أثارت قيمة فاتورة الكهرباء والتي جاءت متراكمة 4 أشهر مؤخرا؛ غضب الكثير من العملاء، حيث شكا المواطنون من التقديرات العشوائية لقيمة الفاتورة، إضافة إلي القراءات الخاطئة للعدادات وارتفاع أسعار الفاتورة بطريقة غير منطقية ومبالغ فيها لا يتحملها دخلهم المحدود، محملين وزارة الكهرباء المسئولية عن الأخطاء. زيادة غير منطقية «الأخبار» استمعت إلي شكاوي وتساؤلات المواطنين، تقول فاطمة محمد، ربة منزل، إنه «خلال الشهور الماضية ارتفعت قيمة فاتورة الكهرباء أكثر من الضعف حيث كانت تتراوح مابين 20 إلي 35 جنيها وأصبحت الآن تتراوح ما بين 60 إلي 110 جنيهات»، موضحة أن «محصل الكهرباء لا يأخذ القراءة إلا كل 6 أشهر علي الأقل. وبمرار تتحدث صباح حسن، بصوت عال وهي ربة منزل كامل دخلها الشهري من المعاش لايتجاوز ال 800 جنيه، تقول: «وزارة الكهرباء لا ترحم، الفواتير خربت بيوتنا وحتي الآن أنا مدينة للحكومة ب 6 فواتير تزيد قيمتها عن 700 جنيه لا أعلم كيف أدبرهم وأنتظر من حين لآخر أي محصل ليقوم بقطع الكهرباء عن منزلنا، ولن أدفع هذه الأموال، ذهبت واشتكيت أكثر من مرة ولكن الرد الوحيد من قبل الموظفين هو إمكانية التقسيط وهو حل يخرب بيوتنا ايضا، فالمعاش لن يكفي الايجارات والأكل والشرب وغير ذلك. تراكم الفواتير وبغضب عارم يتحدث محمد حامد عن شقتين فارغتين ملكه ليس بهما أي أجهزة كهربائية وجاءت فاتورتهما الأخيرة بمبلغ 108 جنيهات، فيما جاءت فاتورة شقته بمبلغ 127 جنيها، مبديا عدم اعتراضه علي هذه الفاتورة كونها تراكمية 6 أشهر ولكن اللوم علي المحصلين الذين يراكمون علينا الفواتير. وعرض علينا محمود علي، 3 فواتير متعاقب ة لأشهر يونيو، يوليو، أغسطس سجلت علي التوالي مبالغ، 27.5، 25.45 و28.5 جنيها، وقال هذا هو متوسط استهلاكي الشهري فعليا ولكن أن تنقطع بعدها الفواتير لتأتي مجمعة 4 شهور من بينها الشهر الجاري وتسجل 305.80 جنيه فهذا غير منطقي. المواطن ضياء عبد الجليل، يقطن في منطقة «عزبة النخل» يؤكد أنه يواظب علي سداد فاتورة الكهرباء بانتظام، ولكنه فوجئ بقيمة مبالغ فيها لآخر فاتورة 402 جنيه، وقال: ذهبت لشركة الكهرباء المختصة فأخبروني أن الفاتورة قديمة وسبب عدم إرسالها هو عدم قيام كشاف العداد بأخذ القراءة، مؤكدين أن هذا الوضع سيستمر، مطالبين إياه بأخذ القراءة كل شهر وإرسالها للشركة. خارج نطاق الخدمة حاولنا الاتصال مرارا وتكرارا بالمتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، د. محمد اليماني، للإجابة عن شكاوي واستفسارات المواطنين ولكن دون جدوي، فهو علي مدار الأسبوع إما لا يرد علي هاتفه أو في ندوة أو في مؤتمر أم جولة مع الوزير ولا يسمح وقته ب 5 دقائق فقط للرد علي تساؤلات المواطنين وتهدئة غضبهم، وأخيرا رد هاتف متحدث الكهرباء ولكن بصوت إحدي الموظفات في المكتب الإعلامي لسيادته والتي أخبرتنا أن اليماني «مشغول» ولكنه في نفس الوقت يحتاج تصريحا وجوابا رسميا للرد علي أي تساؤلات «هكذا تهرب».. شريف زهير، المشرف علي مشروع قراءة العداد إلكترونياً بجهاز مرفق الكهرباء، أكد للأخبار أنه علي المستهلك أن يعرف أولا حجم استهلاكه من الطاقة لتكون شكواه صحيحة ويتم التعامل معها، مشددا علي أهمية متابعة قراءة العدادات لرصد المستهلك ثم مقارنتها بالتعريفة وحساب حجم الاستهلاك وفقا للشرائح والتعريفة المحددة. وكشف زهيري عن وصول عدد المشتركين المتفاعلين مع الخدمة الجديدة لقراءة عداد الكهرباء إلكترونياً من خلال إدخال القراءة علي الموقع الإلكتروني للوزارة إلي70 ألف مشترك، موضحا أن الجهاز علي استعداد كامل لتلقي شكاوي المواطنين في حالة عدم رد شركة التوزيع لسؤال المستهلك. خدمات ذكية د. حافظ سلماوي، المدير التنفيذي لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك السابق، أكد علي أهمية توعية المواطنين بترشيد الاستهلاك ومتابعة قراءة العدادات والتبليغ بها أولا بأول لعدم الوقوع في أية مشاكل، مشيرا إلي أن الجهاز أطلق مبادرة بعنوان «ماتخليش حاجة تفاجئك» لمواجهة مشاكل القراءات الخاطئة، والتي تهدف إلي أن يقوم المستهلك بتسجيل قراءة العداد بنفسه بشكل شهري.