معديات النيل في بني سويف خطر يهدد أرواح المواطنين الذين لا يجدون وسيلة أخري للعبور بين ضفتي النيل سوي المعديات التي تعتبر نعوشا عائمة لكون معظمها متهالكا وعمرها الافتراضي منتهي ولا يعرف شيئا عن الصيانة والبعض الآخر يسير بدون تجديد ترخيص والضحية في النهاية هم المواطنون الابرياء الذين يترددون يوميا علي المدن لتلبية احتياجاتهم فمنهم من يستقلها للذهاب إلي وظائفه والبعض الآخر يستقلها للانتقال لقضاء احتياجاته وكذا تلاميذ المدارس والموظفون. إلا أننا نجد في المقابل حمولة زائدة ورعونة في القيادة ومعديات غير مرخصة يتسابق قائدوها للفوز بأكبر عدد من الركاب إضافة إلي عشوائية الحركة فوق المياه وتحتوي محافظة بني سويف علي العديد من المعديات بمختلف مراكز المحافظة منها معدية كفر منصور ومعدية زهرة الشرق ومعدية غياضة الشرقية ومعدية الفقاعي بمركز ببا ومعدية قرية الشراهنة ومعدية قرية بني عقبة ومعدية قرية الحيبة بمركز الفشن ومعدية اشمنت بمركز ناصر و يقوم الأهالي باستئجار تلك المعديات من الوحدات المحلية من خلال مزاد علني ويحصلون من خلاله علي التراخيص من هيئة الملاحة النهرية بالقاهرة ثم يتصرفون بها كيفما شاءوا. وقد تعددت حوادث الغرق الناجمة عن تلك المعديات بالمحافظة حيث لقي18 شخصا من أسرة واحدة مصرعهم غرقا بسبب معدية اشمنت بمركز ناصر منذ عام تقريبا. يقول احمد محمد حسن من قرية الحيبة بمركز الفشن يوميا نري الموت بأعيننا بسبب المعديات لكن ما باليد حيلة فليس أمامنا سوي استقلالها مهما كانت حالتها فبدونها لا نستطيع الوصول لاماكن عملنا أو قضاء مصالحنا. اما صلاح جودة محمد مهندس زراعي من قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا فيقول بالرغم من أن المعديات متهالكة وشروط السلامة والأمان غير موجودة إلا أن تلك المعديات تعمل وتكون حمولتها ضعف طاقتها وهو ما يعرض مئات المواطنين للخطر فمنذ4 أشهر تم إيقاف معدية الوحدة المحلية في قرية غياضة الشرقية بحجة عدم تطهير مرسي المعدية وهو ما اضطر الأهالي إلي استقلال بعض المعديات الخاصة المتهالكة غير المرخصة للنقل البحري ولا يوجد بها أي وسائل للحماية من المخاطر وهو ما ينذر بكارثة محققة. أما صبيح عبد الحميد( إمام وخطيب مسجد) بقرية جبل النور فيقول أصبحت المعديات مقابر للأهالي فبين الحين والآخر تحدث حادثة غرق بسبب تلك المعديات المتهالكة المفتقدة لجميع وسائل الأمان و كثيرا ما تحدثنا إلي المسئولين عن تشديد الرقابة علي تلك المعديات فالكثير منها غير مرخصة وبحارها من الصبية الصغار الذين لا يحملون حتي بطاقة الرقم القومي ولكن ليس أمامنا إلا استقلالها من اجل الوصول إلي أماكن عملنا وقضاء مصالحنا.ويضيف أسامة سيد أبو زيد مقاول قائلا بحكم عملي استقللت جميع معديات المحافظة ولكن للأسف وجدت أن معظمها متهالك وعمره الافتراضي منتهي ولا يعرف الصيانة ويفتقد جميع وسائل الأمان ويسير بدون تجديد لرخص بحارتها كما أن مرسي المعديات في حالة يرثي لها ففي قرية غياضة الشرقية نعاني يوميا من الطريق المؤدي إلي المعديات فالطريق ضيق جدا وغير ممهد ومنذ أكثر من3 سنوات قرر الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بني سويف الأسبق تمهيد طريق بديل خارج القرية بعيدا عن الكتلة السكنية بدلا من هذا الطريق إلا أن ذلك لم ينفذ علي ارض الواقع حتي الآن كما أن المرسي الغربي بقرية كفر ناصر يحتاج إلي تمهيد وتوسعات من أجل تسهيل مرور سيارات النقل المحملة بالزلط والرمل القادمة من المحاجر والتي تستقل المعديات لتعبر إلي الضفة الغربية للنيل. أما ربيع عبد الغني من قرية بني حدير فيؤكد أن الحديث عن المعديات يعود إلي أذهان أبناء قريتنا الحادث الأليم الذي راح ضحيته18 من أبناء القرية في حادث واحد العام الماضي فمعدية اشمنت هي حقا مقبرة لأهالي القرية فهي تفتقد إلي جميع وسائل الأمان أو الاشتراطات الفنية فالمعدية متهالكة إلي أقصي حد وبالرغم من ذلك تحمل يوميا بضعف حمولتها بسبب غياب الرقابة علي تلك المعديات كما أن قائديها من الصبية الصغار الذين لا يحملون أية رخص وبالرغم من ذلك نستقلها لان ليس أمامنا وسيلة مواصلات سواها.