سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحمد مراد صاحب رواية فيرتيجو: لا يوجد صراع بين الدراما والأدب الدراما المصرية قامت على أكتاف يوسف إدريس ونجيب محفوظ فكيف نخلق صراعًا بينها وبين الأدب الآن؟
يرفض الكاتب أحمد مراد ما يردده البعض من وجود صراع بين الأدب والدراما بل يؤكد أن السينما والتليفزيون قد نهضا على أكتاف الروايات الأدبية وكانت من روافدها المهمة وفى الوقت نفسه يشير مراد أن هند صبرى قد أدت شخصية فريدة بنفس المشاعر والأحاسيس التى أرادها هو أن تصل للناس من خلال روايته.. وعن فيلمه القادم مع أحمد حلمى وروايته الجديدة يفتح احمد مراد قلبه ل«الشروق».. •عندما يشاهد مبدع ما عالمه الذى خلقه على أوراقه وهو يتحرك أمامه بالتأكيد تكون مشاعره متضاربة.. ترى كيف كانت مشاعرك وأنت تشاهد أولى حلقات مسلسل «فيرتيجو»؟
منذ بداية التفكير فى تحويل الرواية لمسلسل تليفزيونى وأنا كنت قد اتخذت قرارا بينى وبين نفسى أن أشاهد العمل مقررو بينى وبين نفسى وأن أتخلى عن عين الكاتب والقارئ وأن أتعامل مع العمل كمشاهد عادى وخصوصا أننى أؤمن دوما أن العمل الدرامى المأخوذ عن نص أدبى لهو عمل مواز وهناك نوعان فى النقل من الأدب إما نقله كما هو أو تقديم عمل مأخوذ عنه يعتمد على الشخصيات الأساسية والرواية كإطار ولكن بأحداث ربما تكون مختلفة وبإضافة شخصيات ربما تكون لم ترد فى الرواية الأصلية لكنها تدفع الإطار الدرامى ولو ضربنا مثل بهذا أنا اعتبر أن هذا النوع من التحويل كلجوء الشعراء لمحاكاة القصائد القديمة وبنص موازى ودوما هناك اختلاف بين رؤية السينمائيين لطبيعة الشخصيات ومشاعرها ورؤية الأدباء.
وأنا شخصيا وفى لحظات كثيرة شعرت بالاستمتاع بل والطريف أن هناك مشاهد وشخصيات قد فاجأتنى وهو شىء حقيقى وهى تجربة ناجحة وإن كان بعض من قرأوا الرواية سابقا يفضلونها على العمل الدرامى إلا أن كثيرين ممن لم يقرءوا العمل وشاهدوا المسلسل أحبوه لدرجة أنهم يشترون الرواية حاليا وهو ما أسعدنى كثيرا جدا وبرغم الاختلاف بين العملين إلا أننى أقدر مجهود أسرة العمل وهناك سبب آخر لسعادتى وهو برغم كونه شخصيا بحتا إلا أننى أرغب فى مشاركته مع القراء أن معظم مساعدى الإخراج والإضاءة بالعمل هم من دفعتى فى معهد السينما.
•ولكن ألم تشعر ولو لوهلة صغيرة أنك ربما كنت تفضل أن تكتب أنت سيناريو هذا المسلسل؟
سأخبرك بسر أذيعه للمرة الأولى أننى بالفعل وعندما خرجت فكرة تحويل «فيرتيجو» لمسلسل طلبت منى الجهة المنتجة للعمل وخصوصا أنها هى ذاتها ناشرة الطبعة الحالية للرواية أن أقوم بكتابة سيناريو المسلسل كما حدث من قبل مع كتاب «عايزة أتجوز» لغادة عبدالعال وهو ما رفضته أنا لأسباب لها علاقة بى وبطريقتى فى الكتابة فأنا ومنذ اللحظة الأولى أهتم بسرعة الإيقاع والمشاهد الصغيرة وهو عكس ما يتم فى المسلسلات التى يتم فرد المساحة الزمنية لها على مدار 22 ساعة وأنا كنت أخشى حتى على أسلوبى فى كتابة القصة بكتابة التليفزيون بالإضافة لسبب آخر يتمثل فى فكرة وجود موعد نهائى يجب أن أنتهى فيه من كتابة السيناريو وهو ما يمثل صعوبة خاصة فى ظل ظروفى التى كانت وقت هذا العرض حيث كنت وقتها أقوم بكتابة روايتى الثالثة وفى الوقت نفسه كنت أكتب سيناريو فيلم مأخوذ عن روايتى «تراب الماس» للفنان أحمد حلمى.
•أعرف أن الرواية لها معالجة سينمائية فمن وجهة نظرك أيهم كنت تفضل فيلما ام مسلسلا كما حدث بالفعل؟
بالتأكيد أنا وبحكم دراستى أميل للغة السينما وخصوصا أنها وكما قلت لك من قبل تشبه إعطاء جرعة مكثفة للغاية للجمهور وبها معان كثيرة يتم اختزالها فى ساعة أو ساعتين على الأكثر ولكن ونتيجة للظروف التى تمر بها الساحة السينمائية حاليا كان تحويل العمل لمسلسل شىء منطقى وخصوصا أن الموسم الدرامى الرمضانى فى مصر هو ثانى أقوى موسم درامى فى العالم بعد امريكا وانا شخصيا وانا اكتب الرواية كنت أشعر بإيقاعها كفيلم ولكن ما شاهدته فى المسلسل اسعدنى كثيرا.
•ما هو رأيك بعد أن شاهدت بطلك احمد كمال يتحول لفتاة رقيقة اسمها فريدة؟
سأخبرك بسر آخر بعد أن شاهدت اول حلقة ورأيت كيف أدت هند شخصية فريدة ذهبت لهم فى التصوير وكانوا يصورون مشهدا لحادثة ما وقلت لهند صبرى بالنص أنه من الصعب وربما المستحيل أن يعرف أى شخص انك لست مصرية وثانيا فبالنسبة لأحمد كمال الذى يمثل الطبقة المتوسطة المصرية التى انهارت والتى ربما لا تكون تمتلك المال الكافى لكنها طبقة تمت تربيتها جيدا وتمتلك اخلاقا وذوقا فنيا او ثقافيا رفيعا وفى هذه الطبقة تستوى المرمطة عندما تحدث بين الرجال والنساء وهند قد اقتربت كثيرا جدا وبتفهم كبير من شخصية أحمد كمال كما كنت أشعر بها فى داخلى وأدته بشكل أنا معجب به وسأخبرك بشىء ابتسامتها فى هذا العمل دوما نصف ابتسامة لأنها دوما تحمل جرحا كبيرا بداخلها سواء جرح إنهيار الطبقة أو جرح جريمة القتل التى حدثت فى البار وهى قد صنعت حالة تمثيلية أسعدتنى كثيرا جدا والروح العامة لروايتى الكتابة موجودة وأسعدنى أيضا سيد رجب ونضال الشافعى وباقى طاقم العمل.
•أثارت شخصية سالى أيضا ضجة كبرى بين من قرءوا الرواية ومن شاهدوا الفيلم ترى كيف رأيت سالى وما تقييمك لأداء الفنانة سلوى خطاب لها؟
أنا لا أستطيع تقييم شخصية سالى فى المسلسل لأن الشخصية التى كانت مكتوبة فى الرواية تختلف كلية وتماما عن الشخصية التى تم تقديمها فى المسلسل فهى فى روايتى فنانة طموحة جدا تصنع أى شىء مقابل أن تحقق طموحها وبدون أية معايير أخلاقية او قيمية ولم تكن هناك أية علاقة بينها وبين أحمد كمال فى الرواية فبالتالى المقارنة غير عادلة لأنها بين شخصين مختلفين تماما.
•تغيير آخر حدث فى العمل ألا وهو إضافة مشاهد تنتمى لنوعية الفلاش باك بين فريدة وأبيها ما هو تعليقك عليه؟
أعجبتنى جدا بل وأعتبرها إضافة قد ساهمت فى إعطاء خلفية حقيقية لكيفية تربية المصور لابنه أو ابنته ومحمود الجندى أداها بقوة وهى مشاهد جعلتنا جميعا ننعى الأخلاق وانهيارها وهو ما جلب لنا تعاطف الجمهور وهند صبرى فى العمل ومن خلال هذه النوستاليجا التى صاحبتها طوال الحلقات قد كسرت القالب النمطى لبنت البلد وجعلتها قد تصبح بنت بلد تحمل كاميرا وتعشق الموضة والثقافة ولكنها تحمل روح بلدها داخلها وهذا ما يظهر تربية الأب لها ولهذا أنا مع هذه المشاهد.
•هناك شخصية أخرى تم معالجتها بشكل مختلف عن الرواية هى شخصية الصحفى علاء فهو لديك صعيدى ويظهر فقط فى لحظات قليلة بينما زادت مساحة دوره فى العمل هل تؤمن أن هذه الزيادة قد خدمت الشخصية؟
علاء وسالى هما شخصيتان تمت كتابتهما بشكل مختلف وجديد عما كانا فى الرواية لذا من يجب أن يعلق عليهما هو محمد ناير كاتب سيناريو العمل.
•هل أنت ممن يؤمنون بوجود صراع بين الأدب والدراما سواء كانت سينمائية او تليفزيونية ولابد من فائز ومهزوم؟
بالطبع لا.. أنا مع أنهم يكملون بعضهم البعض ولا توجد حرب بين الأديب والسيناريست وفى العالم كله وكما أخبرتك هناك نوعان للتحويل والعيب الوحيد هو وجود تشويه لما تمت كتابته فى الرواية وناير اختار عرض الفكرة العامة للرواية وبشخصيات كثيرة منها وأضاف شخصيات جديدة أو غيّر فى شخصيات من الرواية مما خلق أحيانا أحاسيس مختلفة للشخصية وهو شكل مقبول ربما كنت أرغب فى مزيد من التواجد للرواية لكننى راض عما حدث.. وللعلم السينما والتليفزيون المصرى وعبر تاريخهما كله قاما على أكتاف العديد من الروايات وحتى القصص القصيرة الهامة لكبار الكتاب أمثال يوسف إدريس ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وحديثا مع علاء الأسوانى.
•ذكرت انك تكتب رواية ثالثة ترى ما هى تفاصيلها؟
روايتى الجديدة ستكون على شهر اكتوبر وهى مع دار الشروق وهذا كل ما أستطيع قوله حاليا.