كثيرا ما نقرأ كلمة »ادفع« المكتوبة علي الأبواب أثناء دخولنا بعض الأماكن، والكلمة تعني ان ندفع الباب باليد لفتحه حتي نتمكن من الدخول، ولكن عندما نذهب لإنهاء مصالحنا في الكثير من الجهات الحكومية لا نجد أبوابا مكتوبا عليها كلمة ادفع، ولكننا نقرأها في »عيون« غالبية الموظفين الذين يتعاملون مع المواطنين! كما نفهمها في لغاتهم الحية المتعددة المعاني والألفاظ لتوصيل الرسالة! وعلي المواطنين الذين يجهلون قراءة عيون الموظفين ولغاتهم الحية أو يستعبطوا أن يتحملوا النتيجة حيث ستتعرقل مصالحهم وربما يتم تخريبها، لأن هؤلاء الموظفين لديهم قناعة بأنهم ملاك للجهة الحكومية التي يعملون بها لدرجة تهييء للمواطنين امكانية ان يبرزوا لهم إعلام وراثة يؤكد ملكيتهم لهذه الجهة! وبالرغم من ان الدخل اليومي لهؤلاء الموظفين من الرشوة الاجبارية يعد بعشرات ومئات وآلاف الجنيهات إلا ان الدولة لا تحصل علي حقوقها الضريبية منهم، برغم علمها بما يفعلون من خلال جهاز التنظيم والإدارة الذي جاء ضمن نتائج دراسة احصائية صدرت مؤخرا أن 29٪ من موظفي قطاع الخدمات الحكومية يقبلون الرشوة! ولأن جهاز التنظيم والإدارة حكومي فقد راعي ان تكون »ملافظه سعد« فقال يقبلون ولم يقل يفرضون ويطلبون ببجاحة وفجر منقطع النظير!! ورغم ان وزارة التنمية الإدارية كثيرا ما صدعتنا بقرارات لعلاج الأمراض الإدارية المسرطنة والكامنة في قطاع الخدمات الحكومية إلا ان علاجها زاد المرض استفحالا! ولذلك اقترح علي الدكتور أحمد درويش تعيين فريق من الاتقياء تكون مهمتهم التواجد في مكاتب الخدمات الحكومية للدعاء بمصيبة سوداء علي كل مرتش وكل راش! وان كنت أخشي أن ينقلب هؤلاء المكلفون ويدعون بالخير للمرتشي والراشي ليكون لهم من الحب جانب! شريف عبدالقادر محمد مدير شركة القاهرة