اتعاطف بشدة مع اصحاب المعاشات، فمعاناتهم شديدة، في الوقت الذي ينعم فيه اقرانهم في الدول المتحضرة بأوضاع افضل من تلك التي كانوا يعيشونها اثناء وجودهم في الخدمة. تبدأ مأساة اصحاب المعاشات في مصر منذ اليوم الاول لبلوغهم سن التقاعد، حيث «يدوخون السبع دوخات « لانهاء الاوراق اللازمة لصرف المعاش. ثم تأتي اولي الصدمات عندما يتعرفون علي المعاش المستحق الذي يقل عن ربع ماكانوا يتحصلون عليه من دخل خلال تواجدهم في الخدمة حيث لايزيد معاش وكيل اول الوزارة مثلا عن 1000 جنيه فقط الف جنيه. واذكر ان احد الوزراء السابقين قال لي انه اصيب بالدهشة عندما علم بمعاش رئيس اهم قطاع في وزارته بعد تقاعده حيث لم يصل الف جنيه مما اضطره الي السعي لاقرار معاش استثنائي له حيث يعاني الرجل من امراض كثيرة! ! القضية لاتقتصر فقط علي الاجراءات المعقدة لصرف المعاش او تدني قيمة المعاش وانما تتعداها الي الرعاية الصحية التي تكاد تكون منعدمة لاصحاب المعاشات. فليس امامهم سوي التامين الصحي وماادراك ماالتامين الصحي بزحامه واهماله وتدني مستوي خدماته لقد اعد اتحاد اصحاب المعاشات قائمة بمطالب ملايين المستفيدين وعرضها علي كل رؤساء حكومات مصر بعد الثورة ولم ينل منهم سوي الوعود الجوفاء. لكن رئيس الحكومة الحالي المهندس محلب طلب من الاتحاد منحه مهلة لمدة شهر واحد لتلبية المطالب واظن ان المهلة اوشكت علي النفاد ولم نر اي بادرة امل لتلبية المطالب ! ! اننا جميعا نقدر الطروف المالية الصعبة التي تمر بها البلاد. لكن المأساة التي يعيشها اصحاب المعاشات لاتحتمل التأجيل لانها تخص اناسا افنوا عمرهم في خدمة الوطن وليس من العدل ان نكافئهم بعد التقاعد بالنكران والاهمال والهوان ! !