الغريب ان تمول قطر مثل هذه المواقع التي تصدر هذه الفتاوي الغريبة عن الأهرامات وأبو الهول وهي نفسها التي عرضت تأجيرها في عصر الإخوان لم يعد مشهد الدواعش وهم يحملون المطارق لتحطيم الآثار في متحف الموصل العراقية ومن قبله تدمير أضرحة برقة الليبية غريبا بزعم أن هذه المناطق الأثرية تحوي أضرحة ومن ثم يجب تسويتها بالارض أو وجود طلاسم وأحجبة. هذه المشاهد التي تذكرنا بالتتار الذين يحرقون كل ما يقابلهم من أخضر ويابس خاصة ما يتعلق بالثقافة لابد من التصدي لها فكريا وبيان أكاذيبهم من التاريخ حتي لا تخرج علينا فتاوي لموقع محسوب علي قطر تفتي زورا وبهتانا بجواز هدم الأهرامات وأبو الهول. ياللهول فهل وصل ظلام عقولهم وضلالاتهم الي هذه الدرجة المخيفة التي تقترب من الجنون؟.. ألم تكن الأهرامات وأبو الهول موجودة عندما جاء الفتح الاسلامي الي مصر؟.. ألم يكن بمقدور القائد الفاتح عمرو بن العاص أو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الأمر بهدمها اذا كان فيها ما يخالف الإسلام؟ وهل التتار الجدد أعرف بالاسلام من سيدنا عمرو بن العاص وسيدنا عمر رضي الله عنهما؟ وأليس من تزوير التاريخ ان ينسبوا لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه هذه الاقوال البعيدة عن الحكمة والعقل وهو أبو الفقهاء؟.. وإذا كان في الأهرامات وأبو الهول ما يشينهما هل كان الرسول الكريم عليه الصلاة وأفضل السلام سيوصي بأهل مصر خيرا؟. هل في الأهرامات وهي عبقرية هندسية للفراعنة العظام لم يعرف سرها حتي الآن رمز للوثنية وهل يزورها الناس لعظمتها وتاريخها القديم أم يزورونها بغرض العبادة؟. الاجابة معروفة لكنهم يزيفون كل شيء فاذا كانوا يتلاعبون بالدين ويصفون أعمالهم الوحشية الشريرة بأنها إعلاء لكلمة الله فكيف لا يزيفون التاريخ وهم يهدمون أسس بنيانه.. وإذا كنا نحزن ويعتصرنا الألم من جرائم الدواعش بحق الانسان الذي كرمته كل الاديان بالحرق حيا أو القتل ذبحا أو بيع الانسان وحتي الجثث فهل مثل هؤلاء الذين كانوا بشرا ثم تحولوا الي فصيلة الوحوش يعرفون معني الآثار ودورها في كشف أغوار التاريخ؟. أليس من الغريب ان تمول قطر مثل هذه المواقع التي تصدر هذه الفتاوي الغريبة عن الأهرامات وأبو الهول وهي نفسها التي عرضت تأجيرها في عصر الإخوان وكادوا يحققون غرضهم لولا ثورة الثلاثين من يونيو 2013 المجيدة؟.. انه التناقض بعينه ولي أعناق الفتوي لأغراض دنيئة، الاسلام برئ منها وبعيد عنها كل البعد. في أبدع مشاهد فيلم «الصعود للهاوية» خاطب ضابط المخابرات المصري الذي أدي دوره الفنان الكبير محمود ياسين الجاسوسة عبلة كامل التي قامت بدورها الفنانة الراحلة مديحة كامل وهو يعيدها إلي بلادها.. قال لها والطائرة تستعد للهبوط: انظري دا الهرم.. دا النيل.. دي مصر ياعبلة.. وهل اذا عاد التاريخ بسيناريو جديد لهذا المشهد هل كان سيقول لها: دي مصر يا «داعشة» ستبقي مصر وسيبقي الهرم وسيبقي النيل فهي محروسة بعون الله تعالي وسيذهب الداعشيون وأعوانهم من الإرهابيين لمزبلة التاريخ. حرف ساخن: مع كل التقدير والاحترام لحقوق الحيوان وقبله الانسان. أري أن ما يجري في برامج التوك شو والوقفات الاحتجاجية الكثيرة علي حادث قتل الكلب ماكس خاصة بعد إحالة الأمر للقضاء نوع من المبالغة وتضييع أوقات نحن في أمس الحاجة إليها للعمل.. صحيح.. «الميت كلب والجنازة حارة».الأجدي ان ننشغل بإنقاذ أطفال الشوارع والبشر الذين يضطرون للبحث عن الطعام في القمامة.. وأناس ينامون في العراء علي أرصفة الكباري تحت البرد القارس إلي حد الموت تجمدا.. قليلا من الحياء.