يضطر العديد من الفلاحين في بلد النيل الذين لا يجدون ماء للري خاصة في نهايات الترع الي اللجوء الي مياه الصرف الصحي للري وتتجلي تلك المشكلة بوضوح في قري حفير شهاب الدين التابعه لمركز بلقاس بالدقهلية مع بداية موسم زراعة الأرز والقطن. ففي قلب الدلتا تبدو الصورة قاتمة, فاكثر من15 ألف فدان مات بفعل العطش, و نقص المياه, وتسبب في هجرة الفلاحين الذين هربوا من العطش ويواجهون حاليا السجن بسبب الديون التي تراكمت عليهم لصالح الجمعيات الزراعية وبنك التنمية والائتمان الزراعي. حيث يصبح نصيب كل فدان من الديون قرابة2000 جنيه, فضلا عن آلاف القضايا التي رفعت علي الفلاحين بتهمة( تبديد الأرض). كان مزارعو حفير شهاب الدين يعتمدون علي4 ترع رئيسية لري أراضيهم, هي الناعية, والتبن, والدرافين, وبصار. وقتها كان ارتفاع منسوب المياه في الترع يعني المزيد من المحاصيل علي الأرض, وانخفاض المياه يعني تشريد054 ألف مواطن يعيشون في مركز بلقاس. فلم تعد مياه النيل العذبة تصل لأراضيهم, وبدلا من مياه الري بدأت رحلة المياه المخلوطة بمياه الصرف بأنواعه المختلفة. ومنذ عام2000 بدا أن البوار قد استوطن المكان. اتهم أهالي الحفير وزير الري بالتسبب في بوار أراضيهم, بسبب حرمانهم من مياه النيل, كما اتهموا نواب مجلس الشعب بالتواطؤ مع المسئولين في الري. وطالب الأهالي بحل دائم لري أراضيهم. وفي قرية27 بمنطقة الحفير بدأ الاستياء علي الأهالي ويقول قدري محمد مزاره: نعيش كارثة فعلية, ولا أحد يسمع لنا من المسئولين, ولسوء الحظ فإن الحفير تقع علي المنطقة الفاصلة بين الدقهليةوكفر الشيخ, ويتنصل المسؤولون بالمحافظتين من المسئولية عن بوار أراضينا, ومنذ15 سنة ونحن نعاني من استخدام مياه الصرف في الزراعة, لدرجة أننا طالبنا بفتح بوابة الصرف علي مصرف كيتشنر لإنقاذ بقية الأراضي من البوار ولكن الي الآن لم تصل المياه لنا مما يهدد اراضينا بالبوار. ويضيف محمود عبد العزيز, أحد مزارعي القرية36 بحفير شهاب الدين: لقد تسلمنا الأرض عام72 بقرار أصدره الرئيس عبدالناصر, في إحدي مراحل الإصلاح الزراعي الذي بدأه الزعيم عام1964 وجاء نصيبنا قطعة أرض من5 أفدنة كانت مستصلحة وتروي بمياه النيل فقط, وقتها لم نكن نعرف فكرة المياه المخلوطة ولا الري بمياه الصرف.. و يضيف عبد العزيز أن أراضي الحفير كلها حرمت حتي من مياه الصرف خاصة في موسمي الأرز والقطن في الفترة من بداية أبريل وحتي نهاية أغسطس, بسبب سيطرة محافظة كفر الشيخ علي جميع الفتحات المائية باستنثاء فتحة واحدة لا تكفي لري أراضينا. في حين حذر الدكتور زيدان شهاب الدين استاذ بمركز البحوث الزراعية من حجم الدمار الذي يلحق بالمحاصيل الزراعية التي تروي بمياه الصرف أيا كان نوعه, وأضاف ان هناك عناصر سامة تعرقل نمو المحصول وبالتالي تنخفض الإنتاجية, فضلا عن كون النباتات تخزن المواد السامة والعناصر الثقيلة من الكادميوم والرصاص في الثمرة التي يخشي أن يتناولها الإنسان.