ويلفت انتباههم بأدب جم أنه لم يلمس شيئا تحقق!!، ثم يركن إلي الجدية فيشهدهم علي أنفسهم ويشهد الله عليهم!! مع تواضع أداء مشيخة الأزهر، وعدم قدرتها علي تحمل مسئوليات القيادة الدينية، يتوجب أن نطرح مسألة تعيين شيخ الأزهر، ومسألة عزله أو اعفائه من مهام عمله. اننا نحيا الآن مرحلة بناء كاملة، سواء علي المستوي الاقتصادي الانمائي، أو علي المستوي السياسي، أو علي المستوي التشريعي، وأعتقد أننا نملك من أدوات التشريع ما يجعلنا في مأمن، وما يمكننا من تقنين إرادتنا، وتصحيح عوار ما كان القدماء يشرعونه بما يتماشي مع ظروفهم. من ثم فإن الإبقاء علي شيخ الأزهر بشكل «يشبه» المطلق بات امرا مرفوضا، نعم الابقاء علي شيخ الازهر ساكنا في كرسيه مرفوض منطقيا ووطنيا، بل ودينيا. دعونا نتأمل الأحداث الأزمات تلاحق الأزهر سواء المشيخة أو الجامعة أو مراحل تعليم ما قبل الجامعة، ومازالت أصداء مهزلة تصحيح الثانوي الازهري تتردد في مسامعنا، وقبلها أزمة الالحاد، وقبلها أزمة معالجة نصوص التراث، ومن قبلها أزمات الطلبة الجامعيين الذين تركتهم قيادات الأزهر ليسرقهم صائدو الإخوان، ويحولوهم إلي أنصار يعتقدون أن تخريب الوطن جهاد!! يحولونهم من طلبة علم إلي مثيري شغب، وذلك كله لغياب أولي الأمر، ونقص الوعي لدي القادة، سواء بالمشيخة أو بقطاعات وزارة الأوقاف. ثم تتجلي الأزمةالأكبر، عندما يطالب رئيس الدولة رجال الازهر بتجديد الخطاب، وتنقية الدين مما علق به من شوائب، ثم يستحلفهم بالله ألا يقصروا في ذلك، ثم تمر الأيام ولا نلمس ثمره، الا خلافا حدث بين شيخ الازهر ووزير الأوقاف، تخيل أن قدوة المسلمين يقعون في هذه الخطيئة، وقد قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم تسليما إن المسلم لا يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، وقال إن خيرهما الذي يبدأ بالسلام، لكن القيادتين تهاجرا، وقاطع كل منهما منتدي الآخر، ليقيما الدليل علي عدم كفاءتهما للموقعين الجليلين، إلي ان تنجح جهود القيادة السياسية في المصالحة، ثم يعود رئيس الجمهورية فيشير في احد لقاءاته الأخيرة إلي «مطلبه»- تجديد الخطاب الديني- ومراجعة النصوص وتنقيحها، ويلفت انتباههم بأدب جم أنه لم يلمس شيئا تحقق!!، ثم يركن إلي الجدية فيشهدهم علي أنفسهم ويشهد الله عليهم!! أتدرون لماذا كل هذا؟! لأن المطلوب أكبر من كاهل شيخ الازهر ووزير الاوقاف، لأن المطلوب يتطلب تحررا مطلقا، ويتطلب عدم الخوف إلا من الله رب العالمين، ويتطلب عرض ما يسمي «التراث» علي القرآن الكريم، وحذف ما يخالف القرآن حذفا لايجاريه تردد ولامهابة، لأن القرآن الكريم يأمر في كل الرسالة بالسلام، ويسمح بالتعايش مع من لا يعادون المسلمين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: «لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم» كما يأمر بالدفاع عن النفس واخراج الذين اخرجوا المسلمين من ارض الاسلام،لكن مسئولي الدين اليوم لا ينادون بهذا ولا بذاك، وتركواالمسلمين عرضة للتيه. اننا كإعلاميين نطالب باعادة النظر في استمرار شيخ الأزهر علي كرسيه دون مراجعة، لابد من ايجاد جهة ذات كياسة تراجعه، وتملك أن تستدعيه وتسأله في شئون الأمة ودينها، كما تملك أن تحيله إلي جهة أعلي ذات كياسة أيضا لكي تنهي عمله، ويكون ضمن مهامها تجديد شيخ الأزهر. لاتغضبوا.. الأمرأخطر من الخواطر، الأمر يحتاج اماما صاحب عزيمة، وصاحب وعي، وصاحب مبادرة، فالاسلام يتعرض لحرب صهيونية، وكذلك مصر، لأن مصر رحم الدين، وتخريب الرحم يؤدي إلي اجهاض الدين، والازهر عاش وطنيا احتضن شباب الأمة باخلاص قادته ووعيهم وقدرتهم علي التجديد، فكان خطاب الازهردائما مترجما للحالة، وغير منفصل عنها، فصدقه الناس، وآمنوا له، وآمنو به، لكن حالة النفور العامةمن الازهر تدل الآن علي حاله، وما وصل اليه من تراجع. يقي سؤال: أليس لسنوات العمر تأثير علي الانسان؟! نعم، إذن فلابد من تحديد سن لتقاعد شيخ الازهر.