د. محمود عطية بعدما سمعت بفتوي أحد مشايخ جماعة "الجهادية السلفية" -العائد من افغانستان- بأنه من صحيح الدين الدعوة إلي تحطيم أبو الهول والأهرامات مثلما حطموا أوثان بوذا وما شابه في افغانستان. تمنيت مقابلة صاحب الفتوي حتي اتيقن مما قاله وأن احدا لا يتقول عليه والعياذ بالله.. بعدما نسبت أقاويل متضاربة للعديد من السياسيين والجهاديين وحتي للجماعات الاسلامية - المسيطرة علي سيناء - وأصبحنا لا نثق فيما نسمعه ونقرأه حتي نسمع ونري بآذاننا وأعيننا..! وأخيرا بعد لأي - منَّ الله علينا بسماع ومشاهدة صاحب الفتوي شيخ الجهادية السلفية في برنامج فضائي وللعجب لم ينكر فتواه بل دافع عنها دفاعا مستميتا وكرر فتواه.. وأكد عليها بما يملك من فهم وتبحر في العلوم الشرعية كما أدعي وأوضح..! وزاد علي فتواه بأن مهنة السياحة هي مهنة الدعارة والفساد.. ودعا إلي إلغاء أربع وزارات علي رأسها وزارة السياحة.. وأوضح انه لا ينبغي لأي شخص تنفيذ هذه الفتوي أي فتوي هدم الاهرامات وأبو الهول- إنما تنفيذها معلق في رقبة أولي الأمر من حكام البلاد أي الرئيس مرسي.. ولابد للرئيس مرسي- من وجهة نظر الشيخ الجهادي السلفي- حتي يتم ايمانه وجهاده في سبيل الدعوة ان يهدم ابو الهول والأهرامات وبقية المعابد والتماثيل ما استطاع إلي ذلك سبيلا..! وطالب بسرعة تخليص البلاد من رجس يدنسها.. ودعا المسلمين من الناس السعي للرزق الحلال بعيدا عن السياحة والتماثيل والمعابد .. وزاد الشيخ بأنه إذا منَّ الله عليه بحكم مصر وفتحها فسيكون اول عمل هو هدم ابو الهول والأهرامات والمعابد والتماثيل المترامية في بر مصر..! وبعد ما شاهدته وسمعته لا أجادله فيما اطمأن اليه ودعا إليه.. لكني اتساءل.. تعرف ايه عن التاريخ يا سلفي وعن التاريخ الفرعوني ؟!.. وهل يدرك ان العالم لا يعرف من مصر غير تاريخها الفرعوني وانجازاته التي مازالت تبهره.. وان التاريخ الفرعوني متيم به كثير من الأوربيين وعلي رأسهم الفرنسيون.. والموازنة العامة المصرية من أهم مواردها المالية زيارة معالمنا السياحية .. ويعمل ملايين المصريين في مهنة السياحة ولا اظن انهم يعملون بالدعارة كما تفضل وقال فضيلته..! ألم يقرأ الشيخ التاريخ الاسلامي وعرف ان الدين طوال تاريخه لم يكن ما تتحدث به الكتب وإنما ما يصنع الناس منه.. اي الدين الذي في ذهنه هو ما يدركه ويفهمه ويريد ان يطبقه وليس ما هو في الكتب والشرائع المدونة.. وكلنا دون ان نعي نسلك بقدر ما فهمنا وبقدر ما وعينا مما بين أيدينا من نص..أو كما قال علي بن ابي طالب "القرآن حمال أوجه".. ولذلك هناك آلاف الفتاوي المتضاربة ويدعي اصحابها انها الحق ..! لماذا لايقرأ تاريخ العراق القريب.. حتي يعرف ان ما لم تستطعه امريكا بجيوشها صنعته بإحياء افكار دينية "شيعية وسنية" واستعر القتال بفتاوي بين ابناء الدين يتوهم أصحابها أنها الحق ومن الدين.