اللوحات الجدارية بمقابر «المزوقة» التي حملت العديد من قصص وأساطير الأجداد، كشفت لنا معرفة المصري القديم بأسرار وفوائد الفواكه، وسجل كل ما عرفه عن بعضها في نقوش رائعة الجمال علي جدران المقابر، ويأتي في مقدمتها جدارية منقوشة برسوم «الفارسكوا» في مقابر المزوقة في محافظة الوادي الجديد والتي تضمنت رسوما لأشجار العنب والبلح والخروب. وكما يقول الأثري محمد حسن جابر، فتعود هذه المقابر إلي العصر الروماني في القرن الميلادي الأول وتقع في مدينة الداخلة علي بعد 5 كيلو مترات من قرية القصر وحوالي 37 كيلومترا من مدينة موط، واكتشفها الدكتور أحمد فخري عام 1973، وأطلق عليها اسم «المزوقة» نظرا لكثرة ألوانها الزاهية والتي تجعل الجدارية وكأنها «مزوقة» بالألوان، ويشير إلي أن أهمية هذه المقابر ترجع لكونها منحوتة في الصخر وذات حوائط مزينة من الداخل بنقوش دينية رائعة، وتحتوي علي مقبرتين حظيتا بأكبر اهتمام وهما مقبرة بادي أوزير ومعناه «عطية أوزير»، والأخري هي مقبرة «بادي باستت»، ومعناه «عطية المعبودة باستت»، والمرجح بأنهما كانا من حكام منطقة الواحات في عهد الدولة الرومانية القديمة. وأوضح محمد حسن ان المصري القديم برع في الزراعة والعلوم البستانية، والدليل علي ذلك انه خلد برسومه عددا من الأشجار داخل المعابد والكنائس، ويؤكد بذلك تقديره التام بهذه الأنواع من الزراعات والأشجار، ويشير إلي أن القدماء عرفوا أن ثمار الخروب هي أفضل ملين طبيعي ومنظم لحركة الامعاء والمعدة كما تداوي الاسهال خاصة عند الاطفال لما يحتويه من مواد صمغية، كما انه يخفض معدلات الكوليسترول بالدم، كما يحتوي علي الحديد ويقي من مرض الانيميا، أما بالنسبة لرافضي الألبان والجبن فيعد الخروب منقذهم فهو يحتوي علي الكالسيوم الذي يفيد العظام وبالتالي يعمل علي الوقاية من مرض هشاشة العظام، وكان العنب بالنسبة لهم ملك الفاكهة، كما عرفوا فوائد التمر المتعددة.