هند صبرى في البداية.. لماذا وقع اختيارك علي مسلسل فيرتيجو بالتحديد خصوصا انه مأخوذ عن نص ادبي وهذه الاعمال موجهة للنخبة في الاساس؟ حتي لحظة قراءتي لفيرتيجو لم اجد نصا افضل منه.. منذ اللحظة الاولي التي قرأت فيها العمل اعجبت به وجذبني جدا وعشت أجواء تلك الرواية رغم انني في نفس الوقت كنت أقرأ سيناريوهات اخري ولكنها لم تؤثر في مثل فيرتيجو ولهذا طرحت الفكرة علي شركة الشروق للانتاج وتي فيجن وتحمسا جدا للتجربة خاصة ان الرواية صادرة عن نفس الدار التي تتبعها شركة الانتاج كما ان المؤلف أحمد مراد كان متجاوبا جدا ومتحمسا لتحويل الرواية إلي مسلسل. البطل في الرواية مصور رجل ولكنك حولتيه إلي فتاة.. ألم تؤثر هذه التعديلات علي العمل خاصة أن الرواية الاصلية نجحت وانتشرت؟ هذا التعديل اخافني شخصيا وهو خطوة جريئة وقد اتفق معك في أن هذا التعديل قد لا يعجب الكثيرين من قراء الرواية الاصلية ولكن قلقي الحقيقي كان نابعا من تعارض السيناريو مع الرواية أو بمعني ادق من تعارض الصورة التي رسمها القارئ في خياله لاحداث الرواية ومع ما يشاهده علي الشاشة خصوصا ان المؤلف كان دقيقا جدا في نقل الصورة من خلال الكتابة وهذه براعة لاحمد مراد والتحدي الحقيقي للسيناريست محمد ناير هو خوض هذا التحدي والنجاح فيه ومازلنا ننتظر ردود افعال المشاهدين طوال رمضان لنحكم علي أنفسنا. قيل ان المسلسل سيتطرق لأحداث الثورة كما هو في الرواية؟ لا لن نتطرق للثورة فالعمل هنا يتحدث عن الطبقة المتوسطة التي تعيش علي ذكريات الماضي بينما تآكلت تلك الطبقة بفعل الزمن واصبحت المساحات واسعة جدا بين الطبقات والفجوات بينها كبيرة إلي حد ادي إلي تفكك المجتمع في ظل انتشار الفساد الثقافي والسياسي والمجتمعي وظهور المسلسل الان تحديدا يعد محاولة لتذكير الناس بحال مجتمعنا قبل الثورة حتي لا ننساق وراء من يروج إلي أن احوال البلد تدهورت بعد الثورة. نجاح عايزة اتجوز وهو مسلسل مأخوذ من عمل ادبي هل شجعك علي تقديم فيرتيجو؟ إلي حد ما ولكنني لست مع من يقولون انني اصبحت متخصصة في تقديم الاعمال المستوحاة من نصوص أدبية ولكنني سعيدة بكوني أول ممثلة تتحمس للاعمال الادبية التي يكتبها أبناء جيلي لانني بذلك اساهم في التعبير عن هذا الجيل وابداعاته وهذه مسئولية كبيرة ملقاة علي عاتقنا كممثلين ان نتبني تلك الاعمال ونساهم في عودتها للشاشة وربما ايضا اعادة الجمهور للقراءة من جديد. تجسدين شخصية مصورة فوتوغرافية هل تتطلب الامر استعدادات خاصة؟ كنت محظوظة كون مخرج العمل عثمان أبو لبن بدأ حياته مصورا فوتوغرافيا وهو علمني ودربني علي التصوير وكيفية التعامل مع الكاميرا كما ان كاتب الرواية في الاساس مصور ولهذا اكتسبت خبرات منهما فيما يتعلق بالتصوير والتعامل مع الكاميرا وحياة المصور بشكل عام. وكيف ترين المنافسة هذا العام؟ لا اسميها منافسة ولكنها فاترينة عرض كبيرة ولست قلقة ابدا من منافسة عادل أمام أو محمود عبدالعزيز أو يسرا أو نور الشريف أو يحيي الفخراني وخصوصا ان هذه الاسماء الكبيرة لها رصيد لدي الجمهور وانا شخصيا سأجلس وأشاهد اعمالهم وسأكون سعيدة عندما احكي لابنتي عاليا في يوم ما أنني نافست هؤلاء الكبار في يوم ما بمسلسل خلال شهر رمضان وبصراحة شديدة انا لا أنافس إلا شخصية »علا« التي قدمتها في »عايزة اتجوز«. عدد كبير من المسلسلات يعتمد هذا العام علي الاكشن وجرائم القتل الغامضة ومن بينهما فيرتيجو.. هل هذا توجه لدي صناع الدراما؟ أنا لا اقدم ابدا البضاعة التي يبحث عنها الناس بطريقة تقليدية ولا انظر لما يقدمه الاخرون وكل ما يهمني شخصيا ان اخوض تحديا جديدا علي كممثلة وهذا ما فعلته في مسلسل عايزة اتجوز عندما قدمت عملا كوميديا مستوحي من نص أدبي وهذه التجربة اكدت لي صحة قناعاتي ولهذا لن أقدم الا ما أرضي عنه شخصيا ويرضي ضميري بعيدا عن فكرة التوجهات.