أحدث صيحات الشاشة الصغيرة لجذب المشاهدين الاستعانة ببرامج الفورمات الاجنبية وتقليدها وكذلك الاستعانة بالجميلات والنجوم والنجمات لتقديم البرامج بدلا من المذيعين والمذيعات مثل الاستعانة بميس حمدان وغيرها من شباب الفنانين والفنانات أعتمادا علي الشهرة لتقديم برامج من انتاج الشركات الخاصة. ويخشي بعض العاملين بالتليفزيون من أن يفاجئوا ببعض الصينيين يطرقون أبواب مسئولي ماسبيرو حاملين علي ظهورهم شنطة تضم العديد من نسخ لبرامج أجنبية.. أو يفاجأ رؤساء القنوات التليفزيونية بطرق علي باب مكتبهم وفتاة صينية تحمل علي ظهرها شنطة بها بضاعة.. وتبتسم عندما تدخل من الباب وتسأل »ماما فين...« وعندما تصل إلي رئيسة التليفزيون تبدأ بعرض البضاعة عليها لتختار منها.. والغريبة أنه عندما ترغب في لقاء أي مسئول في التليفزيون أو الإذاعة تجدهم مشغولين في لجان وأجتماعات ولقاءات.. وتتصور علي الفورأنها لجان خاصة بانتاج برامج جديدة أو أعمال درامية أو علي الأقل لوضع وتنفيذ خطط أنتاج أعمال مصرية لتصدر لدول الجوار بالمنطقة العربية ..ولكن تفاجئ بأنهم يقومون بأستقبال تجار شنطة يحملون برامج معبأة وجاهزة سواء من شركات انتاج أو وكالات إعلانية.. ولا يقتصر ذلك علي قطاع التليفزيون فقط بل يمتد الي قطاع الانتاج المختص بانتاج الدراما التليفزيونية التي تصنع وجدان المجتمع.. والذي أصبح يعتمد في أغلب إنتاجه علي شركات الانتاج الخاص وعلي الوكالات الإعلانية. ويواجه التليفزيون الأجازة الصيفية وحرارة الجو من خلال الاستعانة ببرامج من الوكالات اعلانية أو من شركات الإنتاج الخاصة أو بالتعاقد علي حق تمصير فورمات أجنبية أشكال إجنبية مثلما حدث مع البرنامج الأجنبي من سيربح المليون ثم توالت البرامج الأخري ومنها »الهرم والفائز أبي وفاكر ولا لأ«.. هي نسخ مصرية لفورمات أو للأشكال العالمية.. وقام المسئولون بماسبيرو بشرائها من الشركات الأجنبية المالكة لها بملايين الدولارات للعرض علي قنوات التليفزيون المختلفة أرضية وفضائية، ويعد هذا الأمر سابقة هي الأولي من نوعها أن يقدم التليفزيون علي إنفاق مبالغ طائلة في شراء الأفكار الجاهزة. وهذه النوعية من البرامج لها شروط واجبة النفاذ قبل تقديمها علي الشاشة فلا يكفي أن يشتري المسئول بالتليفزيون المصري برنامج فورمات عالمي لعمل نسخة مصرية، ولكن لابد من اعتماد النسخة من الشركة صاحبة هذه الفورمات أمر لابد منه، لتري إذا كانت مطابقة للنسخة الأصلية أم لا .. كما حدث مع برنامج امن سيربح المليون وهو أشهر نسخة عربية لبرنامج فورمات عالمي فنجد أن نفس الديكور ونفس الموسيقي التصويرية ونفس الإضاءة موجودة في كل النسخ سواء العربية أو الأمريكية أو الهندية وغيرها من البلدان، وإذا حدث أي خلل مهما كان حجمه ترفض الشركة الأجنبية اعتماد النسخة مهما كانت المبالغ المالية التي صرفت لها أو أنفقت علي تنفيذ البرنامج بالشكل الجديد المصري ، وهذا ما حدث مع برنامج »50/50« »فيفتي فيفتي« الذي رفضت الشركة المالكة له اعتماد الحلقة التجريبية، التي عرضها عليها المسئولون ، ورأت أنها غير مطابقة للمواصفات القياسية، التي وضعتها وهو ما دفع المسئولون لإعادة التجربة في محاولة أخيرة لتصحيح الأخطاء حتي تنال السماح بعرض البرنامج. هذا غير أن هناك مشكلة تواجه البرامج المنتجة بنظام المنتج المشارك وهي مطالبة نقابة السينمائيين بالحصول علي حقوقها المادية والرسم النسبي من البرامج الخارجية التي يشتريها التليفزيون أو يتم انتاجها بنظام المنتج المشارك وأن يسدد منتجو هذه البرامج الرسم النسبي المقرر للنقابة قبل اذاعتها بالتليفزيون ولا يتم التعاقد من قبل التليفزيون معه إلا بسداد الرسم النسبي الخاص بالنقابة . وهذا ما سيكون ضمن العواقب التي تواجه نادية حليم رئيسة التليفزيون قبل وضع خريطة البرامج الصيفية ..بالأضافة الي التغلب علي المشكلات التي تواجه برامج الفورمات، والخاصة بالشروط والمواصفات التي لابد أن تتوافر في هذه النوعية من البرامج وعلينا أختيار ما يناسب عاداتنا وتقاليدنا فلا يجوز التعاقد علي شراء فورمات البرنامج الجماهيري العالمي اريتش آند روليتب الغني والقمار.. لأنه لا يصلح لمشاهدينا .. وكل هذه المشاكل لابد أن تكون في أعتبار الشركات المنتجة لهذه البرامج وايضا شركة صوت القاهرة المسئولة عن أعلانات التليفزيون وبرامجه الاعلانية. خاصة وأن البعض يعتبر أن برامج الفورمات المستوردة، وسيلة سريعة لإنعاش الشاشة ببرامج تحمل كل مقومات النجاح، وتستطيع استعادة الجمهور الذي كان قد غادر الشاشة المصرية إلي قنوات أخري أبهرته بهذه النوعية من البرامج، التي تعتمد علي شكل مبتكر للديكورات وطريقة التصوير، وإن كان الكثير منها لا يعتمد علي مضمون بنفس القدر من الجود. ويجب الا يتعدي الاعتماد علي الفورمات الأجنبية سوي مرحلة قصيرة الي أن يتم البحث عن الأفكار الجديدة، التي يمكنها أن تجعلنا أصحاب حقوق في فورمات مصرية تناسب مشاهدينا. مع ضرورة إطلاق حرية الإبداع، وفتح الباب أمام مشاركة الشباب بأفكارهم عبر مسابقات لأفكار البرامج المبتكرة، ورفع سقف الإنتاج لتحويل هذه الأفكار إلي منتج إعلامي يثري الشاشة المصرية.