محمد صيام كارثة يعيشها مدربو قطاع الناشئين لكرة القدم بنادي الزمالك منذ فترة طويلة تحت مرأي ومسمع مجلس إدارة النادي برئاسة ممدوح عباس بعدما تم تخريب الملاعب الفرعية علي يد رئيس النادي بحجة إعادة إصلاحها وتغطية أرضيتها بالعشب الصناعي حتي تكون قادرة علي استضافة التدريبات المكثفة والمتتالية لهم وللأكاديميات. ورغم الوعد الذي قطعه ممدوح عباس علي نفسه منذ فترة طويلة بإعادة تغطية الملاعب الفرعية علي نفقته الخاصة أو تحديدا تضمينها برنامجه الانتخابي فإن الملاعب تم تجريفها من ما يقرب من عامين ثم توقفت الإنشاءات فيها تماما لتصبح أشبه بالأرض البور غير الصالحة لأي نشاط لسبب بسيط أن رئيس النادي حاول التهرب من وعده بالضغط علي وزير الدولة لشئون الرياضة لتتحمل الدولة نفقاتها وهو ما وافق عليه أخيرا العامري فاروق في الوقت الذي نجحت فيه مئات الأندية في إنشاء ملاعب مغطاة بالنجيل الصناعي بل وإصلاحها ملاعبها بالعشب الطبيعي دون اللجوء لخزانة الدولة. والكارثة التي يعيشها مدربو قطاع الناشئين للكرة في الزمالك سببها الأساسي خراب الملاعب الفرعية التي كان يستغلها الدكتور محمود سعد رئيس القطاع في تدريب الأكاديميات علي مدار العام التي كانت تدر دخلا شبه ثابت للنادي لا يقل عن100 ألف جنيه شهريا كانت تستغل في الصرف علي رواتب المدربين ونفقات اللاعبين في القطاع.. وبعدما أصبحت الملاعب غير صالحة لأي نشاط توقفت الكثير من الأكاديميات مما انعكس سلبا علي المدربين. والأزمة الكبري غير المسبوقة التي يعيشها مدربو قطاع الناشئين تتمثل في عدم حصولهم علي رواتبهم الشهرية منذ أكثر من ستة أشهر بل ان لاعبيهم خاصة المغتربين يواجهون مشكلات كبيرة في الانتظام في التدريبات لعدم امتلاكهم في أحيان كثيرة المال لدفع أجرة المواصلات الداخلية للملاعب التي يتدربون عليها بعيدا عن النادي في الوقت الذي يتعامل فيه مجلس إدارة النادي بحالة من اللامبالاة. ولا تتوقف المشكلة عند اللاعبين الناشئين بل إن الكثير من مدربي القطاع يفكرون بجدية في إعلان التمرد إذا زادت أسعار البنزين المتوقعة خلال الشهرين المقبلين وفي حالة استمرار المهزلة التي يعيشونها علي يد مجلس الإدارة برئاسة ممدوح عباس الذي يرفض مجرد الاستماع لشكاوي العديد منهم خاصة أن منهم من لا يملك مصادر دخل إلا راتبه الذي يتقاضاه من نادي الزمالك والمتوقف منذ ستة أشهر. وأمام المهزلة التي يعيشها مدربو قطاع الناشئين في الزمالك اضطر بعضهم للعمل في مدارس كرة الأكاديميات الخاصة بمبالغ زهيدة رغم أن لوائح الزمالك تمنع مثل هذه الإزدواجية حتي يجدوا قوت أسرهم وتكاليف حياتهم اليومية ولم يستطع رئيس القطاع محمود سعد منعهم أو تهديدهم بالإستبعاد في ظل ما يعرفه من ظروف صعبة غير عادية يمرون بها بسبب سياسات رئيس النادي ورفضه حل مشكلاتهم المالية رغم أن رواتبهم الشهرية لا تتجاوز ال50 ألف جنيه. وفي ظل المأساة التي يعيشها مدربو قطاع الناشئين يضطر الدكتور محمود سعد رئيس القطاع من آن لآخر لصرف بعض المبالغ المالية الرمزية للمدربين من حسابه الخاص بعيدا عن النادي ومنح بعض المدربين أصحاب الظروف الخاصة سلفا لا تتجاوز ال500 جنيه حتي إن أحد المدربين الذي كان يمر بظروف استثنائية طلب1000 جنيه ولم يحصل عليها إلا بعدما تنازل زميل له عن نصيبه المقرر في السلفة وهو ما اعتاد عليه أكثر من مدرب من هؤلاء الذين لا يعتمدون علي راتب النادي ولديهم موارد رزق أخري. ورغم ما يبذله الدكتور محمود سعد رئيس قطاع الناشئين من جهد غير عادي لتهدئة المدربين وحل مشكلاتهم المالية من آن لآخر بصرف سلف رمزية لهم من جيبه الخاص فإن تصرفات مجلس إدارة النادي الأخيرة واهتمامه بالفريق الأول وما تم تداوله من مبالغ مالية أعلن ممدوح عباس عن استعداد النادي لدفعها لتدعيم الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير الجاري أثارت موجة من الغضب الشديد لديهم للحد الذي بات بعضهم يتبني فكرة التوقف عن قيادة تدريبات الفرق التي يدربها للضغط علي مجلس الإدارة لحل مشكلاتهم المالية بالكامل أو علي الأقل صرف جزء من رواتبهم الشهرية المتأخرة لتسيير أمورهم التي باتت غاية في الصعوبة ومن الصعب تحملها في المستقبل. المثير أن ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك يتعامل مع شكاوي قطاع الناشئين بحالة من اللامبالاة الشديدة لدرجة أنه رحب أكثر من مرة برحيلهم جميعا في تصرف استفزازي غير مسبوق في الوقت الذي اتخذ فيه عدة قرارات بزيادة رواتب بعض العاملين غير المهمين أو حتي هؤلاء الذين لم يطالبوا بالزيادة من الأساس ومضاعفتها لهم وصرفها لهم بشكل منتظم ليس لسبب إلا لأنهم يملكون التأثير في الانتخابات المقبلة التي بات يرتب لها من الآن. والمشكلة الصعبة التي يواجهها مدربو قطاع الكرة لا تعد منفصلة عن المأساة التي تعيشها كل القطاعات الرياضية في النادي وفي كل الألعاب الأخري بل تعد أكثر فداحة علي اعتبار أن مدربي الألعاب الأخري لم يحصلوا علي مرتباتهم الشهرية منذ ما يقرب من العام دون أن يتحرك رئيس النادي ومجلس الإدارة لإيجاد حلول لها وإنقاذ النادي من الانهيار في ظل الهجرة الجماعية للكثير من اللاعبين والمدربين المميزين.