بعد أكثر من خمسين عاما من العطاء حان الوقت.. وجاء التقدير سخيا في العشرين من شهر ابريل الحالي تحتفل اسرة الصحافة المصرية برئاسة الاستاذ ياسر رزق بالفائزين بجوائز العملاقين مصطفي وعلي امين وهي الجوائز التي نذراها في ذكري الوقوف الي جانب الحرية في اشد لحظات الدنيا ظلاما وكان جزاء مصطفي امين دفاعاً عنها السجن لكنه خرج مرفوع الرأس وعلم ابناءه منذ اللحظة الاولي أن صعود سلم الصحافة يتحقق بالالتزام بالكلمة الصادقة وكان يقوم بتسليم الجوائز للمتميزين بنفسه ومنذ عام 84 تحملت الزميلة صفية مصطفي أمين امانة المسئولية بامتياز. وللحق كان الاختيار للجوائز صعباً لتقارب المستوي بين الكثيرين الذين تقدموا للسباق وعددهم أكثر من مائة. وقد خصصت جائزة خاصة لابناء اخبار اليوم اطلق عليها جائزة الانتماء وكان اول من حصل عليها الاستاذ ياسر رزق رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير في عام 87. وبمشاعر شخصية فوجئت بترشيحي للجائزه الانتماء بعد اكثر من خمسين عاما من العطاء وسط اسرتي في دار اخبار اليوم.. وهنا استرجعت ذاكرتي عندما التحقت للعمل بعد تخرجي من قسم الصحافة والتحرير والترجمة عام 59 ولا انسي ذلك اليوم الذي احتضنني فيه استاذي الراحل عبد السلام داود المشرف علي باب «ابو نضارة» اخبار الناس حالياً وهو الذي لم أكن قد التقيت به من قبل ولا اعرفه الا من قراءتي للاخبار. ومنذ ذلك التاريخ وجدت نفسي متنقلا الي قسم الحوادث والاقتصاد وكاتبا لليوميات والمقالات، واختارني استاذي الكبير ابراهيم سعدة رئيسا لأخبار السيارات، وبعد اعداد البروفات اعتذرت، ثم اختارني أخي الحبيب الاستاذ محمد بركات مديرا تنفيذيا ليلزمني بالتواجد من الثامنة صباحا حتي ساعة متأخرة من المساء. وبمحبة الله وكل الزملاء واساتذتي بدءا من العملاقين مصطفي وعلي أمين وجلال دويدار وسمير عبدالقادر إلي الاستاذ ياسر رزق كان رضاؤهم جميعا علي جهدي ووفائي في العمل ورفضي اي عروض علي مدي الخمسين عاما.. واليوم جاء الجزاء سخياً بمنحي جائزة الانتماء وبهذه المناسبة لا يسعني الا ان اشكر من كل القلب اعضاء الامانة العامة، وجميع العاملين في الاخبار علي تهنئتهم وزوجتي التي تحملتني كثيرا. ونصيحتي لابنائي من الجيل الجديد لا تتسرعوا ولا تنسوا ان لكل مجتهد نصيبا وان الله لا يضيع اجر من احسن عملاً، واذهبوا إلي مصادر الأخبار ولا تنتظروها.