سيظل الحزن موصولاً والاسي متشبثا بقلوب أبناء مصر والدموع لا تجف في عيونهم علي شهيد مصر محمد سيد عبد العزيز أبوشقرة الذي طالته يد الغدر والخيانة في ظروف تلفها الحيرة وينطلق معها الف سؤال وسؤال كسرت لوحا من الزجاج في قلوب والديه وأخوته وأهله وكل شعب مصر. الدماء الطاهرة التي سالت منه في عملية خسيسة تعكس انتقاماً بشعاً ليس له ما يبرره روت زهور الحزن والشحوب.. شاب في مقتبل عمره من اكفأ عشرين ضابطاً في مكافحة الارهاب وحيد والديه من الذكور يستعد ليدخل عش الزوجية يتولي مهمة مقدسة تنتظرها مصر كلها وهي ملف خاطفي الجنود السبعة في سيناء وفي لديه الخطوط التي تقود للقبض عليهم وفجأة أصابت الرصاصات الغادرة عقل وقلب مصر شهد له الجميع بحسن خلقه والتفاني في أداء واجبه.. أم الشهيد جسدت مشاعرها الحزينة في جملة نطق بها قلبها »ودعتك وودعت كل حاجة في الدنيا فأنت نور عيني« انطلقت زغاريدها مع زغاريد شقيقاته لحظة خروج الجثمان محمولاً علي أعناق زملائه تزفه إلي الجنة فمشاعر الأسي من الصعب أن تحددها.. ليت وزيرالداخلية يصدق ويتحقق ما قاله لوالده في الجنازة من أنه سيأتي له بجثث من قتلوه لتهدأ المشاعر قليلا وتخف حدة النيران المستعرة داخل كل مصري حرقه علي هذا الشهيد وعلي الشهداء الستة عشر الذين اغتالتهم يد الغدر وهم يفطرون في رمضان الماضي والأربعة الآخرون الذين اختطفوا ومصيرهم مجهول حتي اللحظة.. وزير الداخلية مسئول والجيش مسئول ورئيس الدولة مسئول ولابد من الثأر لهؤلاء وغيرهم. الزعيم الحق لا يقبل أنصاف الحلول في القضايا التي تمس حدود الوطن وكرامته وأمنه القومي.. حين رفضت امريكا تمويل السد العالي فاجأهم عبد الناصر وفاجأ العالم أجمع بتأميم قناة السويس لتعود إلي أحضان مصر وبني السد العالي بإرادة المصريين وتصميمهم لم يركع ولم يضعف ولم يتراجع السادات ووفق وثائق اسرائيلية تم نشرها مؤخراً، عرضت عليه جولدا مائير - بطريق غير مباشر- الانسحاب من معظم سيناء قبل حرب أكتوبر بثلاثة أشهر وترسيم حدود جديدة في منطقة بين حدود 4 يونيو 76 وخط وقف إطلاق النار، لكن السادات - يرحمه الله - رد في حزم وحسم لن نتنازل عن حبة رمل واحدة من الأرض التي احتلتها إسرائيل.. وتحمل ما لم يتحمله بشرفي صبر تنوء به الجبال وحارب وانتصر مع ابناء مصر واسترد الارض والعرض والكرامة.. وكان جزاؤه ان أغتالته يد الغدروالخسة والنزالة والحقد الاسود، ورغم ان قتلته »يبرطعون« فيكفية فخراً انه أحب أبناء وطنه وأنه سيظل زعيماً وبطلا حيا وشهيداً، وستقطع يد الغدر إن آجلاً أو عاجلاً. نظر الاعرابي في دهشة واستغراب الي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو نائم في ظل شجرة ونعله تحت رأسه وردد الكلمات الخالدة »حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر« نام عمر نوماً هادئاً عميقاً لا يؤرقه ولا يقلقه مخاوف ولا أوهام.