انهت سهام دراستها الجامعية وتسلمت جواب تعيينها وغمرتها الفرحة والسعادة بتحقيق حلم حياتها بأن تصبح مدرسة, ولاحظت أن الشقة التي أمام منزلها تجري بها تعديلات وسألت جارتها عن سبب التغيير فأجابتها بأن أحد المحامين سيستأجر الشقة لتصبح مكتب محاماة. وبعدها بشهر واحد حضر مصطفي الساكن الجديد ليعلق اللافتة علي مكتبه وأثناء عودة سهام من عملها لاحظت نظرات المحامي لها فانتابتها حالة لم تشعر بها من قبل وظلت نظرات عينيه عالقة في ذهنها, وأسرع المحامي في افتتاح مكتبه بشوق ولهفة ليتمكن من رؤية سهام الفتاة التي شعر ناحيتها بالحب وفي كل يوم كان ينتظر عودتها من عملها ليتمكن من رؤيتها. وأخذ مصطفي قراره بالزواج من ابنة الجيران وعزم علي التقدم لخطبتها ووافقت دون أن تتردد لحظة واحدة بعد أن اختار قلبها الشاب الذي يشاركها حياتها, ومرت الأشهر بينهما في سعادة بالغة, ولكنها لاحظت بخل الزوج الذي لم يشتر لها سوي هدية واحدة طوال فترة الخطوبة, رغم حالته المادية الميسورة وانجبت سهام طفلتها الأولي شيماء وتوالت الأعوام ووضعت3 أولاد آخرين شريف وشهاب وشادي. وتغيرت معاملة الزوج لها وازدادت المشاحنات بينهما بسبب بخله الشديد وطلب منها أن تعطيه راتبها الذي تتقاضاه من عملها كمدرسة فدار حوار بين الزوجين طلبت منه أن تحتفظ لنفسها بنصف راتبها إلا أنه رفض واصر علي أن يأخذ راتبها كاملا دون أن ينقص منه قرش واحد واصر كلاهما علي رأيه وهدد مصطفي زوجته بتركها العمل أو تعطيه راتبها وازدادت الخلافات بينهما وتخلي مصطفي عن مسئوليته في الانفاق علي أسرته واضطرت الزوجة إلي أن تتحمل نفقات تربية أبنائها بمساعدة أسرتها, ووصلت المشكلات بين الزوجين لطريق مسدود ومرت الأعوام حتي وصلت شيماء الابنة الكبري لمرحلة التعليم الجامعي, والتحقت بكلية الحقوق وتقدم لخطبتها شاب يعمل محاسبا بأحد بنوك المنيا. ووافقت سهام علي اتمام خطبة ابنتها واعتبرته زوجا مناسبا لها وأرسلت لزوجها رغم هجره لأسرته تعلمه بخبر خطبة ابنتها وتطلب منه الحضور, ولكن مصطفي رفض الحضور ومضت الأم في اتمام زواج ابنتها وفور علم الأب باقتراب موعد زفاف ابنته أقام دعوي قضائية ضد زوجته والمأذون الذي كان سيعقد القران ولم يكتف الزوج بذلك بل ذهب إلي خطيب ابنته وهدده بالقتل ليلة الزفاف وتسبب الأب في تشويه سمعة ابنته, فاضطر الخاطب لتركها ففقدت سهام الأمل في استعادة زوجها ولجأت إلي المحكمة تطلب خلعا من زوجها البخيل الذي أضاع مستقبل ابنته.