أخيرا وبعد عشرات السنوات من الإهمال والتخريب المتعمد لبحيرة المنزلة أهم وأكبر بحيرات مصر الشمالية تحركت حكومة المهندس إبراهيم محلب لإنقاذ ما تبقي منها بعدما كانت تبلغ 750 ألف فدان لم يعد الآن إلا 120 ألف فدان وهذا الرقم المخيف يبين إلي أي مدي حجم الجرائم التي ارتكبت في حق البحيرة من التجفيف والردم وإلقاء مخلفات الصرف الصحي والصناعي والزراعي والكيماويات والقمامة داخلها حتي اختفت معظم أنواع الأسماك الفاخرة التي كانت تستوطنها وقضي علي الكثير منها كما تسببت هذه المخلفات المميتة في ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي بين السكان الغلابة الذين يتناولون الأسماك المنتجة من البحيرة وبخلاف هذه الكوارث ابتليت البحيرة بغزوات مافيا صيد الزريعة وإقامة الحوش والسدود داخل البحيرة فمنعت جريان الماء بشكل طبيعي بينها وبين البحر المتوسط لتزيد من نسبة اختفاء أنواع كثيرة من الأسماك. وقبل عدة أيام عقد اجتماع موسع برئاسة المهندس إبراهيم محلب وضم معه وزراء الإسكان والصحة والبيئة والموارد المائية والمحليات والزراعة ومحافظي بورسعيد ودمياط والدقهلية والشرقية لوضع أول خطة متكاملة تنفذها كل هذه الجهات لإنقاذ البحيرة بعد أن اقتصرت محاولات العلاج علي مدي سنوات طويلة جدا علي جزئية تطهير بواغيز البحيرة لإعادة جريان الماء بينها وبين البحر المتوسط وهو حل غير كافٍ ووحده غير مؤثر بدون وقف تام لإلقاء كل المخلفات في البحيرة وبدون هذا الحل المتكامل لن تعود البحيرة إلي نظافتها لتعود إليها الأسماك بالإضافة إلي إزالة كل أشكال التعديات التي أقامتها مافيا صيد الزريعة وإذا عادت البحيرة لطبيعتها يمكن أن تسد حاجة مصر بأكملها والمشروع في منتهي الأهمية ويبقي أن نري جدية الحكومة وتكمل مشوارها دون تراجع وأفلحت إن صدقت.