تعرفه بصوت الطرق علي المعدن مصحوب بندائه.. أنابيب انابيب.. وما ان يطلبه زبون تجده يتحرك بسرعة حاملا انبوبة البوتاجاز علي كتفه وفي يده مفتاحه الذي يستخدمه في احداث صوت الطرق المعدني وتركيب الانبوبة ايضا ثم اختبارها والتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستخدام لهم بمغادرة المكان بعد ان يحصل علي الثمن المتفق عليه والذي يتزايد دائما خاصة مع ارتفاع اسعار انابيب الغاز في السنوات الاخيرة وحدوث ازمات بين الحين والحين في انابيب البوتاجاز.. مما يشكل ازعاجا للبائع بسبب المشاكل التي يواجهها مع المواطنين, ولكن اكتشف بائع الانابيب بالسيدة زينب عم محمد ان كل المشاكل تهون امام مشكلة أكبر بالنسبة له هي دخول الغاز الطبيعي إلي المناطق التي يعمل بها حيث يعتبر ذلك «خراب بيوت مستعجل « له وزملائه في نفس المهنة وان كان يمثل خيرا وراحة بال للمواطنين. عم محمد بائع الانابيب بحي السيدة زينب..يستيقظ في السابعة صباحا يوميا.. يركب عربته الكارو ذاهبا في طريقة لمستودع انابيب البوتاجاز لاستبدال ما معه من انابيب فارغة بأخري ممتلئة ثم يبدأ رحلته اليومية بالتجول في شوارع السيدة.. يدق بمفتاح الانبوبة لاحداث صوت يلفت الانتباه.. وينادي «انابيب, انابيب».. وعيونه تتجول بين المباني في انتظار يطلب انبوبة. وما ان يأتيه صوت اي زبون او زبونة يشعر بفرحة.. لأن كل انبوبة يبيعها تعني رزقا جديدا له واسرته. يحكي محمد قصته مع بيع الانابيب قائلا: «بقالي 10 سنوات ببيع انابيب وآخر 3 سنوات بدأت اشتغل «انابيب دليفري» لستات البيوت, بسبب تعدد الجرائم من الدخلاء علي المهنة ,فبدأت السيدات اللائي تعاملت معهن لسنوات بكل امانة.. تطلبن رقمي وتكلمني لكي اجلب لها الانبوبة لحد البيت.. والشغل كان ماشي «فل الفل «. لكن تغير الحال بعد توصيل الغاز الطبيعي لمنطقة السيدة زينب حيث قل الرزق بشكل كبير , وأصبح بائعو الأنابيب امثالي في ورطة. فقد قل الطلب كثيرا علي الانابيب فانتقل البعض إلي مناطق لم يصلها الغاز لكن يبدو أن المهنة في طريقها للانقراض كغيرها من المهن التي اختفت مع تطور الزمن مثل بائعي الجاز ومكوجي الرجل والترزي... واختتم حديثه قائلا: ارزاق ربك بيوزعها بمعرفته.. وما أتمناه ان تهتم الحكومة بأصحاب المهن غير الثابتة وتؤمن عليهم حتي لا يأتي يوم ويجد البعض نفسه في مهب الريح بعد انقراض مهنته خاصة اذا كان قد تقدم به العمر ولم تعد الصحة تسعفه لتعلم حرفة بديلة .