قليلا من التواضع يصلح ما أفسده العناد السياسي.. كثير من العدالة يقيم الدولة.. مبادرات سياسية متطايرة يتقاذفها الاعلام.. والشارع يتقدم الجميع.. وظهور " البلاك بلوك " قلب كل أرقام المعادلة، بعد أن كانت الرئاسة وجماعة الاخوان تتعامل بهدوء مع دعوات الميدان والهتاف بمطالب التغيير والعدالة، فرض أسلوب المواجهة نفسه علي الارض - مع رفضنا المطلق لكل اشكال وصور العنف من كل الاطراف واستعاد الجميع مشاهد يناير بحرق مدرعات الشرطة وكأنه فيلم يعاد تصويره واخراجه بنفس المشاهد وان اختلف أبطال المشهد، وان كانت هناك امنيات بالا تكون نفس النهاية للنظام استنادا لشرعية الصندوق. الخوف من نفس النهاية هو الهاجس الذي يسيطر علي الكثيرين، فلا جماعة الاخوان تريد أن تحرق نفسها، ولا الجبهة حتي كتابة هذه السطور تنادي باسقاط النظام، وان هددت بانتخابات رئاسية مبكرة. انعدام الثقة بين أطراف اللعبة أفشل الدعوة للحوار رغم اعلان جبهة الانقاذ عن موقفها ومطالبها حتي يكون الحوار مجديا بينما ارتفعت اصوات تعتبر المطالب شروط ومحاولة من الاقلية المعارضة لفرض رأيها علي الاغلبية والرئيس شخصيا.. وللأسف الشديد لم يعد مقبولا في اللحظة الراهنة استمرار الاستقطاب واصدار قراراً بضبط واحضار اعضاء البلاك بلوك الذي قوبل بالسخرية والهجوم وان كان هناك منطق في اتخاذه فإنه يتعارض مع عشرات الحالات من العنف تم السكوت عنها امام الاتحادية وحصار الدستورية ومدينة الانتاج الاعلامي، بل وتهديد حازم ابو اسماعيل لوزير الداخلية شخصيا دون ان يتحرك القانون. .اقرار العدالة والتخلي عن العناد السياسي لا يكسر نظاماً بل يجعله فوق الجميع.