سامح شكرى وزير الخارجية فى صالون التحرير علاقتنا مع أمريكا قديمة ووثيقة .. ووزير خارجيتها يتفهم ضرورة حل مشكلة المساعدات أكد وزير الخارجية سامح شكري أن العلاقات المصرية - الأمريكية قديمة ووثيقة وأن القاهرة تحرص علي استمرارها، وأضاف أن نظيره الأمريكي يتفهم ضرورة حل مشكلة تعليق المساعدات العسكرية، وأن مصر تولي الملف الليبي أهمية قصوي، وأنها لن تتخلي عن الشعب الفلسطيني تحت أي ظرف، وشدد علي ضرورة حل الأزمة السورية سياسيا. جاء ذلك في حواره مع الكاتب الصحفي عبد الله السناوي في برنامج «صالون التحرير» الذي أذيع مساء أمس علي فضائية التحرير، بحضور الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الدكتورة هالة السعيد، ورئيس التحرير الأسبق لمجلة السياسة الدولية الدكتور أسامة الغزالي حرب، ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عماد جاد، ورئيس تحرير جريدة الأهرام محمد عبد الهادي علام. وأضاف شكري أن مصر تابعت بدقة ملابسات القمة الروسية - التركية التي انعقدت قبل أيام، وأضاف: أنها جاءت هذه القمة في إطار العلاقات الطبيعية بين تركياوروسيا، فالأخيرة تسعي لفتح إطار لمعالجة القضية السورية سياسيا وبالتالي تستقطب كافة الأطراف المؤثرة في هذا العمل إذا كان سيكتب له النجاح. وردا علي تجاوزات أردوغان المتكررة بحق مصر، قال وزير الخارجية: تجاوزنا التعليق علي تجاوزات أردوغان لكن وجدنا في تصريحه الأخير قدرا عاليا من الهوجاء، وبالتالي أصدرنا بيانا تناول هذه التصريحات بالنقد والاستغراب والاستهجان وتوضيح أن هناك محاولة من جانبه للتغافل عما يجري في مصر لتصوير المشهد بما يتناسب مع توجهاته الأيديولوجية، وهذه التصريحات أحرجت الرئيس الروسي بكل تأكيد . Wوردا علي سؤال لمكرم محمد أحمد بشأن عدم اتخاذ مواقف محددة ضد المصالح التركية في مصر، وأسباب تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة، قال وزير الخارجية: تركيا تأثرت سلبا بما يفعله أردوغان بخسارتها مقعدا في مجلس الأمن، ونحن لا نتخذ مواقف انفعالية تؤدي لنتائج سلبية، فهناك استثمارات تركية لا بأس بها وهناك عمالة مصرية تستفيد من هذه الاستثمارات، وهناك علاقات تجارية مشتركة. وعن العلاقة مع أمريكا، أكد شكري أن دخول القاهرة مع واشنطن في حوار استراتيجي في يناير المقبل أمر مهم جدا لمناقشة كافة الملفات، ومنها المساعدات العسكرية المعلقة، وأشار إلي أن وزير الخارجية الأمريكي يتفهم ضرورة حل مشكلة تعليق تلك المساعدات، معتبرا أن الحوار الاستراتيجي فرصة لتكون كل المشكلات مطروحة بشكل عملي وصريح، لأن العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية «قديمة ووثيقة وتستخلص منها مصر قدرا من المنفعة، ونحرص علي استمرار علاقاتنا مع دولة بحجم الولاياتالمتحدة». وردا علي سؤال للسناوي عن العلاقة مع روسيا وتوقيت زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للقاهرة، قال شكري: بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو أصبح هناك قدر عال من الاستقلال في القرار المصري بعيدا عن أي نوع من التبعية، فهو قرار يحظي بإرادة شعبية، ومن المرتقب أن تكون زيارة الرئيس بوتين لمصر في النصف الأول من العام المقبل، وسيكون هناك ترتيب جيد لها، وستكون لها نتائج إيجابية اقتصاديا وسياسيا. وأضاف شكري أن نص قرار اعتماد المساعدات العسكرية الأمريكية المعلقة، مرتبط بشرط يقضي باستوثاق الجانب الأمريكي من عدة أمور، وهي استمرار مصر في استكمال خارطة المستقبل، والمشاهد المحايد لا يمكنه إنكار أن هذا هو الواقع من دستور وانتخابات، وأوضاع عامة، ووسائل إعلام، وحرية رأي، ومن يغفل كل ذلك لا يري ما يحدث في مصر بشكل دقيق. وأرجع تصريحات وزير الري المتفائلة بشأن حل أزمة سد النهضة، إلي حدوث انفراجة فيها نتيجة لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء الأثيوبي هايلي ماريام ديسالين في مالابو ( عاصمة غينيا الاستوائية )، وقال شكري إن مصر تبني مع أثيوبيا علاقات ثقة متبادلة بعد سنوات من التوتر والتعثر، واصفا عملية بناء الثقة مع أثيوبيا بأنها شاقة وتراكمية. وأكد وزير الخارجية أن التنسيق بين مصر وروسيا إزاء سوريا «جيد»، وأن هناك تقاربا في وجهات النظر حيال الأزمة، وهناك شعور مشترك يتنامي بأهمية الحل السياسي، وأن المدخل لهذا الحل يحتاج بلورة رؤية مشتركة خاصة بين القاهرة وموسكو، لكن هذا لايمنع وجود تعقيدات تعوق التوصل لهذا الحل. وعن العلاقات مع تركيا، قال شكري إنه لا يوجد ما يمنع مصر من اتخاذ موقف إزاء تركيا، وأضاف أن الإساءات التي تصدر عن أردوغان، أساءت لبلده ولم تنل من القاهرة، فتركيا خسرت مقعدا في مجلس الأمن، وإذا كان أردوغان يريد زعامة الشرق، فالنظرة إليه سلبية، ومصر شامخة وقادرة علي الحفاظ علي مصلحتها. وعلق وزير الخارجية مؤكدا أن جماعة الإخوان تحاول إرباك مصر بما تتخذه من خطوات، وأن الخارجية تقف لهذه المحاولات بالمرصاد. ونفي وزير الخارجية علم الوزارة بما تداولته صحف أجنبية بشأن اعتزام رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بن جابر الثاني الترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، لخلافة الأمين الحالي بان كي مون، وأضاف في رد علي سؤال للسناوي بشأن ذلك: «لم يصل لعلم وزارة الخارجية شيء من هذا». وردا علي سؤال لهالة السعيد عن العل وعن الملف النووي الإيراني ومستقبل المفاوضات مع الغرب، واحتمال توقيع اتفاق إيراني غربي بحلول مارس المقبل، قال شكري: الملف النووري الايراني مهم وله تأثيره علي التوازنات الإقليمية، ونتابعه مع أشقائنا في الخليج، ونتوقع ألا يكون أي اتفاق علي حساب أمن الخليج، ونحن نتحسب لكل الاحتمالات. ردا علي سؤال بشأن العلاقات مع إيران، أضاف أن مصر تُسيّر علاقتها بشكل منفرد وبشكل جماعي ولايمكن الفصل بين الأمرين، ولدينا القدرة أن تكون لنا مواقف منفردة وأن نعمل في إطار متعدد. وعن فرص مصر في الفوز بعضوية مجلس الأمن، قال وزير الخارجية إن فرص مصر طيبة جدا لدخول مجلس الأمن، وحملة ترشحها بدأت فعلا، وهي تدخل ممثلة للقارة الافريقية وشمال افريقيا، وهناك توافق افريقي بين ممثلي القارة، ولن يكون هناك تنافس افريقي، ولن يمنعنا ذلك من استمرار العمل لتوضيح مواقفنا ودورنا. وشدد شكري علي أن عضوية مجلس الأمن مسئولية ضخمة، ولكن هناك إدراكا من أطراف دولية عديدة بأن مصر قادرة بثقلها علي أن تؤدي دورا إيجابيا في صالح الأمن الدولي.