تعانى 25 قرية بمحافظة الدقهلية، والمعروفة باسم قرى «حفير شهاب الدين»،من نقص مياه الرى وانقطاعها الدائم. هذه القرى التى تقع شرق محافظة الدقهلية على الحدود مع محافظة كفرالشيخ، يوجد بها أكثر من 300 ألف فلاح، يقومون بزراعة 65 ألف فدان، أصبحت أراضيها بوارا، وهو ما يهدد محاصيل حيوية مثل الأرز والقطن بالموت. فأزمة المياه التى تعانيها هذه القرى، تبدأ كل عام مع دخول فصل الصيف، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر، تنتهى معها حياة الزراعات. تعد منطقة الحفير من الاراضى التى تم استصلاحها فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وتم تسليمها للأسر الفقيرة سنة 1970 بواقع 5 أفدنة لكل أسرة، تقوم بزراعتها مقابل قسط سنوى بسيط، وتم سداد كامل الأقساط فى عهد الرئيس السادات، وتمليك الأرض للفلاحين، بعد ان قامت الدولة بشق ترعتى النيل والاصلاح، لتوفير مياه النيل لرى الأراضى، وكان للفلاحين حصة ثابتة منها، كما ترك بعض الفلاحين بلادهم من أجل الحصول على هذه الاراضى، لكن سنوات حكم النظام السابق، كانت قد قررت ومنذ 15 عاما، حرمان القرى من مياه النيل، وتحويلها لمناطق أخرى، وتعويض هذا الجزء من مياه مصرف كوتشنر، وهو للصرف الصحى والزراعى، قادم من محافظة كفرالشيخ لرى الأراضى. يقول محمد أبوالسعد، فلاح: قام محافظ كفرالشيخ بتسليم شباب الخريجين أراضى فى زمام محافظته على الحدود مع الدقهلية، وقام بتحويل مياه مصرف كوتشنر الى تلك المنطقة لاستصلاحها وريها، الامر الذى اثر على حصة قرى الحفير من المصرف، واتهم الفلاحون محافظ كفر الشيخ بتعمد اغلاق البوابات التى توصل المياه لمنطقة الحفير أيام المناوبة الخاصة بالدقهلية، لتوصيلها لمنطقة 58 ومنطقة شباب الخريجين. وأضاف عدد من الفلاحين، انه عندما تأتى المياه، يقوم بعض الفلاحين عند بداية الترع، بتشغيل السواقى ومواتير الرفع لسحب المياه، وبالتالى لا تصل لنهاية الترع، والتى تقع عليها أراضى المنطقة، رغم ان السواقى والمواتير ممنوع استخدامها. كما طالب الفلاحون بحصة ثابتة من مياه النيل، تدخل ضمن المناوبات لانقاذ الأرض من البوار والتدمير، بالاضافة لإنشاء محطة لرفع مياه الصرف الزراعى من مصرف عبود المار بحدود قرى بلقاس، مع وضع وصلة مواسير لتصب فى مساقى قرى الحفير، والاستفادة منها بدلا من إهدارها فى البحر، لتعويض نقص مياه النيل فى أيام الجفاف.