يا كل قلب ضاع منه الضمير.. يا كل عين غاب عنها البصر والنظر أصبح قصير.. يا كل إنسان جواه شيطان جبان قتل في العيون الفرحة والأمان والخير.. يا كل خسة وندالة وجهالة مزروعة ومكتوبة علي إيدين كل إرهابي حقير.. فين الضمير.. فين الخير.. فين يا أهل مصر الدين.. فين بلدنا اللي كانت بلد الأمان والمؤمنين الطيبين.. فين الحنان والحنين.. فين الإيدين اللي كانت بتطبطب علي المسكين.. وتطعم المحروم.. وتدافع عن المظلومين. الفرحة قتلها المجرمين في العين.. بدم بارد.. وحقد دفين.. مريم الطفلة البريئة دمها الطاهر في رقبة مين.. بنتي وبنتك وبنت كل مصري حزين.. ماتت يا ناس.. قبل فرحة القداس.. فستانها الأبيض مزقه الأنجاس.. مريم ضحية مين.. الثورة قامت علشانها وعلشان ولدنا وأحفادنا يعيشوا بحرية آمنين.. اغتالوا البراءة.. وحطوا بدالها الجرأة.. والدناءة والصورة الجميلة لأحلامنا وأيامنا وكلامنا دمروها باسم الدين. سألتني نور بنتي عن مريم.. واللي قتلها مين.. الرد كان دمع دفين.. كل ساعة حزن.. كل ساعة أنين.. يارب الكون والخلايق أجمعين.. ارحمنا وصبرنا علي فراق الأحبة.. والأبرياء والطيبين.. رصاصات الغدر اللي سكنت في قلوبنا قبل ما تسكن قلب مريم البرئ اللي صبح في لحظة جثة هامدة بين الجثث مستني القصاص والعدل من رب العالمين. فين حق مريم.. وحق كل من راح ضحية في غمضة عين.. هي الحماية والأمن والتأمين في بلدنا للكبار طيب حق الصغار وحق اللي راحوا بالملايين.. فين تأمين الديار.. فين القرار الرادع للسفاحين والمجرمين.. هي الطوارئ.. ظرف طارئ.. وحكومتنا الرشيدة لسه بتعيد وتزيد في الكلام.. ومفيش عندها غير الشجب والتنديد والضرب بإيد من ورق.. وكل مرة يلين.. بعد العمر ما يتسرق.. وبعد المصيبة ما تصبح نهر وبحر من الأحزان والأنين.. حق مريم.. وغيرها من ولادنا.. في رقبتنا.. ورقبة كل واحد من المسئولين.. اللي قاعدين ع الكراسي.. وجوه المكاتب متكيفين ومش حاسين بأنين البشر.. ولا دموعهم اللي مالية العين.. لو بس أعدمنا واحد من الناس المجرمين.. ونفذنا القانون.. كان زمان أمننا عاد لنا من سنين. صبرا يا أم مريم.. وصبرا لكل أم ضاع منها ولدها وعاشت بعده بدمع حزين.. وجرح لا يداويه طبيب ولا يداويه صبر السنين.. الفرح لما دق الباب.. واتجمعوا الأحباب.. والكل راح يهني ويبارك للعروس كاترين.. مريم سبقتها وزفوها الملايكة للسما وأجراس الكنايس خبت دموع العين.. ومزامير داود.. عزفت.. وعرفت طريقها للحن الحزين.. والقلب كله أنين. ياعدرا.. يا بتول.. يا طاهرة.. يا رمز الصالحين الطيبين.. لا تبكي.. افرحي.. مريم الطفلة البريئة زهرة الياسمين اللي شالت اسمك صبحت من الغايبين.. حلمت تكون جنبك.. وحلمها اتحقق وكتبت اسمها بحروف من نور.. كتبتها أم النور.. علي جدران وقلوب كل الحزاني المجروحين. يا ناس.. يا خلق.. يا بشر.. الكلام في حلقي انحشر.. وبكل كلمة تطيب الخاطر كفر.. وبكل واحد قال الدنيا سكة سفر.. وإن كل شيء يغتفر.. إلا القتل.. ودي الروح ياناس عند الرب ليها تمن معتبر.. هو اللي خالقها وعارف مصيرها وأجلها المنتظر.. والدنيا ياما علمتنا دروس وعبر.. لكن ابن آدم دايما عمره ما اعتبر.. ولا اتعلم من الموت العبر.. وبعد مريم.. ح يموت مئات البشر.. وتصبح أساميها في دفتر الأيام خبر.. وبعد أيام وشهور وسنين ننسي كلنا وننسف من أيامنا الحذر.. ويفضل قلب أم مريم.. وقلب كل أم موجوع.. مليان بالدموع وبالأحزان كل ليلة ينفطر.. والصبر قبر كبير.. ندفن فيه فرحنا ونحط فوقه مليون حجر.. ونقول يارب نجينا.. وطهر قلوبنا وتراب بلدنا.. من حاقد وحاسد وفاجر وكافر.. قتل جوانا الفرحة.. وخلانا نعيش كل لحظة في خطر.