نزح الآلاف من سكان مدينة الموصل مركز محافظة نينوي العراقية الشمالية، وثاني اكبر مدن البلاد منها، بعد نجاح تنظيم «داعش» في السيطرة عليها أمس الثلاثاء. وذكرت تقارير إخبارية أن أكثر من 150 ألفا من سكان المدينة اضطروا إلي النزوح منها بعد سيطرة تنظيم «داعش» عليها، فيما فرت قوات الجيش العراقي أيضا من المدينة بعد سيطرة المئات من عناصر التنظيم عليها وعلي جزء كبير من المحافظة. وأعلن محافظ أربيل نوزد هادي عن إقامة مخيم للاجئين في المدينة،في حين كثفت السلطات الكردية في إقليم كردستان وجودها الأمني في نقاط تفتيش مدينة أربيل خوفا من دخول عناصر «داعش». وكان مسلحو «داعش» قد سيطروا علي مزيد من المدن في محافظات نينوي وكركوك وصلاح الدين بعد فرض سيطرتهم علي الموصل في ساعات الصباح الأولي من الثلاثاء. و سيطر مقاتلون من تنظيم «داعش»، الثلاثاء علي ناحيتين في محافظة صلاح الدين العراقية، وفقا لمصدر في الجيش ولمسؤول محلي. وجاءت سيطرة المقاتلين علي ناحيتي الصينية وسليمان بيك بعد وقت قصير من سيطرة عناصر من التنظيم ذاته علي مناطق في محافظة كركوك القريبة، ومحافظة نينوي التي سقطت بأكملها في أيدي المتمردين المناهضين للحكومة. وقال ضابط برتبة ملازم أول في الجيش إن ناحية الصينية الواقعة علي بعد نحو عشرة كلم غرب بيجي (200 كلم شمال بغداد) «سقطت بيد مسلحي داعش بعد انسحاب الفوج الخامس من شرطة الطوارئ». وأعلن في وقت لاحق مدير ناحية سليمان بيك (175 كلم شمال بغداد) سليمان البياتي أن الناحية «باتت في أيدي مقاتلي داعش بعد اشتباكات خاضوها مع عناصر من الشرطة عند حدود الناحية». وتمكن مقاتلو داعش من السيطرة مساء أمس علي قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية، حسبما أفاد مسؤول في الشرطة. وجاءت سيطرة هؤلاء المقاتلين علي المناطق الواقعة إلي الغرب والجنوب من مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد)، مركز المحافظة الغنية بالنفط والمتنازع عليها، بعد سقوط محافظة نينوي المجاورة في أيدي المقاتلين أيضا. وقال ضابط مسؤول في شرطة كركوك برتبة عقيد إن مسلحين من تنظيم «داعش» سيطروا «علي الأبنية الحكومية والأمنية في قضاء الحويجة» غرب كركوك. وأضاف: إن المسلحين سرعان ما سيطروا أيضا علي نواحي النواب والرياض والعباسي الواقعة غرب كركوك، وناحيتي الرشاد وينكجا جنوبالمدينة. وأفاد المصدر الأمني ومسؤولون محليون بأن عناصر التنظيم دخلوا قضاء الحويجة والنواحي الأخري ورفعوا أعلامهم علي المباني الرسمية وتجولوا في طرقاتها بعدما انسحبت القوات الحكومية منها.. وقال محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم «أتوجه إلي مواطني كركوك بأن يطمأنوا فإننا وضعنا خطة أمنية لمواجهة التحديات»، داعيا إلي «التكاتف والتعاون بالتنسيق مع بغداد والعمل معا سويا وليس هناك أي اعتراض علي تعزيز القوات الأمنية». وتابع أن قوات البشمركة الكردية «قوة خاصة وأمنية وجزء من منظمة الأمن العراقي»، في إشارة إلي احتمال الطلب من هذه القوة التوجه إلي مناطق متنازع عليها بين العرب والأكراد في محافظة كركوك.. وأعلنت الحكومة العراقية في بيان لها أنها ستسلح كل مواطن يتطوع «لدحر الإرهاب»، والتعبئة العامة في البلاد إثر إعلان سقوط محافظة نينوي في أيدي مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وتلا المالكي بيان مجلس الوزراء، الذي بثته قناة «العراقية» الحكومية، وإلي جانبه أعضاء حكومته.