لا أري.. أصعب من اليوم علي المصريين مؤيدين ومعارضين للاستفتاء علي الدستور الجديد.. ولا يختلف اثنان علي ان الشعب هو صاحب السيادة والكلمة الاخيرة سواء بنعم أو لا، وعلينا جميعا احترام نتائج الصندوق. فاذا اخذ الشعب قراره برفض الدستور فهذا لن يقلل من قيمته واذا تمت الموافقة فلا داعي مطلقا للمزايدات السياسية لان الاحتكام إلي الشعب من المفروض ان ينهي حالة الاستقطاب، ويقطع الطريق علي اثارة الفوضي ويدعم الاستقرار ويخرج مصر من النفق المظلم الذي نعيش فيه منذ الثورة! ويبقي شيء مهم اقوله للرئيس لابد من تقديم ضمانات للمعارضة بحفظ حقهم في تنفيذ تعديل مواد الدستور المختلف عليها وهي كثيرة! لا اسمع الاصوات التي تنادي بمقاطعة الاستفتاء علي الدستور، فهذا الموقف السلبي لا يتناسب مع روح ثورة يناير التي ابهرت العالم كله، بل من واجبنا جميعا كشعب ان نفرض ارادتنا الحرة بعيدا عن المصالح الخاصة والحزبية ونزحف إلي صناديق الاقتراع بعد قراءة الدستور قراءة متأنية فاذا كنت تؤيد هذا الدستور قل نعم واذا كنت ترفضه فقل لا.. وانظر دائما وابدا وانت تضع علامة صح علي اي من الخيارين لمصلحة الوطن! وليس من المقبول اطلاقا فرض دستور مصر علي الشعب المصري لان التصويت علي الدستور في الاساس كمبدأ لا خلاف عليه فهو وسيلة ديمقراطية رائعة لاستطلاع رأي الشعب في دستور الشعب! فهل من المنطق ان تتم الموافقة علي العقد المبرم بين الرئيس والشعب في غياب الشعب؟! ولا اتكلم: عن الدور الخطير الذي تلعبه، ومازالت، بعض القنوات الفضائية في تهييج الرأي العام وتسخين الشارع وتركيز كاميراتها علي الاوضاع التي تخدم اصحابها والتقارير التي تحقق اهدافها! وكأن هذه القنوات تتعمد اشعال الفتنة بين الشعب المصري وتتسبب في تصعيد المواقف والمزيد من الخلافات.. صحيح ان هناك معارضة ترفض الدستور من ناحية الشكل والمضمون ولكن من المهم والضروري ان تكون برامجهم »التوك شو« تعمل جاهدة علي التوافق بين القوي السياسية والاحزاب وتلتزم بالمهنية والحيادية والموضوعية، وان تتناول الحقائق بحرية كاملة وتعرض الرأي والرأي الاخر وتتيح الفرصة لجميع اطياف المجتمع المصري للتعبير عن آرائها! اقول للقائمين علي هذه القنوات: ارحموا مصر وحبّوها يرحمكم الله.