توقع الدكتور عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة ورئيس الأمانة العامة لزراعة الأعضاء أن العلاج بالخلايا الجذعية قد يغني عن زراعة الكبد في المستقبل, خاصة أنها تمد الكبد بخلايا بكر جديدة ولكن هذا لا يعني أنها تعالج تليف الكبد.وطمأن أباظة في حواره مع الأهرام المسائي كل مرضي الفيروسات الكبدية بأن العلم توصل لنتائج جيدة في هذا المجال وأدوية جديدة تساعد في الشفاء بنسبة كبيرة سيطبق العلاج بها في مصر منتصف العام الحالي, لذا لا داعي للخوف والقلق من المستقبل, قائلا الإصابة بفيروس سي ليست نهاية العالم.. * في البداية ما سبب ارتفاع نسبة المصابين بفيروس سي خلال الفترة الأخيرة؟ ** يكمن السبب في وجود قصور في مكافحة العدوي بالمستشفيات وغياب الوعي الصحي, حيث أن40% من بين المصابين انتقل لهم الفيروس عن طريق المستشفيات, بالإضافة إلي طرق أخري تساعد في انتشار الفيروس داخل الأسرة مثل استخدام أكثر من شخص فرشة الأسنان وشفرة الحلاقة. ويعد انتشار الوعي الصحي بين المواطنين أحد الخطوات الرئيسية للحد من انتشار الفيروس, بالإضافة إلي مكافحة العدوي بالمستشفيات. * ما هو معدل الإصابة سنويا؟ ** حسب الإحصائيات يصل معدل الاصابة إلي150 ألف مصاب سنويا في مصر بفيروس سي, والنسبة الكلية تتراوح ما بين12 إلي14% من عدد السكان في الأطفال الأقل من10 سنوات تتراوح ما بين4 إلي5% وهي نفس معدلات الإصابة العالمية ولكن هذا بفضل زيادة الوعي الصحي بين السكان, أما بالنسبة للأرقام التي ترددها بعض الجهات عن وصول عدد المصابين ل25% ليس لها أساس من الصحة, خاصة أن المعهد القومي للكبد قام بدراسة في عام2010 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبعض الجامعات الأجنبية أظهرت أن نسبة الإصابة10% وهذا رقم قريب جدا من الحقيقة من بينهم65% يتم اكتشافهم بالصدفة وهذا أكبر دليل علي قلة الوعي الصحي. * إذن ما السبب في تضارب الأرقام؟ ** الجهات غير الحكومية تعلن نسبة الإصابة حسب ما يتردد عليها وليس حسب دراسات وإحصائيات قائمة علي العينات العشوائية بالقري والمدن ولكن المعهد القومي للكبد سيقضي علي ذلك خلال فترة لا تتعدي6 أشهر من الآن, حيث أنه بدأ في عمل قاعدة بيانات لجميع المصابين بكل محافظات الجمهورية للتوصل لعدد المصابين الحقيقي في مصر. * هل تنتقل الفيروسات الكبدية من الأم للطفل؟ ** لم يحدث حتي الآن ذلك, وأن العلم لم يكتشف بعد السر في ذلك. * متي يصعب علاج فيروس سي؟ ** إذا اكتشف متأخرا ودخل المريض في مراحل التليف الكبدي أو مضاعفاته. * ما تأثير الانزيمات والدهون علي الكبد؟ ** أحد الأسباب الرئيسية لحدوث التليف الكبدي عدم علاج الانزيمات والدهون الموجودة علي الكبد, وتداول جملة شهيرة خاطئة كل المصريين عندهم دهون علي الكبد لذا لابد من علاجها بمجرد اكتشافها. *هل الانترفيرون له أثار سلبية علي المريض؟ ** يعد الانترفيرون سلاحا ذا حدين, حيث يتطلب توافر مقاييس علمية محددة في المريض قبل البدء في علاجه مثل ألا يكون الحمل الفيروسي عاليا والإنزيمات الكبدية تتراوح ما بين4 أو5, ولا يعاني المريض من تليف كبدي, وأيضا يتطلب وزنا معينا, أما غير ذلك يؤدي إلي مضاعفات تتمثل في انخفاض كرات الدم البيضاء وارتفاع درجة الحرارة وظهورآثار جانبية علي الغدة الدرقية وإرهاق الجسد. * كم تصل نسبة نجاحة؟ ** تمثل نسبة نجاحه حوالي65% في المنتج الأجنبي و55% في المنتج المصري, بالإضافة إلي أن الفارق بينهما في السعر لايتعدي20 جنيها. وقد أصدر الدكتور أشرف حاتم وزير الصحة الأسبق قرارا وأكده وزيرا الصحة السابقون الدكتور عمرو حلمي والدكتور فؤاد النواوي باستخدام الانترفيرون المحلي والأجنبي في نظام التأمين الصحي ومراكز الكبد, وترك حرية الاختيار بين المصري والأجنبي عند علاج المريض للطبيب المعالج. * إذن ماذا نفعل في حالة عدم نجاحه؟ **يتم اللجوء إلي الطرق التقليدية والأدوية الداعمة للكبد وكذلك في حالة عودة الفيروس للمريض مرة اخري اي انتكاسة المريض وتصل ل25% من بين المصابين الذين تم علاجهم بالانترفيرون. * متي تصل الأدوية الجديدة مصر؟ ** منتصف العام الحالي, خاصة أن هذه الأدوية نسبة نجاحها في علاج الفيروس تصل ل95%, وذلك ما أكدته تجارب العلاج في الدول الخارجية. * كيف تدخل هذه الأدوية مصر في البداية؟ **عن طريق أساتذة الجامعات والمراكز البحثية والجمعيات الخيرية ثم توافق عليها بعد ذلك وزارة الصحة والسكان وتبحث سبل العلاج بها في نظامي التأمين الصحي والعلاج علي نفقة الدولة, خاصة أن سعر هذه الأدوية مرتفع جدا. * إذن هل زادت وزارة الصحة من ميزانية علاج الفيروسات الكبدية؟ ** في الحقيقة لا بل قامت بالاتفاق مع الشركات المنتجة لأدوية علاج الفيروسات الكبدية بتخفيض السعر, خاصة أن الوزارة تصدر قرارات يومية علي نفقة الدولة لعلاج الفيروسات الكبدية تتراوح ما بين180 إلي200 ألف جنيه. *ما هو دور الوزارة للحد من انتشار الفيروس؟ ** تدريب كوادر الأطباء والتمريض والأخصائيين علي مكافحة العدوي, بالإضافة إلي الاهتمام بنشر التثقيف الصحي بين المواطنين أي تتجه إلي نظام الوقاية خير من العلاج وليس كما كان يحدث من5 سنوات وهو العلاج قبل الوقاية. * هناك الكثيرون يؤكدون أن أطباء الكبد يتعاملون مع المرضي علي أنهم سبوبة.. ما رأيك في ذلك؟ ** لا استطيع ان أنكر ذلك, وبالفعل هذا موجود ولكن نسبة بسيطة كما هو موجود في أي مهنة, وهناك الكثير من الأطباء لديهم شرف المهنة. * ماذا فعلت الوزارة تجاه بعض القنوات الفضائية التي تبيع علاج الوهم للمرضي؟ ** تقدمت الوزارة بعدة بلاغات ضد15 قناة فضائية و11 شخصا أعلنوا عن علاج ليس له أي علاقة بالفيروسات الكبدية ونشر إعلانات كاذبة بأنهم حصلوا علي ترخيص من وزارة الصحة. *سمعنا كثيرا عن أبحاث علمية في مجال الفيروسات الكبدية.. دون التوصل لعلاج مصري ونظل نعتمد علي الأدوية المستوردة حتي الآن.. لماذا؟ ** القطاع البحثي في مصر ما هو إلا إحصائيات وفي المراحل المعملية فقط, وأن الدخول لمراحل الاختراع الإكلينيكية يتطلب أموالا كثيرة تفوق ميزانية البحث العمي في مصر. * هل أجهزة الغسيل الكلوي تنقل فيروس سي؟ ** أجهزة الفلاتر التي تستخدم في الغسيل الكلوي لا تنقل الفيروس, ولكن ينتقل عن طريق الوصلات والقطن الملوث بالدم وإجراءات أخري تتم أثناء الغسيل, ويعد الأطباء الأكثر عرضة للإصابة. * كيف يصاب الإنسان بسرطان الكبد؟ ** أهم أسباب الإصابة بسرطان الكبد ترك الفيروسات الكبدية وعدم علاجها, بالاضافة إلي التلوث البيئي والمبيدات الحشرية. وتتراوح نسبة المصابين بسرطان الكبد ما بين10 إلي15% من حجم المصابين بالفيروسات الكبدية, وأنه يصعب علاجه في حال اكتشافه اخيرا اما في حالة اكتشافه مبكرا يتم علاجه عن طريق حقن الورم أو الوريد المغذي له أو إجراء عملية جراحية واستئصال فص صغير من الكبد. * إذن ما نسبة نجاح عمليات زراعة الكبد؟ ** تصل نسبة نجاح عمليات زراعة الكبد من الأحياء للأحياء ل97%, وهذه النسبة مشابهة للنسب العالمية, أما بالنسبة للزراعة من الأموات للأحياء تستعد الأمانة الفنية لزراعة الأعضاء حاليا لإعداد القوائم وتجهيز المستشفيات التي ستجري فيها العمليات وكيفية نقل الأعضاء إليها من أي مكان, ومن المقرر أن تنتهي الأمانة من عملها في نهاية العام الحالي2013 والبدء في زراعة الأعضاء من الأموات للأحياء. * ما هي المشكلات التي تواجه عمل الأمانة الفنية لزراعة الأعضاء؟ ** يعد التمويل العقبة الكبري, خاصة أن المستشفيات التي سيتم اختيارها تحتاج إلي تجهيزات طبية, بالإضافة إلي شبكة الربط بين جميع المستشفيات علي مستوي الجمهورية لنقل الأعضاء من محافظة إلي محافظة أخري دون أي مشكلة. وجاءت فكرة زراعة الأعضاء من الأحياء للأحياء بعد توقف الزراعة من الأموات للأحياء بعد أحداث الثورة وغياب الأمن, وذلك بهدف إنقاذ مرضي معرضين للموت. * هل القانون ساعد في حل مشكلة المرضي الذين يحتاجون إلي زراعة الأعضاء؟ ** لعب دورا كبيرا في القضاء علي زراعة الأعضاء في بير السلم نهائيا, وانخفاض عمليات البيع والشراء من المصريين للمصريين من70 إلي20% والقضاء علي البيع من المصريين للأبحاث بنسبة100% وذلك بسبب تغليظ العقوبة التي تصل للسجن25 عاما. * إذن ما مستقبل زراعة الكبد في ظل قانون زراعة الأعضاء؟ ** حماية المواطنين من الممارسات السيئة أو غير القانونية وفتح مجال كبير أمام مرضي ليس لهم حل سوي زراعة الأعضاء. * هل كل المرضي المصابين بتليف كبدي يصلح لهم إجراء عملية زراعة كبد؟ ** لابد من توفر بعض الشروط في المريض قبل إجراء عملية زراعة الكبد مثل حالات الأورام الكبدية والخلايا الأنفية التليف الكبدي الذي يتراوح ما بين70 إلي80% وارتفاع ضغط الوريد البابي. * لماذا لم يتم إنشاء مركز لزراعة الأعضاء؟ ** إنشاء مركز لزراعة الأعضاء مكلف للغاية, ويحتاج إلي تدريب كوادر طبية للقيام بهذه المهمة, وهناك محاولات حاليا لعمل مركز لزراعة الكبد بمعهد الكبد. * كيف تري مستقبل زراعة الكبد في ظل بدء العلاج بالخلايا الجذعية في مصر؟ ** مستقبل الخلايا الجذعية مبشر جدا في مصر وقد تغني عن زراعة الكبد في المستقبل, ولكن حتي هذه اللحظة لم تثبت الدراسات والأبحاث العلمية ذلك, وقد ساعد العلاج بها شفاء أمراض مزمنة حيث أنه يتمثل في أنها خلايا بكر تأخذ من النخاع ويتم إعدادها للحقن بعد مرورها بعدة مراحل معملية تؤهلها للعمل كخلية جديدة بديلة للتالفة سواء كانت في الكبد أو في الأعصاب أو العظام, وبالاضافة إلي أن العلاج بها لا يحتاج إلي وقت كبير ويخرج المريض من المستشفي في نفس اليوم بعد الحقن بالخلايا الجديدة. وأظهر العلاج بالخلايا الجذعية في مستشفي الشيخ زايد التخصصي وأحمد ماهر نتائج جيدة يتوقع أنها ستكون بداية حقيقية لتطبيق هذا النوع من العلاج في نظامي التأمين الصحي والعلاج علي نفقة الدولة منتصف العام الحالي. * إذن أين وصلت الدراسات لإنشاء بنك للعلاج بالخلايا الجذعية؟ ** لا تزال محل دراسة, خاصة أن العقبة الوحيدة تتمثل في التمويل وبمجرد حل هذه المشكلة سيتم عرض النتيجة علي وزير الصحة للموافقة. * بعد هذه الاكتشافات الحديثة والمتوقع منها في المستقبل ماذا تقول لمرضي الكبد؟ ** العلم اكتشف الكثير والإصابات بالفيروسات الكبدية ليست نهاية العالم, وأقول لكل مصاب لا تعد في أيامك, وهناك أدوية جديدة أيضا ستدخل مصر في منتصف العام الحالي تأخذ عن طريق الفم تساعد في الشفاء بنسبة97%, لذا لا داعي للقلق.