محمد أبوذكرى الدنيا حدوتة بشر عايشين.. وبالقليل راضيين. أيامهم صبحت عدم وغموسهم أنين.. وعيونا مش شايفين. نعيش الصدق.. والكدب مالي العين.. وكلمة الحق خايفة تطلع من قلوب صاحيين.. ونفضل طول عمرنا عارفين الغلط لكننا نايمين. أيام بتاكل فينا.. ولا بناكلها.. والكل واكلها والحزن ساكت وسادد الودنين.. نشوف الظلم قدامنا وكأننا ولا دارينين.. وكلامنا يصبح همس لسلامنا ونعيده زي الأمس في علامنا.. وبكرة جاي يحبي خايف يكلم مين.. والليل ساعاته عليلة وذليلة ونهارها جاي ضنين. يادموعي ياحيرانة.. همي حبسوه في زنزانة ودمي محشور في نن العين.. ولأمتي ح نعيش عمرنا كله ماشيين.. وتجرنا الأيام نلقاها جرت سنين.. ونلقي نفسنا مساجين جنب الأنين.. دمع حزين.. عرق وطين.. ونحاول من قلبنا نرجع لرب البشر.. رب الكون خالق الخلايق رب العالمين.. وندعي ونقول يارب ارحمنا م الظالمين. والحدوتة ياخلق الله يا مسلمين.. عن واحد فقير من الملايين اللي عايشين علي أرضنا.. لكنه كان صفر ع الهامش.. وعمره ما حلم يكون صفر ولا أصفار ع اليمين ولا حلمه كان يبقي عنده من الفلوس ملايين.. ولا كان يملك أرض ولا طين ولا فدادين.. ولا كان قريب ولا نسيب أي حد من المحاسيب اللي سرقوا ونهبوا في البلد ورصيدهم في البنوك بالدولار واليورو والين والاسترليني ودفاتر شيكات أصفارها بالملايين. المواطن الغلبان اسمه في بطاقة الوطن إنسان وجت الاشارة بالقبض عليه لأنه سرق مترين تلاتة وضمهم للبيت علشان يعيش ويربي العيال.. وصبح عليه دين لدولتنا الكريمة الشريفة العفيفة.. مبلغ زهيد وبليد وبعيد عن قلبه وعن عينيه وهما بس 003 جنيه سدد منهم 001 وقال للحكومة تصبر عليه في الباقي لكنها قال ايه بتنفذ القانون وحكموا عليه بالحبس في قضية مع »تبديد«.. ولما سأل تبديد ده إيه وعملت ليكم ايه عملولو حفلة من التعذيب لحد ما مات وفات وراه من الصغار ستة وأربع حيطان يلموا في الجتة.. صبحوا حياري والدمع يملا العين.. والحزن فارد دراعاته وسكن قلوبهم ومكتف الرجلين ولمين يروحوا ويشتكوا وهما صغار والمرار في حلق الأم وبيكبر ويجري معاهم زي السنين وسؤالهم الدايم بيوحد الدايم أبويا يا أمه فين. الأب في بطاقة الوطن إنسان وملامحه ورسمه.. محمد ابن اسماعيل عزام وأهالي طهطا في سوهاج شاهدين وعارفين حكايته واحنا كمان عارفين لكننا نايمين.. الأب يامسلمين مات من التعذيب من شهر ويومين.. ما كانش يعرف ان القدر مخبي له اسمه في دفتر المفقودين.. ولما سأل قبل ما يجيلوا الأجل عملت ايه.. أنا سددت من اللي عليا ميه وفاضل يادوب من المبلغ متين وعايز أعيش حياتي وأربي عيالي بالحلال.. ولما اعترض نال جزاءه حفلة من التعذيب ومات في غمضة عين. محمد ابن اسماعيل عزام أصبح في علم الغيب.. وجثته وكلمته وهمسته صبحت سكوت أبدي وولاده الصغار دموعهم لسه بتسأل يا أمه بابا راح فين.. واحنا زي ما احنا الظلم قدامنا والسرقة بالملايين.. لكننا ماشيين.. شايفين المنكرات قدامنا.. وندعي بالقلب بس علي الظالمين.. فين ياناس الرحمة.. فين دين المسلمين فين الأمانة والضمير والرفق بكل صغير صبح من يوم يتيم حزين من ضمن آلاف اليتامي المحرومين.. وهي دي حدوتة واحد مننا كان عايش جنب السنين ومات من ظلم القلوب والغطرسة وبايدين شوية مجرمين.. وحقه راح هدر وولاده صبحوا عايشين جنب الأنين مستنيين.