اللواء محمود الصبيحى ظل اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع اليمني بمثابة لغز محير خلال الشهرين الماضيين بعد ظهوره خلال اصدار "الاعلان الدستوري" علي يد الحوثيين في 6 فبراير الماضي وقبوله رئاسة اللجنة الأمنية العليا التي شكلها الحوثيون، وازداد لغز الصبيحي صعوبة علي الفهم بعد هروبه إلي عدن ليفلت من قبضة الحوثيين. فهل يخرج الصبيحي عن صمته ويبدد غموض هذه الالغاز ليؤكد مثلا أن حضوره "الاعلان الحوثي" جاء تحت ضغط الجماعة، كما توقعت بعض المصادر اليمنية.. جاء الكشف عن هروب الصبيحي بعد ساعات من إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مدينة عدن عاصمة لليمن، رغم "رمزية" القرار لأن تغيير العاصمة يتطلب تعديل الدستور الذي ما يزال ينص علي أن صنعاء هي العاصمة، ويذكر أن الصبيحي قد خرج من منزله في العاصمة اليمنية صنعاء بالتنسيق مع مشايخ واعيان محافظة مأرب. كان الصبيحي قد حضر مراسم إصدار "الإعلان الحوثي" في ملابسه المدنية كما شارك معه جلال الرويشان وزير الداخلية وحمود الصوفي رئيس جهاز مخابرات الأمن السياسي واللواء علي الجائفي قائد قوات الاحتياط مما يؤكد وجهة النظر التي تشير إلي أنه أجبر علي الحضور. وكان الصبيحي قد صرح انه كان باستطاعته الهروب كما هرب الكثيرون من الشخصيات العسكرية والدبلوماسية وطلبوا اللجوء السياسي ولكن ضميره الوطني لا يسمح له ان يترك المؤسسة العسكرية تسقط وتذهب إلي المجهول، كما أكد الصبيحي ان مشاركته في رئاسة اللجنة الامنية كانت بقناعة تامة ولا وجود لأي ضغوط او تكتيكات كما تسميها بعض الوسائل الاعلامية فواجبه الوطني جعله امام خيارات كثيرة كان افضلها الاستمرار والحفاظ علي المؤسسة العسكرية والبحث عن حل يضمن الاستقرار ويتطلب التفكير الجاد والحاسم بشكل وطني والابتعاد عن النعرات والصراعات التي تضرب قلب النسيج اليمني. يعد الصبيحي من المقربين للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تمكن أيضاً من الهروب من منزله بصنعاء في 21 فبراير الماضي متجها إلي عدن بعدما فرضت عليه جماعة الحوثي حصارا دام لشهر. يشار إلي أن الصبيحي كان عضوا في حكومة "خالد البحاح" التي استقالت مع الرئيس هادي في 22 يناير الماضي، تحت ضغط الحوثيين الذين استولوا بالقوة علي صنعاء، وحلوا البرلمان وأنشأوا هيئات قيادية جديدة ومنذ ذلك الوقت يعيش البحاح ومعظم وزرائه قيد الإقامة الجبرية في صنعاء وشكل قبول رجل بحجم اللواء الصبيحي تولي رئاسة اللجنة الامنية العليا انتصاراً كبيراً لجماعة الحوثي، أما في حال ثبوت هروبه من قبضة الجماعة فهذا يمثل خسارة فادحة لها حيث كانت تراهن علي قيادته لمعركة مأرب المؤجلة ضد مسلحي الاصلاح وعناصر القاعدة. اكتسب الصبيحي شهرة شعبية في اليمن لدوره في إخراج عناصر تنظيم القاعدة من محافظة أبين عام 2012 وتمكنه من إحراز تقدم كبير في الحملة العسكرية التي استهدفت عناصر هذا التنظيم في عدة محافظات جنوبية مطلع عام 2014. ولد محمود أحمد سالم الصبيحي عام 1948 في هويرب، مديرية المضاربة، إقليم الصبيحه، وحصل علي بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية العسكرية بعدن عام 1976، كما حصل علي ماجستير العلوم العسكرية من أكاديمية فرونزا بالاتحاد السوفيتي في عامي 1978-1982، وفي عام 1988حصل أيضاً علي دورة قيادة وأركان بأكاديمية فورنزا.. تولي الصبيحي العديد من المناصب العسكرية ففي عام 1976 وحتي عام 1978 كان مدير الديوان بوزارة الدفاع، ومن عام 1982 حتي عام 1986 تولي منصب أركان حرب لواء ملهم، كما تولي منصب قائد اللواء 25 ميكا من عام 1986 حتي عام 1988، ومن عام 1988 حتي عام 1990عمل قائداً للكلية العسكرية، ونائب مدير الكلية الحربية من عام 1990 حتي 1993، كما تولي منصب مستشار القائد الأعلي للقوات المسلحة، ومن ابريل 2013 حتي نوفمبر 2014 كان قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة. لكن حقيقة هروبه لم تتأكد بعد، اذ ان جماعة الحوثيين نقت ذلك. ليظل لغز الصبيحي مستمرا.