صدام حسين - اللواءمحمد على بلال كشف اللواء محمد علي بلال مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق وقائد القوات المصرية في عملية درع الصحراء حقائق جديدة حول الغزو العراقي للكويت الذي حلت ذاكراها الرابعة والعشرين أمس. كشف بلال أن صدام حسين كان ينوي الانسحاب من الكويت.. لقد كنت شاهدا بنفسي علي هذه المباحثات وناقشت طلب الانسحاب العراقي مع الجانب الامريكي في مباحثات سرية ورد علي وقتها قائد القوات الامريكية شوارتسكوف قائلا : «حتي لو انسحب الجيش العراقي فسنكمل ضرب العراق..مضيفا انه اذا اراد الانسحاب فلينسحب الجيش العراقي سيرا علي الاقدام امعانا في تدميره وخرج شوارتسكوف للإعلام وقتها يقول إن قرار صدام بالانسحاب غير مقبول ما لم يسلم الجيش العراقي أسلحته ومعداته وينسحب جنوده عزلا.. وفهمت فورا بعد هذا الرد أن أمريكا لم يكن هدفها الفعلي هو تحرير الكويت بل تدمير القوة العسكرية العراقية، وأنها قامت بالضغط علي الدول العربية من أجل الحصول علي غطاء شرعي لتنفيذ مخططها وهو تدمير العراق وتحديدا بنيته التحتية ومنشآته. والاهم من كل ذلك هو تدمير احد اكبر القوي العسكرية بالمنطقة من خلال استدراج القوات المسلحة العراقية التي هي بمثابة شوكة في حلق اسرائيل ومن ثم، التمهيد لاحقا لاحتلال العراق وانهاء قوته العسكرية التي كان يعمل لها ألف حساب. وقال بلال ان أمريكا أرادت أن تظهر أمام العالم علي أنها قوة عظمي تعمل في إطار الشرعية الدولية، وكانت القوات العربية هي الغطاء الشرعي لهذه الحرب. فاعتمدت علي مصر وسوريا تحديدا علي الرغم من العداء القائم بين سورياوأمريكا، وذلك لما لهما من ثقل في المنطقة العربية وإضفاء للشرعية علي عملها...مشيرا إلي ان الدول العربية اشتركت في هذه الحرب بالأمر المباشر وهددت أمريكا الدول العربية التي ستمتنع عن المشاركة، بأنها ستصنف علي أنها دولة معادية لأمريكا لها. واشار قائد القوات المصرية في حرب تحرير الكويت إلي ان مبارك قد تعرض لضغوط امريكية خلال هذه الفترة، خاصة أن الحل الودي بين الكويتوالعراق كان ممكنا وقال ان دليلي علي ذلك هو خطاب مبارك في 6 أغسطس بعد الغزو والذي منع بثه تماما بعد ذلك وكان يحتوي علي جملتين واضحتين لا تقبل الشك حول الموقف المصري عندما قال : «الكويت غلطت والعراق غلطت»، و«إحنا كعرب ممكن نجلس مع الطرفين الكويتيوالعراقي لأننا إخوة، ونحل هذا الموقف بيننا كعرب بالتعاون مع جامعة الدول العربية»..ولكن هذه اللهجة، التي لم تكن علي الهوي الأمريكي واعتبرت مضادة لسياساتها الهادفة لاحتلال العراق، تغيرت تماما في اليوم التالي مباشرة، وخرج مبارك يتحدث في خطاب جديد عن العدوان العراقي علي الكويت ويدينه وقال بلال إن الضربة الأمريكية للعراق كانت البداية لتنفيذ مخططها لتقسيم الدول العربية ثم تفتيتها لاحقا بما اطلق عليه اسم «الربيع العربي، مشيرا إلي انه مع بداية الغزو العراقي كانت هناك 11 دولة عربية مؤيدة لقرار صدام بالغزو بينما رفضته 10 دول أخري وهو ما كان أول ظهور حقيقي لبذرة الانقسام العربي بالمنطقة وخاصة أن امريكا هي التي اوعزت لصدام بغزو الكويت ثم تخلت عنه. وحول سكوت الولاياتالمتحدة امام جرائم تنظيم داعش في العراقوسوريا قال ان هذا التنظيم الارهابي هو صناعة امريكية كاملة فالمتابع للولايات المتحدة خلال السنوات الماضية يعرف جيدا كيف تتصرف عندما كانت تحرق كنيسة في مصر او في دولة عربية او حتي عند تعرض مسيحي للاضطهاد ولكنها تقف الآن صامتة بشكل مفضوح امام حرق الكنائس وذبح المسيحيين في العراقوسوريا وهو ما يعني رضاءها عن هذه التصرفات التي تخدم مصالحها واهدافها.