النوات التي بدأت مبكرا كشفت عورات المسؤولين التنفيذيين في «الإسكندرية» عروس البحر المتوسط وفشلهم في مواجهة الأمطار التي جاءت علي غير المعتاد، وجاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمدينة الساحلية لتبث فيها روح الأمل من جديد بعد أن أعلن دعمها بمليار جنيه لاستعادة عافيتها وإصلاح بنيتها المتهالكة. وجاءت نوة الفيضة الصغري لتكون الاختبار الأول بعد أن إتخذت الاجهزة التنفيذية مدعومة بالقوات المسلحة وهيئتها الهندسية إجراءات سريعة وحاسمة بعد توافر الامكانيات لتلافي الأزمة مرة أخري، وإنقاذ الاسكندرية من عثرتها لتعود جميلة مرة أخري. علي مدار شهرين كان العمل متواصلا من تطهير وتوسعة للمصارف بالاضافة الي إنهاء مشاريع جديدة ومد شبكات لتصرف الامطار وفتح مصبات كإجراءات سريعة بالاضافة الي وضع خطة طويلة الاجل تتمثل في إحلال وتجديد بعض المحطات التي فاحت منها رائحة الفساد والرشوة في السنوات الماضية. نجح المسئولون بالاسكندرية في اختبار الفيضة الصغري بعد أن مرت النوة بسلام بينما قلوبهم وأعينهم معلقة علي السماء خشية من تكرار الكارثة، فيما لا زالت بعض المناطق الشعبية تعاني من هطول الأمطار حيث أنها إما غير مخدومة بشبكات طرق سليمة أو شبكات لصرف الأمطار ليبقي التحدي أمام الجميع .. فهل سيستطيعون إعادة عروس البحر الي ما كانت عليه أم إنها إجراءات سريعة وسرعان ما الأمر سيعود مرة أخري إلي سيرته الأولي. ويؤكد اللواء محمود نافع، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحي بالإسكندرية بأنه يتم العمل ليلا ونهارا للإنتهاء من مشكلة الصرف الصحي بالإسكندرية بالتعاون مع القوات المسلحة، لافتا الي أنهم نجحوا في إتخاذ إجراءات سريعة تتمثل في توسعة المصارف التي تصرف فيها مياه الأمطار بالاضافة الي عمليات التطهير الشاملة لكل الشنايش بشوارع المحافظة. وكشف رئيس الشركة أن هناك خطوات أخري يتم إتخاذها وعلي وشك الانتهاء منها مثل إنشاء شبكات لتصريف الأمطار بمنطقة مثلث الشركات ومدخل مدينة الاسكندرية، بالاضافة الي خطة طويلة الاجل قد تستغرق عاما ونصف العام تتمثل في تحديث وإحلال وتجديد محطات الرفع والتنقية والتي يتجاوز عددها 150 محطة في المحافظة. وأشار الي أن 70 % من شبكات الصرف الصحي بالمحافظة قديمة ويرجع إنشاؤها الي عام 1920، لافتا الي أنهم يخصصون قرابة ال 30 مليون جنيه سنويا من ميزانية الشركة للإحلال والتجديد. والمح رئيس الشركة الي أنه طالب أعضاء البرلمان بالاسكندرية الي تبني مشروع قانون لتجريم البناء المخالف ووقف هذه الظاهرة باعتبارها إحدي المشاكل التي تسبب ضررا في البنية التحتية بالمحافظة، موضحا أن هناك شركات صناعية تقوم بتصريف مياه الصرف الصناعي دون الالتزام بالاشتراطات التي تحددها الشركة. وقال أنه يجب علي تلك الشركات أن تنشأ محطات معالجة بداخلها حتي لا تتكرر الكارثة مرة أخري، مؤكدا علي ضرورة فتح موقع 9ن الخاص بتصريف المخلفات الصلبة للشركة، مشيرا الي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه خلال زيارته للإسكندرية بضرورة بحث المشاكل التي أدت الي توقف العمل بالموقع وتذليلها لبدء العمل به مرة أخري.