علمونا منذ الصغر خطورة الكذب من خلال قصة الفتي الكذاب. والقصة لها أكثر من رواية أشهرها رواية الذئب ورواية الغرق. في الأولي كان الفتي يدعي أن الذئب يهاجم فراخه.. فيتجمع الجيران لمعاونته فيضحك الكذاب لأنه استطاع خداعهم ولا يوجد ذئب ولا حتي قطة. ووقت الجد عندما جاء الذئب فعلا لم يهب الناس لنجدته اعتقادا منهم أنها كذبة جديدة من أكاذيبه. وفي الرواية الثانية كان يدعي أنه يغرق.. فيهرع الناس لإسعافه.. فيطفو علي السطح مزهوا بأنه سباح ماهر ولم يقصد سوي الاستهزاء بهم. وعندما سقط يوما بالفعل في دوامة جرفته وعجز عن الخروج منها استغاث بالناس لكنهم كانوا قد فقدوا الثقة به ولم يلبوا استغاثاته ظنا منهم أنه يكذب كالعادة فغرق. اختر أي رواية وطبقها علي دعوة التوافق والمصالحة الوهمية المعلنة اليوم علي ساحة السيرك السياسي الذي نعيشه. وأجب عن السؤال التالي: لو كنت مكان أي حزب أو تيار سياسي ممن استعانت بهم جماعة الإخوان للوصول إلي مقعد الرئاسة. ثم أدارت لك ظهرها بعدما دانت لها السلطة. ولم تنفذ وعدا واحدا من الوعود التي قطعتها لك. بل واتخذ مكتب إرشادها الذي يحكم مصر من خلف ستار من القرارات ما يحول بينك وبين حقوقك وتحقيق الأهداف الحقيقية لثورتك ولا يحقق سوي مصلحة جماعتهم. هل تلبي دعوتهم وتنقذهم مما هم فيه.. أم تتركهم للذئب يأكل فراخهم.. أم لمياه النيل تبتلعهم بعد أن تصورت الجماعة وهما أنها استغفلت كل التيارات وابتلعت مصر؟! لا تتسرع وتقول أنك ستتركهم للذئب يأكلهم والنهر يبتلعهم.. لأنهم خططوا من أول يوم للحظة كهذه.. وهي أن يقدموك فريسة للذئب إذا ما اكتشفوا أن لا عيش لهم في هذه الديار. وأثناء انشغال الذئب بافتراسك سيجدون الوقت الكافي ليفرون إلي كفيلهم في قطر أو أي مغارة أخري من العصابات الدولية التي ساندتهم وتحالفت عليك. ألا تري أنهم يصرون علي العمل بالقروض الربوية رغم ادعائهم أنهم جماعة إسلامية, ومشروعهم القومي هو التسول والاستدانة, ولا يقدمون مليما واحدا من مليارات تحدثوا عن هبوطها عليك فور انتخابهم؟! ألا يدلك هذا علي أنهم كرجل الأعمال الفاسد الذي يتاجر فيك بأموال البنوك.. فإذا ما حانت ساعة حسابه اكتشفت أنه تبخر بالسفر إلي بلاد تحتضن اللصوص.. وتركك أنت تلوص بمشروعاته الفاشلة والمليارات المتلتلة التي نهبها من بنوكك؟! الفرق بينهم وبين رجل الأعمال الفاسد أنه بعثر مالك فاستدنت من مالك ومال جارك.. أما هم فيورطونك في ديون لكلاب السكك والطامعين فيك من دول مريضة بكره مصر, وطامعة في احتلال مكانتها وسرقة دورها. أيضا لا تتردد وتقول أنك مضطر للاصطفاف معهم لأننا في مركب واحدة.. لأن المركب بهم غارقة لا محالة.. فهم طابور خامس سواء بحسن نية وهبل فطري.. أو عن سوء نية وغل تربوا عليه تجاه هذا البلد وأبنائه. فقد خرقوا السفينة من أول يوم. إن من يطالبونك بالوقوف صفا معهم.. صفعوك بعد أن نهبوا المقعد بقرارات استبدادية شقت صف البلاد, وسرقت ثورة العباد. من يطالبونك بالوقوف صفا هم من شتتوا الصفوف وفرضوا عليك رئيس وزراء فاشل.. ادعوا أنه لا يمثلهم عندما كادت الانتخابات البرلمانية تجري ليغشوك ويقنعوك كذبا أن كل ما عانيت كان من فعله. فلما تأجلت ونادي الناس بإقالته قالوا لك علي جثتنا إن الفاشل يمشي. وزير ري فاشل عجز عن حل مشاكل الري في الداخل, وزاد ورطتنا في الخارج باتفاقية أفشل منه سرب بها لشركة هولندية يمتلكها يهود ما طعنونا به في ظهرنا في سد النهضة. وزير فاشل يتم ترقيته لمنصب رئيس وزراء فيتحدث عن الرضاعة وصدور النساء بدلا من خطط مشروع نكستهم المسمي بالاسم الشئوم.. النهضة أيضا كسد الموت الذي تسعي إسرائيل لتعطيشنا به حتي الموت عبر عملائها في أفريقيا. الذين يدعونك للمصالحة هم من عادوك واستبعدوا كل خبير فيك وسلطوا عليك فاشليهم وفي مقدمتهم الست باكينام اللي لا بتهدال ولا بتنام من أجل أمنك القومي الذي نشرته هي وفرقتها علي أحبال غسيل قصر الرئاسة, كما تنشر العروس الجديدة ملابس زوجها الداخلية في مقدمة الغسيل لتكيد جارتها بفتونة المحروس وشبابه. عمل يعجز الموساد بجلالة قدره والسي أي إيه بكل عظمتها عن تحقيقه ولا يضارعه سوي ما قام به نور الشريف في تمثيلية الثعلب عن رجل المخابرات المصري الذي زرع ميكرفونات في احدي قاعات اجتماعات الموساد. لكن فرقة الست باكينام تفوقت بزرع كاميرات مع الميكرفونات في قصر الرئاسة, واللي ما يشتري يتفرج..!! ألم أقل لك أننا محكومون بطابور خامس يؤدي خدمات جليلة لأعداء هذا البلد.. وملعون أبو حسن النية الذي سيتذرع به الأغبياء للدفاع عن كل هؤلاء الفشلة. حسن النية هذا هو الطابور السادس الذي سيدمر هذا البلد.. واللي مش عاجبه يتمرد وينزل يوم30 يونيو,, واللي عاجبه يتجرد ويهدد بحرق البلد علشان يستمر الطابور الخامس يفتت فيها ويعريها ويفشي أسرارها سواء باتفاقيات هبلة مثل مستوي تفكيره.. أو ببث الخيبة القوية علي الهواء كما فعلت فرقة باكينام. بالمناسبة زمان كان عمنا الكاتب الكبير الراحل محمود السعدني عندما يشتم في سطور زميل صحفي مجاملة أو خدمة في موضوعه الصحفي يسأله في حسم: أخدت كام ياولد في الموضوع من فلان أو فلان..؟! فإذا أجاب الزميل بالنفي قال في عنف: تبقي عبيط وأهبل.. لما تبيع شرفك ببلاش..!! طرف الخيط: لو كان للكذب رائحة.. لعجزت الأرض عن احتمال الجالسين في مقاعد السلطة اليوم..!! رابط دائم :