القضايا التي تحرص علي الكتابة عنها ؟ لا توجد قضية معينة و لكني بشكل عام اهتم بمشاكل الشباب و قضاياهم فضلا عن السخرية من الذات ..ولكني أجهز الأن لكتاب يتناول السخرية من الأغاني العاطفية الشبابية الجديدة مثل اغنية للمطربة الجميلة جنات مثلا التي تتفاخر فيها بانتصاراتها من انها استطاعت ان تجعل حبيبها لا يتحدث مع بنات دونها ، ورغم جمال الأغنية إلا ان من يركز فيها يستطيع ان يلمح بسهولة ان حبيبها هذا " يثبتها " و يمثل عليها و أشياء أخري من هذا القبيل مثل أغنية حماقي " انا جايلك و ناويها بأخبط و قتيل علي الباب بأخبط " فأي نوع من الحب هذا ، اتصور انه حب مستوحي من وحي الدخان الأزرق في " قعدة مزاج " .. وهناك أغنية أخري يقول المطرب في مقطع منها " عاملالي فيها بنت بيه و بتأكل كروساون و باتيه " اي انهم عندما اختلفوا مع بعض بدأ يعايرها .. ده علي كده الحب باظ خالص . بصراحة .. رغم كثرة الكتابات الساخرة ولكن لا يوجد حالياً نجوم في هذا المجال .. ما السبب ؟ ليس في الأدب الساخر فقط و لكن في كل المجالات تقريبا ، فالمناخ العام الذي كان يخلق نجوما لم يعد موجودا الآن ، وبشكل عام عصرنا لم يعد عصر صناعة نجم أوحد و انما هو عصر نجاحات فردية متفرقة ، لكن عموماً هناك حالة انتعاش جماعي و خصوصا في كتابات الشباب الساخرة.