ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل علي الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا "(الطلاق: 2 3) التفسير (الوسيط لسيد طنطاوي مختصرا): ومن يتق الله في كل أقواله وأفعاله وتصرفاته يجعل له سبحانه مخرجا من هموم الدنيا وضوائقها ومتاعبها، ومن شدائد الموت وغمراته، ومن أهوال الآخرة وعذابها، ويرزقه الفوز بخير الدارين، من طرق لا تخطر له علي بال، ولا ترد له علي خاطر، فإن أبواب رزقه سبحانه لا يعلمها أحد إلا هو. وفي هذه الجملة الكريمة ما فيها من البشارة للمؤمن، حتي يثبت فؤاده، ويستقيم قلبه، ويحرص علي طاعة الله في كل أحواله. ونزلت هذه الآية في عوف بن مالك الأشجعي، أسر المشركون ابنا له، فأتي النبي صلي الله عليه وسلم وأخبره بذلك. فقال له النبي: "اتق الله واصبر، واستكثر وزوجك من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ففعلا، فغفل المشركون عن ابنهما، فساق غنمهم وجاء بها إلي أبويه، فنزلت الآية. ثم قال تعالي: "ومن يتوكل علي الله فهو حسبه"، أي: ومن يفوض أمره إلي الله تعالي ويتوكل عليه وحده، فهو سبحانه كافيه في جميع أموره، لأنه سبحانه يبلغ ما يريده، ولا يفوته مراد، ولا يعجزه شيء، ولا يحول دون أمره حائل، ومن مظاهر حكمه في خلقه، أنه عز وجل قد جعل لكل شيء تقديرا قبل وجوده، وعلم علما تاما مقاديرها وأوقاتها وأحوالها، فعلي الإنسان أن يتمسك بالأمل والرجاء ويترك اليأس والقنوط. حديث قد سي عن رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم، قال الله تعالي "إذا ابتليت عبدي المؤمن، فلم يشكني إلي عواده، أطلقته من أساري، ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، ثم يستأنف العمل". من دعاء الرسول عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتي يرتحل من منزله ذلك" صحيح مسلم حكمة من ضعف عن كسبه اتكل علي زاد غيره رابط دائم :