أكباد المصريين تحتاج الي ثورة هذا ماتشير اليه الدراسات التي تؤكد ارتفاع عدد المصريين المصابين بمرض الالتهاب الكبدي الوبائي الي حوالي26 % من اجمالي السكان. وتوضح الدراسات أن هناك حوالي7 ملايين مصابين بفيروسc وهذا الفيروس صعب العلاج, ويتسبب في58% من حالاته في التليف الكبدي والسرطان, وأن مصر تحتل موقعا متقدما بين دول العالم في الاصابة بهذا المرض كما أكدت منظمة الصحة العالمية في أحدث تقاريرها. وتأتي خطورة المرض من أن المصابين به لايعلمون الا بعد التحليل بالمصادفة واذا كان الفحص سليما وأغلب مرضيc عادة يأتون من الأرياف, ولاتوجد لديهم ميزانية للعلاج, ويعد الانترفيرون هو العلاج الوحيد المعترف به الفترة الحالية. ولعل من أكثر تداعيات الاصابة بهذا الفيروس تسببه في وأد حلم السفر الي الخارج باعتبار السلامة الصحية شرطا اساسيا لمنح التأشيرة مثلما حدث مع علي محمد شاب تخرج في كلية خدمة اجتماعية وبعد تخرجه سعي كغيره من الشباب لكنه لم يتمكن من العثور علي عمل وهو مادفعه للتفكير في السفر للخارج ليكتشف يوم استخراج التقارير الصحية أنه مصاب بمرض الكبد وهو مايعطل سفره الي أي دولة عربية. ومن الثابت طبيا أنه لايتم الكشف عن وجود الفيروس الا عبر تحليل دم المصاب لأن الفيروس يمكن أن يظل كامنا في جسد المريض فترة تتراوح بين عام الي خمسة عشر عاما وعادة يتم اكتشافه بالمصادفة وهو ماحدث لمحمد كمال الذي اكتشفت اصابته بالمصادفة اثناء تبرعه بالدم للمصابين وقت الثورة. يقول الدكتور محمد فوزي عميد كلية طب عين شمس سابقا إنه رغم تزايد حالات الاصابة بمرض الكبد الا أنه في آخر عشر سنوات تطورت أساليب العلاج ومن المفترض أن تتكفل الدولة بعلاج مرضي الفيروسات الكبدية موضحا أن الخطورة مازالت تلاحق مصابي أورام الكبد لما ينتج عنه من تليف كبدي وهي بالفعل تحتاج الي ثورة في التشخيص مع المتابعة المستمرة ليتم اكتشافها مبكرا. ومن أهم العلاجات يأتي الانترفيرون وهو علاج حقق نجاحا الفترة الماضية مع تناول الكبسولات المكملة موضحا أن التأمين الصحي مازالت امكاناته محدودة كما هو الحال في العلاج علي نفقة الدولة. الجدير بالذكر أن الحكومة تنفق مالايقل عن20 ألف جنيه علي مريض الكبد تتراوح تكلفة زراعة الكبد بين220 و400 ألف جنيه وحوالي52% من المصريين يتلقون علاجهم علي نفقة الدولة و47% آخرون تأمين صحي. ويوضح الدكتور أحمد صادق استشاري الجهاز الهضمي والكبد أن الدراسات في مجال امراض الكبد بطيئة جدا وعادة ماتصيب الانسان بدرجات متفاوتة وحوالي70% من مرضي الكبد يصابون بالتهاب كبدي ويتم اكتشافه بالمصادفة ومن هنا تأتي الخطورة موضحا أن نسبة المصابين بمرض الكبد حوالي14% ويأتي العلاج علي نفقة الدولة في حدود امكانات الدولة لأن تكلفة العلاج باهظة حيث أن أكثر من20% من المصريين ينفقون أكثر من25% من دخلهم علي العلاج ولايكفي.. والفترة القادمة تحتاج الي خفض تكاليف اسعار الأدوية المصرية حتي يتمكن المرضي من الحصول علي حقهم في العلاج. كما أن الصعيد بحاجة شديدة لمستشفيات متخصصة لعلاج الكبد باعتباره أكثر المناطق حرمانا وفقرا في الخدمات الصحية لذلك تعمل جامعة أسيوط علي انشاء مستشفي لتلبية احتياجات أهل الصعيد ويطالب الدكتور حسين الأمين رئيس مجلس ادارة المستشفيات الجامعية بجامعة أسيوط بإنشاء مستشفي متخصص بالصعيد لعلاج أمراض الكبد سواء الفيروسات الكبدية أو مضاعفاتها أو جراحة وزراعة الكبد لأن أغلب المرضي لايملكون الامكانات المادية للعلاج أو اجراء عمليات جراحية. سارة طعيمة