أفكار متطرفة وراء عودة الإرهابين لممارسة نشاطهم فى سيناء تحقيق : مجدي دربالة مؤمن عطاالله عمرو شاكر إساءة استغلال مناخ الحرية للترويج للأفكار التكفيرية كان من بركات ثورة 25 يناير ان الدولة لم تعد في صدام مع الاتجاه الاسلامي، ورغم مناخ الحريات الذي يسود المجتمع المصري اليوم الا ان بعض الفصائل الارهابية المحسوبة علي التيار الاسلامي لم تعترف بهذه التغييرات وعادت من جديد لتمارس جرائمها ضد الآمنين في سيناء وغيرها واكد الخبراء ان الفكر التكفيري تمكن من عقول هؤلاء الشباب ليدفعهم إلي العنف غير المبرر وأشار الخبراء أيضاً الي الانفلات الأمني الذي يعقب الثورات ودوره في تشجيع الفصائل التكفيرية علي الثورة علي النظام الحاكم معتبرين انه لا يعبر عنهم رئيس الأمن الوطني السابق: الإرهابيون يحاولون جعل سيناء قاعدة لهجماتهم الخبراء الأمنيون والعسكريون: احذروا.. مخطط خارجي لتقسيم مصر واختراق الأمن القومي! لم يستبعد الخبراء وجود أياد خفية لجهات أجنبية تقوم علي اثارة القلاقل في مصر.. وأكدوا ان الأمن المصري تم اختراقه ب63 منظمة اجنبية بعد الثورة.. وتحاول اجهزة الأمن حالياً مواجهتها.. في الوقت الذي أكد قادة القوي الاسلامية انهم يسعون الي فتح قنوات حوار مع أصحاب الأفكار التكفيرية لاعادتهم إلي الفكر الوسطي السمح لماذا تظهر الخلايا الارهابية وتنشط الآن؟.. وكيف يتم مواجهتها؟ يقول اللواء مجدي عبدالغفار مساعد وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطني السابق: الخلايا الارهابية التي تعبث في سيناء لا يعنيها ان تكون الدولة ذات بعد اسلامي أو ان المناخ اصبح مفعماً بالحرية، ولكن هذه المجموعات تعتنق أفكاراً ارهابية تكفيرية متطرفة بعيدة عن الواقع والفكر الاسلامي الوسطي الذي تتبناه اغلب القوي الاسلامية في مصر.. وهذه المجموعات تتحين الفرصة للظهور، وابراز نفسها من خلال عمليات ارهابية ومواجهة للدولة نفسها دون الاعتبار للقائمين علي الحكم، وهم يبحثون عن مبرر للعنف الذي يمارسون ضد الابرياء وهذا المبرر قد يكون من وجهة نظرهم فتاوي شرعية تكفيرية ضد انظمة الحكم الموجودة حالياً، وتبيح الفتاوي اغتيال افراد الشرطة والجيش واستباحة متعلقاتهم ويواصل اللواء عبدالغفار مؤكدا: والمجموعات التكفيرية كان لها تواجد في الماضي، وتغيير الأوضاع في مصر لم يؤثر فيها، وظنوا ان الفرصة مواتية لأن يحصلوا علي قاعدة في سيناء تنطلق منها هجماتهم الارهابية، وهؤلاء قد لا يقبلون الحوار ولا يتعاملون مع الدولة.. وسيناء بها مجموعات عديدة تحمل أفكاراً تكفيرية ارهابية، وليست مجموعة واحدة، وهناك تباين بين آراء وأفكار تلك المجموعات التي تتعارض أفكارها مع الفكر الاسلامي الوسطي في مصر وأكد اللواء مجدي عبدالغفار انه لا يستبعد ان تكون بعض اجهزة المخابرات الخارجية داعمة لتلك المجموعات التي تساهم في النهاية الي زعزعة الاستقرار وهز هيبة الدولة، وضرب الاستقرار في مقتل.. وقال من المحتمل ان يكون هناك ربط بين التنظيم الذي تم ضبطه مؤخراً في مدينة نصر وبين التنظيمات التي تستقر في سيناء. مؤكداً انه يتعجب من الاصوات التي خرجت لتشكك في جهاز الأمن الوطني وتتهمه بأنه يبحث عن الفرقعة بعد الاعلان عن ضبط خلية مدينة نصر.. وقال انه لم تعد سياسات جهاز الامن الوطني تبحث عن الفرقعة، ولا يخفي علي الجميع ان مصر مستهدفة وهناك جهات عديدة لا تريد ان تقوم قائمة للبلاد صدام مع الاخوان ويختلف الخبير الامني اللواء محمد عبدالفتاح عمر مساعد وزير الداخلية السابق مع سابقه ويؤكد ان الصدام بين التيارات التكفيرية والدولة التي يمثلها تيار الاخوان المسلمين سيظل مستمراً الي توقيت الانتخابات.. وذلك نتاج اعتقاد قديم وراسخ في عقل بعض الفصائل السلفية والتكفيرية ان الاخوان المسلمين تحالفوا من قبل مع المجلس العسكري وهم الآن ينفذون اجندة لمصالحهم بعيداً عن الاهداف المعلنة عن تطبيق الشريعة الاسلامية ويقول اللواء عبدالفتاح عمر: والمواجهة ستستمر بين الفصائل التي تتخذ من سيناء قاعدة لها وبين الاخوان المسلمين.. وداخل هذه المجموعات افكار قد تكفر الاخوان المسلمين وتعتقد انهم العائق الاكبر امام اقامة الدولة الاسلامية من منظور الجماعات التكفيرية التي ترتكب جرائم ارهابية في منطقة سيناء انفلات أمني ويقول اللواء عبدالمنعم كاطو الخبير في الشئون الاستراتيجية العسكرية والأمنية بانتهاء الثورات يحدث نوع من الانفلات الامني ولا أقصد المظاهرات والاعتصامات الفئوية ويتمثل ذلك في ظهور الخلايا الارهابية النائمة التي تحاول في ظل الانفلات اثبات وجودها علي الساحة ويشير اللواء كاطو الي ان الجماعات الجهادية والخلايا الارهابية التي تتستر خلف الاسلام لا علاقة لها بالدين الاسلامي من قريب او بعيد، ولا يمكن ربط الارهاب بالاسلام.. مضيفاً أنه يتعجب من تلك الجماعات الارهابية التي اصبحت ليس لها دافع حقيقي بعد ثورة 25 يناير ووصول التيارات الاسلامية الي الحكم ويؤكد كاطو أن هذه الخلايا الارهابية النشطة حالياً لا دين لها ولا وطن.. مضيفاً ان مرتكبي هذه الجرائم الارهابية موجهون ويحملون اجندات سواء كانت داخلية أو خارجية تريد العبث بالأمن والاستقرار داخل مصر، خوفاً من ان تخرج مصر من كبوتها بعد الثورة وتتحول الي دولة قوية في المنطقة تهدد مصالح تلك الدول او الجهات سواء كانت داخلية أو خارجية.. ويوضح ان الجماعات او الخلايا الارهابية التي ظهرت مؤخراً في سيناء أو في منطقة مدينة نصر، كانت النتيجة الحتمية لاختراق حوالي 63 منظمة دولية وعالمية للأمن المصري مضيفاً ان تلك المنظمات افرزت عدداً من الشخصيات الذين يدينون بالولاء للولايات المتحدةالامريكية واسرائيل، وهؤلاء لا يريدون لمصر الاستقرار داخلياً خوفاً ورعباً ان تصل مصر لتحقيق أهداف الثورة، واعادة التوازن السياسي في منطقة الشرق الأوسط.. بالاضافة الي استغلال بعض الجهات الخارجية حالة الانفلات الامني في سيناء، وقيامها بتمويل تلك الجماعات الارهابية للاضرار بالمصالح المصرية وطالب أيضاً برفع سقف الأحكام ضد الخلايا الارهابية وانجاز القضايا بسرعة لتكون رادعة لكل من تسول له نفسه العبث بالأمن القومي لا مبرر للجرائم الإرهابية ويتفق اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي في الشئون العسكرية والأمنية مع الرأي السابق.. ويضيف لا أجد مبرراً لانتشار هذه الخلايا، خاصة بعد ثورة 52 يناير في ظل الحريات التي يعيش فيها المواطن حالياً.. معرباً عن أسفه لانتقال الخلايا الارهابية من سيناء الي داخل العاصمة.. متميناً ان تكون آخر الخلايا الارهابية النشطة داخل العاصمة أو خارجها وأشار اللواء سيف اليزل الي ان قوات الامن نجحت في وقت قياسي من ضبط خلية مدينة نصر قبل ان تنفذ جرائمها الارهابية داخل الحدود المصرية.. مؤكداً ان هذه الخلية تتلقي تمويلاً خارجياً ويوجد شبهة تخطيط دولي للنيل من مصر ومن نظام الحكم الإسلامي فيها ويقول الخبير الاستراتيجي انه يشعر بالدهشة من تنوع الاسلحة الحديثة التي تم ضبطها بحوزة هذا التنظيم الارهابي، بالاضافة الي وجود عناصر مثقفة بين افراده وخبرات مصرية وأجنبية عمليات انتقامية ويؤكد اللواء فاروق حمدان الخبير الاستراتيجي في الشئون الامنية ان ظهور الخلايا الارهابية في الوقت الراهن جاء نتيجة لممارسات امنية سابقة حيث كانت الشرطة تتعامل معهم بكل قسوة وعنف خاصة علي أرض سيناء.. مضيفاً ان هذه الخلايا تريد حالياً الثأر من الدولة وخاصة جهاز الشرطة الذي زج بهم في السجون والمعتقلات وقام بتعذيبهم هم وأسرهم والقضاء علي الارهاب ليس بزيادة عدد الاكمنة وقوات الامن ولكن الحل يتمثل في ان نضع ايدينا علي بيت الداء، ونحاول ايجاد حلول بالحوار دون استخدام العنف.. مضيفاً ان التنمية ضرورية سواء في سيناء أو غيرها من المحافظات، حتي يتم رفع مستوي معيشة المواطن ورفع دخله.. مؤكداً ان ذلك سيكون نقطة البداية للقضاء نهائياً علي الارهاب ويبرر اللواء سعد الجمال الخبير الاستراتيجي في الشئون الامنية والعسكرية ظهور الخلايا الارهابية بعد الثورة بتفكيك الاجهزة الامنية في وزارة الداخلية، وأهمها جهاز امن الدولة مضيفاً ان وزارة الداخلية فقدت أهم جهاز لجمع المعلومات الذي كان دوره التحذير من وقوع الحوادث الارهابية والقضاء عليها في المهد ويقول اللواء الجمال: نتيجة لما سبق اصبحت هناك فجوة كبيرة بين الاجهزة الامنية والجماعات الارهابية ذات الفكر الجهادي السلفي خاصة في المعلومات عن هذه الجماعات وطالب ان تعمل القوات المسلحة جنباً الي جنب بجوار أجهزة الشرطة مضيفاً انه لا يمكن تحميل الداخلية أكثر من طاقتها في ظل التسليح الحديث والمتطور للخلايا الارهابية والجماعات المتطرفة.. كما طالب أيضاً القوات المسلحة والداخلية باظهار القوة الحقيقية لهما من خلال استخدام المعدات الحديثة والطاقات المتاحة من تصوير جوي وطيارات مراقبة حتي يتم القضاء علي الارهاب الذي يهدف الي تكدير الامن العام وابعاد مصر عن التنمية الحقيقية قوة الدولة تتناقص ويقول اللواء فؤاد علام الخبير الاستراتيجي في الشئون الامنية ان الامن لم يسترد حتي الآن عافيته بعد ثورة 52 يناير، كما ان قوة ردع الدولة تتناقص بشكل كبير، وهذا ما شجع الجماعات الارهابية علي النشاط مرة أخري.. معتمدين علي التسليح المتطور لهم نتيجة تهريب الأسلحة من الدول المجاورة خاصة ليبيا وأشار اللواء علام الي ان الخلايا الارهابية لم تختف نهائياً بعد الثورة أو قبلها حتي تعود مرة أخري لكنها تزايدت خلال الفترة الحالية وأكد ان الخلايا الارهابية النشطة تعتنق أفكاراً دينية متطرفة غير مقبولة ويري اللواء علام ان اجهزة الامن لها دور بمساعدة اجهزة الدولة الأخري خاصة المؤسسة الدينية في معالجة هذه الافكار المتطرفة التي تدعي ان رجل الشرطة او الجيش كافر قبل البدء في اي مواجهة بوليسية معهم، خاصة ان هذه الجماعات عاشت في ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية سيئة وقاسية في نفس الوقت فلابد من معالجتها اولاً ظروف معقدة يقول اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي في الشئون العسكرية والأمنية: القوات المسلحة وقوات الامن تمر بظروف معقدة في سيناء، وخصوصاً بعد انتقال العناصر الارهابية بعد ثورة 52 يناير الي المناطق السكنية واختلاطهم بالمواطنين مما يجعل هناك صعوبة في الوصول اليهم مضيفاً ان القضاء علي هذه الخلايا الارهابية يحتاج الي فترة زمنية طويلة حتي تستطيع الاجهزة الامنية الحصول علي المعلومات الكافية التي تمكنهم من تتبع العناصر الارهابية والقبض عليهم ومن جانبه يقول اللواء حسين القصاص الخبير في الشئون الاستراتيجية والعسكرية ان ظهور الخلايا الارهابية مرة أخري وبصورة مكثفة نتيجة الافراج عن عدد كبير من الارهابيين من السجون بالاضافة الي عدم وجود تغيير بين النظام الحالي والسابق مؤكداً ان تطبيق القانون وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة هو أول الطريق للقضاء نهائياً علي الارهاب.. ومطالباً بسرعة مراقبة الحدود والسيطرة علي الانفاق لمنع تهريب السلاح ودخول عناصر اجنبية الي مصر أو هروب الارهابيين عبرها للاختفاء في الاراضي الفلسطينية مجموعات تكفير الدولة وأكد الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية: الفصائل المحسوبة علي التيار الاسلامي المتواجدة في سيناء لها رؤي وتفسيرات خاصة للشريعة الاسلامية وتنظر للدين نظرة ضيقة.. وهذه المفاهيم التي تتبناها لتطبيق الشريعة دفعتها الي تكوين مجموعات اطلقت علي نفسها جهادية وكانت من الاصل موجهة الي الكيان الصهيوني لكنها بدأت تتعامل مع الدولة المصرية بعدائية ويكمل دربالة مؤكداً ان هذه المجموعات لا تنظر الي الحكومة الموجودة حالياً انها اسلامية، فهم متعجلون في تطبيق الشريعة بالمفاهيم التي يرونها.. ويكفرون المجتمع وبعض الفصائل من هذه المجموعات قد تكفر قيادات الدولة لأنهم لا يطبقون الشرع من منظور هذه المجموعات. وهناك عوامل اخري ساهمت في استقواء هذه المجموعات وهي ليست كثيرة العدد ومن هذه الامور حالة الاندماج مع الفلسطينيين الذين يعيشون حالة من المواجهة المستمرة والمسلحة مع الدولة العبرية.. بالاضافة الي طبيعة اهل سيناء والتراكمات التي كانوا يعيشونها في الماضي مع الدولة المصرية التي كانت تواجههم بأساليب قمعية ويواصل مؤكداً ان هؤلاء ينتمون الي تيارات سلفية جهادية وجماعة التوحيد والجهاد وجماعات معجبة بفكر تنظيم القاعدة وهؤلاء لا يلتمسون العذر للنظام القائم لأنه من وجهة نظرهم لم يطبق الشريعة الاسلامية فوراً