ينقسم سكان أوكرانيا في ولاءاتهم بإختلاف مناطق تمركزهم، حيث يميل سكان المنطقة الغربية لأوروبا، في حين يوالي سكان المناطق الشرقيةوالجنوبيةروسيا. وسلطت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الضوء علي شبه جزيرة القرم، الواقعة جنوب شرق أوكرانيا والتي تتمتع بحكم ذاتي، وتشهد منذ أيام أحداثا هامة. وقالت الصحيفة في تقرير أن المنطقة السكنية وهي «متعددة الأعراق» يقطنها نحو مليوني شخص، (60٪ من الروس، ونحو 25٪ من الأوكرانيين، و نحو12٪ من التتار)، وذلك وفقا لإحصائيات أخيرة. والمنطقة هي شبه جزيرة تقع علي البحر الأسود كانت شبه جزيرة القرم نقطة محورية للإمبراطوريات المتنافسة، وشهدت أسوأ الصراعات خلال «حرب القرم» بين عامي 1853-1856 التي خلفت علي الأقل 750 ألف قتيل. وتخلي عنها الرئيس السوفيتي «نيكيتا خروتشوف» كهدية لسلطات أوكرانيا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي في ذلك الحين، من أجل تعزيز الإخاء والود بين كييف وموسكو.وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي أعلن برلمان القرم في مايو عام 1992 الاستقلال عن أوكرانيا، لكن تمت تسوية النزاع لاحقا بموجب اتفاق منح القرم الموالي سكانها بالولاء لموسكو - حكما ذاتيا داخل أوكرانيا. ونقلت عن مراقبين ان شبه جزيرة القرم باتت «ساحة للمبارزة بين كييف وموسكو علي الخلافات السياسية والاقتصادية والعسكرية و الإقليمية». وشبه جزيرة القرم هي موطن لمقر الأسطول البحري الروسي في البحر الأسود، كما تستأجر روسيا الآن المنشآت البحرية، بموجب اتفاق مثير للجدل وافق الرئيس المعزول «فيكتور يانوكوفيتش» عام 2010 علي تمديده لمدة 25 عاما، أي حتي عام 2042 في اتفاق يتضمن تخفيضات لأوكرانيا علي أسعار الغاز الطبيعي الروسي. وأشارت الصحيفة إلي أن العلاقات التاريخية العميقة بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وخاصة المصالح العسكرية في القواعد البحرية تساعد في تفسير سبب معارضة الرئيس «فلاديمير بوتين» والكرملين بشدة لجهود أوروبا التدخل في شئون مع أوكرانيا.