حياتو ينتظر التقرير النهائي حول الجابون .. وكافة السيناريوهات مطروحة أجواء من الترقب والقلق تسيطر علي أجواء مقر الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف) قبل اجتماعه الحاسم المقبل لوضع النقاط فوق الحروف حول مصير كأس الامم المقبلة المقرر اقامتها في الجابون، فاعضاء اللجنة التنفيذية في حالة تفكير مستمر حول كيفية الخروج من مأزق سحب البطولة من البلد المضيف علي ضوؤ التطورات السياسية الاخيرة هناك. وتكشف مصادر داخل الكاف ان ما يدور حاليا علي الساحة من تكهنات حول نقل المونديال الاسمر من الجابون ليس مؤكدا، وانها مجرد اقتراحات يتبناها البعض حتي لا تدخل البطولة في نفق مظلم لو ارتفعت نبرة التشاؤم التي تحيط بعملية التنظيم، بسبب عدم استقرار الاوضاع هناك بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة، ووجود معارضة كبيرة علي نتائجها. واضافت المصادر ان الاتحاد الافريقي برئاسة عيسي حياتو تنظر الي الموقف من جميع جوانبه ولا تريد الاندفاع نحو اتخاذ قرار متسرع يقلب الامور راسا علي عقب خلال الايام المقبلة، خاصة ان عملية اسناد النهائيات الي دولة اخري في هذا التوقيت تبدو صعبة مع قرب انطلاقها والمقرر له شهر يناير المقبل، وبالتالي فان هناك دراسة كاملة لكافة التقارير الواردة من الجابون حول الاضاع السياسية والاجتماعية، حتي تكون هناك من الاطمئنان من الدول المشاركة حول ظروف اقامتها خلال البطولة. واشارت المصادر الي ان تجربة المغرب الاخيرة واعتذارها عن تنظيم النسخة الماضية لاسباب صحية والخوف من انتشار الفيروسات، لا تزال ماثلة في الاذهان وان الموقف هذه المرة يختلف جملة وتفصيلا عن سابقه لان الجابون ليست المسئولة هذه المرة عن الانسحاب بل انها مجبرة علي ذلك علي ضوء المستجدات في الاوضاع هناك، وبالتالي فان احتمال فرض عقوبات عليها مثل المغرب غير وارد لانها ليست صاحبة القرار في الاعتذار. واكدت مصادر الاتحاد الافريقي أن كافة السيناريوهات والاحتمالات مطروحة، وانه في حالة الاستقرار علي سحب البطولة من الجابون فان الكاف سيتلقي عروض الاستضافة من دول القارة التي ترغب في ذلك، وسيراعي بالطبع ضيق الوقت والعجلة في اتخاذ القرار، وانه سيتمسك فقط بنفس موعد التنظيم احتراما للبطولة مثلما جري في النسخة الماضية، حيث كان هناك رفض تام لتغيير التاريخ الي الصيف. واضافت المصادر ان التمسك بالموعد يعود بالدرجة الاولي الي الالتزام بحقوق البث من جانب وايضا حتي لا يتعارض ذلك تصفيات كاس العالم المقرر اقامتها في وقت لاحق من العام المقبل، بالاضافة الي ضرورة مشاركة اللاعبين المحترفين في الدوري الاوربي مع منتخباتهم طبقا للموعد المحدد وايضا لجدول المباريات الدولية، وكل هذه العوامل تمثل عنصرا هاما في نجاح المونديال الاسمر باعتباره من البطولات القارية المميزة وذات الاهتمام الكبير التي ينتظرها العالم. وكشفت مصادر الكاف أن هناك تنسيق كامل مع اللجنة المنظمة للنهائيات في الجابون لمتابعة اخر التطورات، لاسيما بعد حكم المحكمة الدستورية بان الانتخابات الرئاسية الاخيرة نزيهة ولا تشوبها شائبة، مما يمهد الطرق لمزيد من الاستقرار في البلاد قبل العرس الافريقي المنتظر، وان العمل يجري علي قدم وساق هناك لانهاء كافة المنشأت والملاعب قبل انطلاق البطولة طبقا لخطة زمنية جري وضعها حتي تخرج المنافسات بالشكل المطلوب من كافة النواحي التنظيمية والادارية والفنية، وان كان الاتحاد الافريقي يتمني في المستقبل ان تنتهي لعنة الازمات التي تطارد المونديال خلال النسخ الاخيرة وكانت وراء حالة تشتت الفكر في كل مرة تقترب فيها النهائيات من الانطلاق سواء لاسباب داخلية او خارجية.