فجأة صعد نجمه علي مسرح الأحداث في اليمن في سبتمبر الماضي عندما تولي رئاسة "لجنة الرقابة الثورية" والتي شكلتها جماعة الحوثيين بعد سيطرتها علي العاصمة اليمنية صنعاء وقالت إن مهمتها محاربة الفساد في المؤسسات والدوائر الحكومية ورغم أنه يعتبر قائدًا وركنًا كبيرًا من أركان جماعة الحوثي إلا أنها حرصت علي ألا يتردد اسمه كثيرًا وأن يظل في طي الكتمان حتي تحين اللحظة المناسبة.. وقد جاءت هذه اللحظة بعد إصدار الحوثيين الإعلان الدستوري الذي كان يوم الجمعة الماضي وبموجبه أصبح محمد علي الحوثي هو الحاكم الأعلي لليمن خاصة إن الإعلان الدستوري منح "اللجنة الثورية العليا "التي يرأسها الحوثي سلطات علي "المجلس الوطني" و"مجلس الرئاسة ". وبعد أن كان القصر الجمهوري مقرًا لرئيس الدولة أصبح الآن مقرًا لمحمد الحوثي المسؤول الكبير في الجناح العسكري للجماعة المدعومة من إيران والتي سيطر مسلحوها علي مناطق كبيرة في اليمن. الغريب أن لا أحد في اليمن بخلاف جماعة الحوثي يعرف من هم أعضاء هذه اللجان- أو عددهم أو المهام الفعلية التي ستقوم بها.. ومع ذلك بدأ محمد الحوثي ممارسة صلاحياته، فور الإعلان الدستوري، الذي أطلق في القصر الجمهوري بحضور أحادي لأنصار الحوثي وقيادات عسكرية، حيث أصدر قرارًا بتشكيل اللجنة الأمنية العليا أرفع سلطة أمنية للبلاد، برئاسة اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع في حكومة خالد بحاح المستقيلة، وعضوية 14 شخصًا، سبعة منهم قادة ميدانيون لميليشيا الحوثي في المحافظات، ولا يحملون رتبًا عسكرية. وأصدر قرارًا ثانيًا بتكليف اللواء الصبيحي بمهام وزير الدفاع، ومثله للواء جلال الرويشان المقرب من الجماعة للقيام بمهام وزير الداخلية. ويتفرع من اللجنة الثورية العليا التي يرأسها محمد الحوثي عدد كبير من اللجان الثورية التي تنتشر علي مستوي المحافظات والعاصمة والوزارات وفروعها، وكل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية لا تخلو من وجود لجان ثورية، وهي من تتحكم بمصير اليمن منذ 21 سبتمبر الماضي، ، وتقول جماعة الحوثي إن اللجنة الثورية تختص باتخاذ الإجراءات والتدابير الضرورية اللازمة لحماية الوطن وضمان أمنه واستقراره وحماية حقوق وحريات المواطنين. وقامت هذه اللجان الثورية بإقالة مسئولين حكوميين في وزارات ومؤسسات حكومية بتهم الفساد، كما أحالت عددًا منهم إلي القضاء، فيما أصدرت أوامر قهرية بحق آخرين غادروا البلاد وعينت محسوبين عليها بدلا منهم، كما قامت بإصدار لائحة الممنوعين من السفر لقيادات في الدولة. وقد لعب محمد الحوثي دورًا محوريًا في بسط وتثبيت سيطرة الحوثيين، فقد استغل علي ما يبدو التدريب العسكري الذي ربما يكون قد تلقاه علي يد الحرس الثوري الإيراني.. فبعد دخول الحوثيين صنعاء نسبت إليه السيطرة علي الأختام الرسمية للوزارات والمؤسسات حيث اقتحم محمد الحوثي مع عشرات من مسلحي الجماعة مقر إدارة شركة "صافر" الحكومية -أكبر منتج للنفط والغاز في اليمن- وأمر إدارتها بإيقاف كل المصروفات عدا الرواتب ووقف تصدير الغاز. كما داهم مسلحون حوثيون بقيادته وزارة التربية والتعليم اليمنية، واقتحموا مكتب الوزير في غيابه في أكتوبر الماضي، وفرضوا علي مسؤولي الوزارة تسليم ختم الوزارة لشخص من أتباع جماعة الحوثي ويعمل في الوزارة بدعوي مكافحة الفساد. ولا يمتلك الحاكم الجديد لليمن، الذي يحمل اسمه الكامل محمد علي عبدالكريم أمير الدين الحوثي، سيرة ذاتية بالنسبة لليمنيين سوي أنه قائد مقرب من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي ومن أقاربه وتقول مصادر مقربة من الجماعة إنه كان معتقلاً في سجون المخابرات في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح لسنوات، وأفرج عنه بعد انتهاء الحرب السادسة التي شنها النظام السابق ضد الحوثيين والتي دارت ما بين 2004 و2010. وعقب الإفراج عنه انتقل محمد الحوثي إلي محافظة صعدة، وعمل ناشطًا اجتماعيًا في الجماعة،، ولم يكن يظهر إعلاميًا، وظل متواريًا طوال سنوات ويعمل في صمت.