* اتهامات لمصنع أسمنت عمره 64 عامًا بإصابة الأهالى بالربو والسرطان * والعمال يردون: المصنع ليس السبب الرئيسى للتلوث.. وإغلاقه يقطع أرزاقنا * لجنة برلمانية سابقة: لم نثبت تورط "بورتلاند تيتان" فى تلوث البيئة كليًّا تعيش منطقة وادى القمر، غرب مدينة الإسكندرية، حالة دائمة من التلوث الكثيف المنبعث من المنطقة الصناعية التى تضم أكثر من مصنع داخل المناطق السكنية، ومن بين هذه المصانع -وهو الأخطر- مصنع للأسمنت وآخر للبتروكيماويات، وتترصد هذه المصانع نحو 50000 أسرة هم أهالى المنطقة يوميا بكم هائل من الانبعاثات المسببة لإصابات تتراوح ما بين أمراض الجهاز التنفسى والربو والسرطان. المجنى عليه فى هذه المنطقة معلوم، وهم الأهالى، ولكن الاتهامات تطال عددا من المصانع، يتبرأ عمالها من كون مصانعهم سبب التلوث، معتبرين أن قرار نقل هذه المصانع سيضرهم، إذن مَن المتهم؟ وما الحل الذى ينقذ الأهالى ويضمن لهم هواء نظيفا؟ هذا ما حاولت "الحرية والعدالة" البحث عنه.. المصنع المسرطن مصنع "تيتان" أو "المصنع المسرطن"، كما يصفه أهالى منطقة وادى القمر، الذى أنشئ بمرسوم ملكى سنه 1948م، والذى تتطاير منه أطنان من الغبار، يتهمه الأهالى بأنه يتسبب فى أمراض اكتشفها ولم يكتشفها الطب فى صدر الإنسان. وقضية التلوث -حسبما يراها المهندس حسام يوسف، من سكان المنطقة- متشابكة؛ حيث يوفر وجود المصانع المتهمة بالسبب فى تلويث الهواء فرص تشغيل للشباب، ولكنها فى الوقت نفسه تمثل خطرا دائما على صحة سكان المكان، ورغم ذلك فالأسلم حفاظا على البشر إزالة مصنع شركة الإسكندرية لأسمنت "تيتان" الذى يسبب أضرارا بالغة وأمراضا صدرية تصل إلى التحجر الرئوى وسرطان الرئة وأمراض العين، وينتج ذلك من تصاعد الأتربة الضارة وأيضا التلوث السمعى وضعف السمع؛ وذلك بسبب الأصوات العالية التى يصدرها المصنع يوميا . ويضيف يوسف أن الأعجب فى هذه المشكلة هو أنها مستمرة منذ سنوات طويلة، ورغم الشكاوى والقرارات بحق تلك المصانع، ورغم الشهادات الصحية التى توضح أن أهالى المنطقة، خاصة الأطفال، يعانون من أمراض شتى مزمنة بسبب ذلك التلوث؛ لا تجد من ينظر إليهم ولا يجد لهم حلاً لتلك المشكلة، مشيرا إلى أنه منذ فترة هدد أهالى وادى القمر بمعاودة التظاهر والاعتصام أمام مقر شركه "أسمنت بورتلاند تيتان" لوقف تلويث المنطقة . وقد أرسل العشرات من الأهالى بالفعل شكاوى إلى وزارة البيئة لإجبار الشركة على التوقف بشكل نهائى، بعد استمرار تجاهل المسئولين مطالبهم بنقل الشركة خارج الكتلة السكنية، وشددوا على أن خروجهم هذه المرة سيكون أشد من كل مرة لهدف واحد هو غلق المصنع نهائى وعدم تشغيله. وحمل الأهالى المسئولين بالمحافظة مسئولية تلوث وادى القمر، معتبرين أن ما يحدث هو قتل متعمد لهم، خاصة أن أجهزة الدولة تأبى إنقاذ أكثر من 50 ألف أسرة. أتربة الباى باص يقول إسلام القاضى -أحد شباب المنطقة- أنه قام بإرسال الشكوى رقم 54207 إلى وزاره البيئة عبر الفاكس، بالإضافة إلى عشرات من الأهالى قاموا بنفس العمل، وكان رد الوزارة تليفونيا أن هناك عطلا كهربائيا بالشركة وجار إصلاحه، مؤكدا أن الشركة تقوم بغلق الفلاتر فى ساعات متأخرة من الليل وإلقاء كميات كبيره من أتربة (الباى باص) المسرطن على الأهالى. ورغم تأكيد أهالى منطقة وادى القمر على أن المصنع السبب الرئيسى هو المسبب لجميع المشاكل البيئية التى يتعرضون لها، فقد أكد النائب السابق أحمد جاد الرب -نائب الحرية والعدالة- أنه تم تشكيل لجنة فى بداية العام الجارى وتحديدا فى مارس 2012، مكونة من ثلاثة محاور "طبى- علوم-حقوقى"، وتم الكشف على عينات من الأهالى فى كلية الطب، وكذلك قامت البيئة بأخذ عينات من الأتربة، بينما قام محور الحقوق بدراسة الأبعاد الأخرى لنقل أو إغلاق المصنع، مشيرا إلى أنه لم تتأكد اللجنة الثلاثية من أن ضرر المصنع هو السبب الرئيسى للتلوث؛ لأنه يوجد ما يزيد على 10 شركات ومصانع بالمنطقة قد يكون أحدها الملوث الأساسى للمنطقة . وأكد جاد الرب أنه يرى الحل الأمثل هو توفير سكن لائق بالأهالى على حساب تلك الشركات لنقلهم فيها، وكذلك الموافقة على توفيق أوضاع الشركات بيئيا، خاصة مصنع الأسمنت. ويتفق مع رأى النائب أحد سكان منطقة وادى المقر "م.ر"؛ حيث يشير إلى أن هناك فئتين من الأهالى؛ الأولى متضررة وهم العمال حيث إن نقل المصنع يسبب لهم تغيرا فى حياتهم التى اعتادوا عليها، والثانية هم مجموعة من المواطنين الذين يطلق عليهم "فريق الأحلام"، الذين يطالبون بغلق المصنع وإنشاء حدائق وجناين عامة لهم. وأشار إلى أن العاملين كانوا يفكرون فى عمل استبيان للأهالى، لسؤالهم هل تريدون نقل المصنع أو توفير سكن مناسب، وهو الأرجح والأفضل للأهالى؛ حتى لا يُدمر كيان صناعى يُرزق منه الآلاف من العمال. حديث الوزير وكانت اللجنة الشعبية والتنسيقية لنقل مصنع أسمنت "تيتان" بوادى القمر غرب الإسكندرية قد انتقدت فى بيان لها وزير البيئة لحديثه إلى إحدى القنوات الفضائية عن تشكيل لجنة لبحث مشكلة الأهالى مع مصنع أسمنت تيتان "الإسكندرية سابقا". مضيفة أن ما قاله الوزير هو هروب من الوعد الذى قطعه على نفسه بالغرفة التجارية بنقل هذا المصنع؛ لأن تشكيل لجنة من البيئة هو أمر غير مقبول؛ لأن إدارة البيئة بالإسكندرية متهمة وشريكة فى جرم قتل المئات من أهالى وادى القمر، جراء إصابتهم بأمراض صدرية وخطيرة. وطالبت اللجنة التنسيقية بتشكيل لجنة حتى يتم إجراءات نقل المصنع من الرقعة السكانية من أعضاء محايدين ويؤمنون بأن أرواح المصريين غالية، معربين عن خشيتهم أن يكون الوزراء بعد الثورة كسابقيهم فى عهد المخلوع، موضحين أن مصنع "أسمنت تيتان" به أكثر من 300 عامل من أصل 1300 عامل تم تصفيتهم، واستقدام عمال بنجلاديشيين يتقاضون مرتبات مرتفعة أكثر من 1200 عامل أجمع. وأكد البيان أن وزير البيئة لم يفهم جيدا معنى نقل المصنع، فنحن نقول نقل المصنع لا إغلاقه؛ للحفاظ على هؤلاء العمال وعمال المقاول الذين يعملون به ولا يتقاضون أجورا حقيقية، وإذا أصيب منهم فرد كان مصيره الشارع، فعن أى عمالة يتحدث جناب الوزير.