لم أر المملكة العربية السعودية سوي مرة واحدة من أجل الحج ولكنني قرأت عنها واستمعت أيضا.. وكان دليلي في أحوال المملكة أبويا الجميل الولد الشقي رحمه الله وقد لعب السعدني إلي جانب عدد من الكتاب والأدباء دورا في عودة العلاقات المصرية السعودية في بدايات الثمانينيات. فقد تلقي عدد من نبهاء الأمة من الكتاب وأصحاب القلم دعوة لزيارة المملكة وحضور مهرجان الجنادرية الذي كان يرعاه في ذلك الوقت الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد في ذلك الوقت وتم الاحتفاء بشخصين علي وجه التحديد هما أديبنا الكبير وكاتبنا الرائع وتحفة كل الأزمنة والعصور العم يوسف ادريس ومعه السعدني الكبير وكان واجهة المهرجان والدينامو المحرك له هو الشيخ عبدالعزيز التويجري نائب رئيس الحزب الوطني في هذا الوقت وهو أديب ومثقف وشاعر وكاتب يقول عنه السعدني انه تخرج في نفس الجامعة التي تخرج منها أبو تمام والمتنبي انها جامعة الصحراء وكان ان التقي ولي العهد بالمثقفين العرب وعلي رأسهم المصريون وكانت المراحب حارة من جانبه أيضا بيوسف ادريس والسعدني وكانا قد اصطحبا معهما دون إذن عمنا سيد أبوزيد القائم المصري بالأعمال في السعودية واستأذن السعدني الأمير عبدالله قائلا: يا أفندم احنا جبنا واحد صاحبنا بدون دعوة وبابتسامة ودودة أجاب ولي العهد.. أهلا بك يامحمود وبكل أصدقائك وبكل الاخوة المصريين ان أي مواطن مصري هنا هو علي الرحب والسعة.. ثم تقدم سيد أبو زيد في اتجاه المسئول السعودي الرفيع وهو يقول أنا السفير المصري يا أفندم.. فأجاب الأمير عبدالله: أهلا بالسفير المصري وبكل أبناء مصر.. ويشكو السفير لولي العهد عدم استطاعته مقابلة أي مسئول في المملكة وبحرص شديد يؤكد ولي العهد.. أطلب المقابلة وسوف أنتظرك غدا إن شاء الله.. وهنا يقول السعدني.. ان الأمر الطبيعي يا أفندم ان يتولي مصالح المصريين في السعودية اخوانهم السعوديون وأن يتولي مصالح السعوديين في مصر اخوانهم المصريون ويضيف السعدني ان الأحوال إذا كانت علي ما يرام بين القاهرة والرياض فإن أحوال الأمة كلها تنصلح ويحصل المني كله لو ان دمشق انضمت إلي القاهرة والرياض ويردد ولي العهد.. والله صدقت يا محمود فالعلاقة مع مصر بالذات »مش بكيفنا« فالشعب السعودي يحب مصر ويعشق المصريين ونحن هنا نعتبر بصدق ان مصر هي وطننا الثاني وقد أوصانا الوالد المغفور له الملك عبدالعزيز بمصر وأهل مصر وهذه الوصية لا نحيد عنها أبدا!! وبالفعل صدق المسئول السعودي الرفيع الذي شاءت الأقدار أن يتولي المسئولية في المملكة العربية السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان حافظا لوصية الوالد تماما كما فعل كل من سبقه من الأشقاء سعود وفيصل وخالد وفهد ويكفي ان الزيارة الوحيدة التي خرج فيها الملك عبدالعزيز من دياره كانت إلي المملكة المصرية.. لقد كانت المملكة العربية السعودية هي الأرض المقدسة لكل عربي ومسلم وهي بالفعل الكعبة التي يحج اليها أهل مصر وهي غاية المني وقمة الأماني وبالمقابل كانت مصر هي كعبة الأشقاء في المملكة العربية السعودية طلبا للعلم وبحثا عن المعرفة وشوقا للفنون والآداب والموسيقي.. لم نعرفكم طامعين في أرض أو باحثين عن دور.. عرفناكم أهل أصول لم ينقلب الأبناء علي الآباء وكبيركم يحترم الصغير كنتم دوما في أوقات المحن نعم الشقيق.. بارك الله فيكم أرضا وشعبا وحكومة وملكا!!