أصبحت بحيرة البرلس، التي تعتبر من أهم البحيرات الرئيسية في مصر من حيث المخزون الإنتاجي للأسماك ، في حالة يرثى لها ، بعد أن تقلصت مساحتها من 200 ألف فدان إلى 80 ألف فدان في ظل التعديات الصارخة التي تشكو منها البحيرة ..وكذلك يعانى صيادو القرية البالغ عددهم نحو 20 ألف صياد معاناة مريرة من مشاكل البحيرة التي لا حصر لها ، الأمر الذي يهدد بانقراض مهنة الصيد التي ورثها الأبناء عن الآباء والأجداد. انتقل "صدى البلد" إلى قرية برج البرلس ليكشف عن قرب عن أهم مشاكل الصيادين ، ويقول عبد ربه السيد الجزايرلي رئيس الجمعية التعاونية لصيد الأسماك ببرج البرلس وشيخ الصيادين بالقرية إن بحيرة البرلس تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد انتشار مافيا زريعة الأسماك وصيد الأسماك الصغيرة أثناء فترة التكاثر ، عبر استخدام اللنشات الكبيرة المزودة بمواتير والتي تسببت في انقراض أنواع كثيرة من الأسماك كالدنيس والقاروص ، وبيع تلك الزريعة لمزارع الأسماك التي انتشرت بمنطقة الساحل الشمالي ، والتي تتربح من ورائها هذه المافيا ملايين الجنيهات وتساعدهم على الثراء السريع ، في غياب كامل لجميع الأجهزة الرقابية التي فشلت في التصدي لمافيا الزريعة الذين يصطادون ليلا ونهارا على مرأى ومسمع الجميع. وأضاف الجزايرلى أن مشكلة زيادة معدلات التلوث بالبحيرة يرجع إلى انتشار طرح ورد النيل وهى عبارة عن "تحاويط" وسدود و"حوش" ومناصب ، ويستغل بعض الصيادين تلك التعديات بإلقاء الحيوانات النافقة لجذب الأسماك على تلك المناطق مما يؤثر سلبا على مياه البحيرة ويزيد من التلوث ، كما أن تغذية الأسماك بالمزارع السمكية على "السبلة" والحيوانات النافقة ، وصرف مياهها بالبحيرة يزيد من تلوث المياه أيضا ، فضلا عن أن فتحة بوغاز البرلس الذي كان يعمل على تجديد مياه البحيرة أصبحت شبه مسدودة ويحتاج البوغاز تطهيرا مستمرا لتجديد مياه البحيرة.
وعن مشاكل الصيادين يقول الجزايرلى 50% من صيادي برج البرلس هجروا مهنة الصيد وسافروا إلى السعودية وليبيا واليونان بحثا عن أرزاقهم هناك لأن مهنة الصيد أصبحت في خطر كبير في ظل هذه المشاكل والتحديات التي تعترض طريقهم. وقال: نرى المئات من المراكب تصطف على شاطئ البحيرة وقد هجرها أصحابها ، وعندما يسافرون في رحلات صيد بالبحر المتوسط يواجهون الأخطار والمشاكل والدليل على ذلك ما حدث في منتصف شهر مارس 2009 عندما ألقى القراصنة الصوماليون القبض على 33 صيادا من بينهم 15 صيادا من صيادي قرية برج البرلس وبعد أن عادوا أكدوا أنهم تعرضوا لظروف عصيبة وكانوا مهددين بالموت في أي لحظة لولا تدخل العناية الإلهية لإنقاذهم. وواصل الجزايرلي حديثه قائلا ، المشكلة الكبرى في القرية أنها أصبحت مكتظة بالسكان وقد أصدر اللواء صلاح سلامة محافظ كفر الشيخ القرار رقم 523 لسنة 2005 بالموافقة على تخصيص مساحة 500 فدان بمنطقة بر بحري لتكون مجمعاً سكنياً للصيادين ولتخفيف الزيادة السكانية بالقرية ، إلا أن المسئولين لم يتحركوا حتى الآن ، مما يجبر الأهالي إلى البناء المخالف وتعلية الأدوار والمنازل لحل أزمة الإسكان. وأكد أن صيادي برج البرلس تقدموا بشكاوى عديدة لهيئة الثروة السمكية ومحافظ كفر الشيخ والعديد من المسئولين لكي يضعوا بحيرة البرلس أمام أعينهم لأنها محمية طبيعية بقرار من رئيس الوزراء..كما يطالب جميع الصيادين بتدخل الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء لإنقاذ بحيرة البرلس وكذلك لإنقاذ الصيادين من همومهم والعمل على حل مشاكلهم. و مهنة الصيد في بحيرة البرلس تواجه شبح الانقراض بعد أن تقلصت مساحة البحيرة من 200 ألف فدان إلى 80 ألف فدان في ظل التعديات الصارخة التي تشكو منها البحيرة .