أحمد: أتمنى أن يعود إلينا السائح المصرى والأجنبى مرة أخرى «تعال نرسم اسامينا برملة النوبة الجميلة» بهذه اللافتة جلس الشاب أحمد محمد داخل احد شوارع محافظة أسوان وحوله زجاجات امتلأت بالرمال الملونة التي تشكل داخلها لوحات فنية صغيرة بأشكال مصرية ونوبية عريقة. يعد احمد البالغ من العمر 29 عاماً من أشهر فناني الرسم علي الرمال بأسوان فهو اول شاب يدخل هذه المهنة للقري النوبية, بعد أعوام طويلة من التعلم ومشاهدة كبار العاملين بهذه المهنة. لا يعد الرسم بالرمال مهنة له, بل هواية تحدي الجميع لتعلمها بعد ان حذروه من صعوبتها وحاجتها لمتخصص ليقوم بتشكيل الرسومات بالدقة المطلوبة, لكنه لم ينصع لأحاديثهم وفضّل الاتجاه وراء حسه الفني الذي نشأ بداخله منذ الصغر, واتقن المهنة حتي تمكن من انهاء زجاجة كاملة في ثلاث دقائق مقابل نصف ساعة لكبار الفنانين بهذا المجال . وعن كيفية تصميم الزجاجات يقول احمد «نحتاج لعمل لوحة كاملة الي زجاجة جيدة الشكل ومناسبة الحجم , وكمية من الرمال, وبالطبع اقوم قبلها باحضار مجموعة من الألوان الزاهية والمختلفة لكي أصبغ بها كميات من الرمال, ويكون لكل لون استخدام ودلاله فالأسود مثلا يستخدم لرسم النخيل او الجمال, والبرتقالي للشمس, والاخضر للأشجار, وهناك الوان تجميلية كالبنفسجي والوردي والاصفر» . وبعد تجهيز الألوان يقوم أحمد باحضار قمع صمم خصيصا لادخال الرمال للزجاجة ثم يبدأ باستخدام اداة حديدية طويلة شبيهة بالعصا لتشكيل الرسومات المختلفة داخل الزجاجة, كما يقوم بكتابة اسماء الزبائن باللغة التي يرغبون بها, وفي النهاية يقوم بضغط الرمال جيدا واغلاق الزجاجة بالمادة اللاصقة لتنتهي اللوحة. وعن الأشكال المستخدمة يقول احمد «يفضل الزبون الأشكال المصرية الأصيلة كشكل الغروب والنخيل والجمل ، أو علم مصر ، أو السماء والبحر, فهو يميل للطبيعة ذات الالوان النقية, ويقوم كل من المصري والاجنبي بشراء هذه الزجاجات, الا ان السائح الصيني هو الأكثر هوساً بها» . ويروي أحمد لنا موقفا طريفا قائلاً «جاء احد السائحين الصينيين وظل أكثر من ربع ساعة يصور كافة الأشكال عندي, حتي ظننت انه انهي الكارت الخاص بالكاميرا علي لوحاتي ، وفي النهاية طلب مني تصميم 7 زجاجات باسماء مختلفة لأفراد عائلته, وبالرغم من استعجال المرشد له الا انه صمم علي البقاء جواري حتي انهيت له الزجاجات جميعها» . وكما ذكرنا لا تعد هذه هي المهنة الاساسية لأحمد فهو مثل العديد من الشباب المصري أثرت الظروف السياسية علي عمله بالسياحة, فيقوم الان بالتنقل بين الاعمال الحرة لمحاولة كسب المال, الا انه لا يستغني عن هذه الهواية, موضحاً انه عندما يلتحق للعمل بأحد المحال يقوم بعرض الفكرة علي صاحب المحل, والذي يعجب بها, فيشرع في ادخالها للمحل مع حصوله علي نسبة من العائد» . وعن امنياته بالحياه يقول احمد «لم أكمل تعليمي فأنا حاصل علي دبلوم تجارة, لذا لم اجد وظيفة ثابتة لي استطيع الاستناد عليها، ومن هنا أحلم بأن تعود مصر لعهدها من الأستقرار ويعود لنا السائح المصري والاجنبي مرة أخري حتي نباشر حياتنا ونجني قوت يومنا» .