فؤاد قنديل منذ أيام قليلة حصل الروائي فؤاد قنديل علي جائزة الطيب صالح الأدبية في القصة القصيرة حيث تسلمها من نائب رئيس الجمهورية السودانية في حفل كبير وذلك عن مجموعته التي لم تنشر بعد " أجمل رجل قبيح في العالم " وكان قد صدر للمؤلف مؤخرا الهيئة المصرية العامة للكتاب أحدث رواياته بعنوان "رجل الغابة الوحيد". تتناول الرواية السابحة في بحار الحب والجنون والعنف والتضحية جانبا من حياة طبيب نفسي وسيم تعشقه النساء ويزددن عشقا بعد أن يؤسس جمعية للدفاع عن المرأة مؤيدا حقها في أن تحتل مكانة متقدمة في المجتمع، لأنها من وجهة نظره تمتلك مواهب وملكات غير عادية وقادرة علي الإبداع والتدبير والقيادة والنضال والثورة والحرب والصبر والاحتمال. ولكنه عندما شك في سلوك الشاعرة وجدان التي كان يتأهب للزواج منها يهجم عليها بشراسة ويضربها فيسقط الجنين، وتجن الشاعر وتقرر الانتقام وعلي لسانها تقول: "إلا الأمومة يا صاحب القلب الحجر. إلا ما حملته منك يا أسوأ من غدر. كل شيء لو تعلم يفتقد القيمة والمكانة إلا الضنا حتي لو حملت بضفدعة. إلي الوليد للأم التي حملت، وحلمت وتحدثت إلي الوعد الجميل. أتقتل وليدي؟ لا يكفيني لتهدأ دماؤه في روحي موت عشرة من أمثالك. بقدر ما أحببتك كرهتك، وبقدر ما تمنيت أن تعيش سيدي حتي المقبرة، سأكون لك المقبرة.أيها الغالي الحقير. أيها الوغد الكبير.. كان وليدي هو حلمي الأثير. علمت أنك ستسافر إلي الكونغو غدا. فدعني أودعك الوداع الأخير. كن علي يقين أني سأقتلك، وأدفن إلي الأبد عينيك الترابية وقلبك الذي أثقله الجليد.. يا نتاج الزمن الضرير. عرضت البطل علاقاته وحماسته للمرأة لهجوم شرس من بعض رجال التيارات الإسلامية،حيث هددوه وحاولوا قتله واتهموه بالقضايا والاتهامات التي لم يقترف منها شيئا. تلتف حوله عشرات الألوف من النساء والرجال إلي أن يصاب بالجذام ، ليمر بتجربة نفسية مريرة تدفعه ليعيد حسابا دون أن تتأثر نظرته الراسخة للمرأة، فتتهدد عمارته الإنسانية الجميلة، وتدريجيا يقترب من الله الذي أدرك للمرة الأولي أنه كان غائبا عن روحه. من أجواء الرواية:"قاعة المحكمة مزدحمة بكم هائل من البشر. الادعاء يصول ويجول معددا خطايا المتهم. تلاه المحامون واحدا بعد الآخر يفندون اتهامات الادعاء، لكن القضاة في النهاية أصدروا حكمهم بالإعدام ليكون عقابا مستحقا للطبيب الذي خان الأمانة وعبث بأفكار الفتيات وهتك أعراض الشريفات وغوي الغافلات. ولولت النساء وصرخ الرجال، واهتزت القاعة من ثورة الحاضرين، ثم تعالت أصوات متفرقة تضرب هنا وهناك: إلي الجحيم من عاش ومات ملحدا. رحمة الله عليه فقد كان مؤمنا. بل منحلا. عاش ومات عاشقا. عاش ومات فاسقا. كان صاحب رسالة وفيلسوفا. مات شهيدا. كان مجنونا. كان عالما. عاش داعرا ومثواه النار. كان دجالا. فليرحمه الله فقد كان إنسانا. هتفت كل النساء: هشام ذكري لم يمت. سيظل معنا. سيظل معنا دائما رجل الغابة الوحيد.