اعترفت وزارة الصحة في الآونة الاخيرة بنقص الأدوية في الأسواق, حيث ارجع العديد من الصيادلة السبب الي أسباب عالمية من بينها نقص الخامات, بالإضافة إلي الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات التي تشهدها البلاد حاليا, وتؤدي إلي تأثيرات سلبية علي استيراد المواد الخام وصناعة الأدوية, بعد تخفيض التصنيف الائتماني لمصر. وقال الدكتور عماد فتحي صيدلي بالمنصورة بشارع المستشفي الدولي: إن نواقص الأدوية تشمل بعض المضادات الحيوية والحساسية وضغط العين المرتفع والأمراض الصدرية ونزلات البرد وقرحة المعدة وجلطات الدم والقلب. والكارثة الحالية التي يعاني منها المرضي هي اختفاء89 صنف دواء علي رأسها أدوية الكحة وحساسية الأطفال فلا يكاد يوجد منها صنف واحد بالسوق المصرية.. أيضا مجموعات كبيرة من المضادات الحيوية وبدائلها غائبة.. وجميع الفوارات الخاصة بحموضة المعدة.. وجميع الأصناف التي تحتوي علي مادة الباراسيتامول.. و10 أصناف لا بدائل لها, في مقدمتها اللبن المدعم والغير مدعم والأنسولين.. وكل الحقن الشرجية لم يعد لها وجود في الصيدليات.. حتي أقراص منع الحمل المدعومة اختفت. وأمام إحدي صيدليات بشارع الجلاء بالمنصورة استوقفني مشهد لفتاة في الثلاثينيات تبكي بعد ان خرجت من احدي الصيدليات حيث قالت مها احمد موظفة: إن اموال الدنيا لا تكفيها امام حصولها علي عبوة لبن لطفلي ذي الأربعة اشهر فقد طفت معظم الصيدليات وجميعها لم أجد فيها اللبن المدعم ونصحوني بأن أذهب إلي مخازن خاصة تحتكر بيع اللبن المدعم ب17 جنيها( بالسعر الذي حددته الدولة3 جنيهات) فاذا لم اجد فليس أمامي سوي شراء اللبن المستورد من الخارج الذي قفز سعره في الفترة الأخيرة بنسبة10% وتراوحت أسعار العبوة الواحدة بين50 جنيها و80 جنيها ولكنني للاسف لم اجده ايضا مع العلم بأن ابني يحتاج لأكثر من علبتين في الأسبوع حيث إن الواحدة وزنها الطبيعي450 جراما فاختفاء لبن الاطفال المدعم نذير خطر كبير خاصة أن وزارة الصحة كانت قد أصدرت قرارا بتوزيع علبتين من اللبن المدعم. علي كل أم بموجب شهادة ميلاد طفلها وبسعر ثابت3 جنيهات للعلبة ومن خلال مراكز التأمين الصحي بمختلف محافظات مصر. وفي إحدي الصيدليات الكبري بالمنصورة بأحد المولات كانت الدكتورة نيرة ابو الفتوح تقف لتعتذر للمرضي عن عدم وجود الأدوية التي يطلبونها وتقترح عليهم بعض البدائل.. وتوجهت للدكتورة بالسؤال: إلي هذا الحد وصل نقص الادوية؟.. فقالت: سوق الدواء تشهد نقصا شديدا منذ حوالي خمسة اشهر, خاصة الأنواع الرخيصة التي يستهلكها الأفراد كثيرا وفي مقدمتها أدوية البرد وقطرات الانف. وأضافت: الصيدليات الآن تسحب من مخزونها ما تستطيع إخراجه بكميات قليلة, فمثلا قطرة البروزلين والاوتريفين والافرين التي دائما ما تكون متوفرة بشكل منتظم فجأة انقطعت وأصبحت تصل إلي الصيدلية كميات قليلة منها ولذلك بنبيعها لزبون الصيدلية, وبالرغم من وجود البديل فإن الجميع يطلب البروزلين لأن سعرها4 جنيهات في متناول الجميع علاوة علي نقص كبير في أدوية القلب وأمراض الصدر, فمثلا بخاخات الكلينيل لا وجود لها رغم أهميتها الكبيرة لمرضي الصدر أما أدوية البرد فبالرغم من وجود نقص فيها كال فلوريست وكوميتركس فإنها ليست مؤثرة, لوجود البديل الذي يعوضها. وأكد لي عدد من الصيادلة أن أطباء كثيرين رغم علمهم بالنقص في نوع ما من الأدوية فإنهم يصرون علي كتابته في روشتات المرضي نظرا لتعاملاتهم المادية مع تلك الشركات. علاوة علي وجود نقص في أدوية الكحة وحساسية الأطفال ومجموعة كبيرة من المضادات الحيوية وبدائلها والأصناف التي تحتوي علي البارسيتامول وأدوية العمليات الجراحية والتخدير الموضعي. وأضافت: أن وزارة الصحة أصدرت قائمة كاملة بالأدوية الناقصة وعددها89 صنف دواء والآن وصلت نسبة الأدوية التي يندر وصولها للصيدلية إلي أكثر من50% بالرغم من أهميتها بدرجة كبيرة للمرضي والمستشفيات التي تستهلك كميات كبيرة منها.