تعد منطقة وادي القمر من أكثر الأماكن تلوثا بالاسكندرية نظرا لوجود شركات متنوعة بها تعمل في مجالات الأسمنت والكيماويات والبترول وغيرها, ورغم تأكيد التخطيط العمراني أن المنطقة مخططة كمنطقة صناعية إلا أن السكان القاطنين بها قدموا بعقود وخرائط تؤكد إقامتهم بها منذ عام.1930 وهنا يكون السؤال كيف تمت إقامة هذه المصانع في منطقة مأهولة بالسكان مع ما في ذلك من خطورة علي صحتهم, خاصة في ظل عدم توفيق الأوضاع البيئية لبعضها مما يمثل خطرا داهما علي حياة المواطنين. يقول حماده منصور نائب الشعب السابق: هناك ضحايا من البسطاء يعانون من اعلي نسبة إصابة بالأمراض الصدرية كالتحجر الرئوي علي مستوي الجمهورية هل سنترك المشكلة دون حل إلي ما لانهاية خاصة ان مصانع الاسمنت لابد ان تكون خارج الكتل السكنية مضيفا ان الدول التي تحترم شعوبها ترفض إقامة مصانع الاسمنت الملوثة للبيئة: إحنا محاصرين بالموت, مصنع الأسمنت, وشركة البترول, ومصنع الكيماويات.. مفيش واحد مننا سليم, بهذه العبارات صرخت السيدة هدي مرزوق إحدي سكان منطقة وادي القمر بالإسكندرية, بعد أن أصيبت هي وزوجها وابناها الصغيران3 و5 سنوات, بالحساسية المزمنة بالصدر, بسبب التلوث الذي يصل لحد المرض, وربما الوفاة بسبب مصنع الأسمنت تيتان الذي تسبب في إصابة معظم سكان المنطقة, خاصة الأطفال, بأمراض الحساسية المزمنة والتحجر الرئوي وحساسية الجلد, وأمراض العيون. وأكد الأهالي أنه لا يوجد مواطن سليم, وغير مصاب بهذه الأمراض في المنطقة بسبب مصنع الأسمنت الذي أنشئ ملاصقا للمنازل, وترك مخلفاته تطير في الهواء لتسقط عليهم في مساكنهم, وعلي الخضراوات, والأفران, وكافة الأطعمة,وشكل الأهالي لجنه تنسيقية تضم صحفيين ومحامين ومدرسين وشبابا للدفاع عنهم ضد مافيا الشركة التي اخترقت أجهزة الدولة والتي تقوم بتهديدهم من آن لآخر بعد تلفيق محاضر كيدية لهم بحرق أحد المباني الأدارية للمصنع أثناء احدي المظاهرات. يقول رشدي ابوعاصي ان ابني كتب عليه ان يعيش بالبخاخ لانه يعاني من ضيق التنفس لاصابته بحساسية الصدر بسبب التلوث الصادر من المصنع والاطباء نصحونا بترك المنطقة لانها ملوثه لكن ما باليد حيلة. والتقينا السيدة عزه محمود أثناء اصطحابها لابنائها الثلاثه لمستشفي الصدرية لتلقي العلاج بعد أن أصيبوا بالحساسية المزمنة, واضافت أنها ككافة سكان المنطقة تذهب بابنها كل شهر ليحجزوه عدة أيام لتلقي العلاج, قائلة ليس أمامي حل آخر, بعد أن فشلنا في الشكاوي والاستغاثات لكافة المسئولين. من جانبه, قال محمد الضبع, المنسق العام للحملة الشعبية لنقل مصنع أسمنت تيتان من المنطقة السكنيةإن عمر منطقة وادي القمر السكنية يتجاوز ال200 عام, أي قبل إنشاء مصنع الأسمنت بأكثر من150 سنة, وذلك طبقا لخريطة صادرة من الهيئة العامة للمساحة عام.1944 وأضاف أنه في عام1948 تم إنشاء مصنع الأسمنت, وكانت شركة بورتلاند المصرية وقتها ملكا للقطاع العام, ولم يكن الوضع بهذا السوء, حيث كان يعمل المصنع وقتها بالأدخنة الرطبة ولم يكن تأثيرها مضرا إلي هذا الحد. وقال إنه منذ عام1996 بدأت المأساة الحقيقية, حين بيع المصنع بثمن بخس,620 مليون جنيه, في حين أنه يساوي أضعاف هذا المبلغ الذي لا يساوي حتي ثمن الأرض المقام عليها, التي تتجاوز مساحتها ال33 فدانا لشركة بلوسيركل ثم شركة لافارج ثم إلي شركةتيتان وهي شركة يونانية, هدمت الأربعة أفران الموجودة وأقامت الفرن الخامس سبب الكارثة دون الحصول علي ترخيص. ويقول خالد الأمير المنسق الأعلامي للجنة, إن المصنع الخامس ينتج5000 طن أسمنت يوميا, وينتج عنها عوادم الباي باص وهي مادة شديدة الخطورة, وتقدر كميتها بنحو40 طنا يوميا, ومن المفترض أن يعاد تدوير هذه العوادم, ولكنها عملية تحتاج إلي تكنولوجيا عالية جدا غير موجودة بمصر, ولذلك فإن إدارة المصنع تلقيها منذ الساعة الثانية عشرة صباحا إلي الثانية عشرة ظهرا, فيستيقظ سكان المنطقة علي غبار الأسمنت الذي يغطي المنازل, من الداخل والخارج, وحتي الأطعمة واللحوم, وكراسات الطلبة وحقائبهم الدراسية. وأضاف أن الأهالي رفعوا عددا كبيرا من القضايا ضد مصنع الأسمنت منها القضية رقم12632 لسنة64 ق, التي أقامها أحد الأهالي ضد محافظ الإسكندرية, ورئيس حي العجمي, ووزير البيئة, ورئيس هيئة التنمية الصناعية, فما كان من هيئة البيئة إلا أن أغلقت المصنع لمدة شهر لتستغل الإدارة قرار الغلق في إجراء إصلاحات ثم تعيد عمل المصنع بعدها. واضاف الامير أن نائب المحافظ يعلم تمام حجم المشكلة لأنه كان أحد أعضاء اللجنه التي شكلها المحافظ السابق أسامه الفولي عقب مظاهره للأهالي ولكنه يصم أذنيه وعينه والمحافظ من هذه الكارثة, مؤكدا أن جميع الأجهزة بمصر تعلم المشكلة ولاتتحرك فأذا تحرك الأهالي بالطرق السلمية قالوا عليهم بلطجيه,بالرغم من دعم وتظاهر أهالي نورث كارولينا بأمريكا معنا لوجود مصنع تحاول هذه الشركة اليونانية بنائه هناك, محذرا من محاولات بيع الشركة للمصنع والهرب ويؤكد علي قسطاوي المحامي أن تقرير مفوضي الدولة الصادر أخير ا يقطع بما لايدع للشك أن وجود هذا الكيان هو الفساد بعينه, لتلويثه للمنطقة كاملة وملح الطعام بشركة الملح المجاورة, كما أن بيعه وخصخصته هو فساد أخر أي أننا نعيش منظومة فساد كاملة في هذا المصنع ولا ندري لماذا تصمت الحكومة, بالرغم من تقدمي ببلاغ للنائب العام بتقرير مفوضي الدولة ألا أنه يبدو أن هناك في الأمر شيئا ما. وناشد الأهالي المسئولين قائلين: إنه ليس من المعقول أن تظل مصر بعد الثورة تعاني من مثل هذه المشاكل, في حين أن الدول الأوروبية احتفلت في العام الماضي بنقل آخر مصنع أسمنت خارج أراضيها, وتكلفت مليارات الدولارات, من أجل الحفاظ علي صحة شبابها وأطفالها. وأكد الأهالي أن مصنع الاسمنت لم يلتزم بالاشتراطات البيئية التي وضعا جهاز شئون البيئة واكتفي بالمساهمة ببعض الانشطة الاجتماعية من اجل اسكات السكان. رابط دائم :