مصطفى بكير العالم كله منبهر بالحضارة المصرية القديمة وصانعها الفنان الذي صنع التماثيل الرائعة والجداريات والدليف والمعابد وسجل عليها حضارة شعب عريق محروس من عند الله إلي يوم الدين. وأحفاد الفراعنة من الفنانين التشكيليين هم أصحاب رسالة يؤدون دورهم الوطني علي المستوي المحلي والقومي والدولي بصورة مشرفة يؤدون الرسالة بإيمان وحب وتضحية وفي ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو ضحوا بأرواحهم وفنهم في سبيل الثورة لتحقيق شعار الحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية.. والفن في المجتمعات المتقدمة هو مقياس التقدم والحضارة. والفنان المصري التشكيلي بالذات يعاني الكثير فعندما يصل سنه الستين وبعد أن يكون قد اعطي مصر الكثير ووصل من العمر الكبر وتهاجمه الأمراض والغلو الفاحش معاشه الشهري مائة جنيه فقط وليس له ناد يقضي وقته فيه ولاخدمات صحية ولارحلات حتي قاعات العرض قليلة والخامات الفنية غالية الثمن وغير متوافرة والامكانات المادية ضعيفة ورغم ذلك يصارع الفنان لاثبات وجوده والمشاركة والعمل بكل طاقاته ودموعه تذرف الدم وتجتاحه جبال الهموم حتي الصحافة وأجهزة الاعلام المسموعة والمقروءة تعطي الفن التشكيلي مساحات متواضعة في استحياء حتي ان بعض الصحف الكبري ألغت مساحة الفن التشكيلي لتعطيه للأدب والمسرح والفنون الأخري.. حتي أصبح يطلق علي الفن التشكيلي «الفن الشهيد» ومطلوب من الدولة وفورا ان تحافظ من خلال خطة ممنهجة علي هذا القطاع الهام فهو ذاكرة الامة يجب ان تكون النقابة قوية يقودها قيادات تعمل ليل نهار من اجل خدمة مبدعيها والحفاظ علي حقوقهم وتوفير الخدمات الصحية والترفيهية ورحلات وعمل فندق لهم كما فعلت نقابة الفنانين التطبيقيين وان تدفع معاش الفنان ليليق بالمبدع بعد سن المعاش أسوة بالنقابات الأخري.. وقطاع الفنون التشكيليين التابع لوزارة الثقافة ان يعمل علي زيادة الاقتناء من اعمال الفنانين وتوفير الخامات الفنية الجيدة بأثمان معقولة وزيادة المعارض وعمل الكتيبات عن الفنانين والمؤتمرات لتنشيط الحركة الفنية واثرائها وتوصيات المؤتمرات توضع اللجان لمتابعتها وتنفيذها والاهتمام بالفنان في كل شبر من ارض الوطن فليس هناك فنان اقليمي وفنان من العاصمة فالفنان واحد في اي مكان وعلي الدولة توفير الخدمات الصحية للفنان واسرته لانه مبدع.. سافرت إلي دول أوروبية وعربية كثيرة ورأيت كيف يعامل الفنان واسرته وكيف تهتم الدولة من خلال مؤسساتها بهذه الثروة القومية ورأيت كيف يصطف الآلاف لمشاهدة معرض تشكيلي غير مكلف ماديا ورأيت كيف يصرف آلاف الدولارات للندوات ولايحضرها الا العشرات والادارة العامة للفنون التشكيلية بالهيئة العامة لقصور الثقافة تعمل في المحافظات والمدن في خجل بعض الورش الفنية ذات اليوم الواحد والامكانات المتواضعة للغاية لاتخلق اجيالاً فنية.. ورغم ان المؤتمر الاول أوصي بعمل نواد للفنون التشكيلية أسوة بنوادي الطفل والمرأة والأدب والموسيقي الا انه حتي اليوم لم ينفذ.. قد يكون احد بارقة الأمل والمتنفس للفنان ولخلق الاجيال الفنية الجديدة حاملة الراية وخاصة بعد الثورات البيضاء لبعث مصر الحديثة. انتبهوا أيها السادة يا اصحاب القرار.. أن ثروة مصر هم فنانوها ومبدعوها حافظوا عليها واعطوها اهتمامكم.. واقول ان يحيا الفن ان يعيش هذامعناه ان الارض لن تضيع.