الفيوم محمد طلعت طايع أعمتها الغيرة وحولتها الكراهية إلي وحش كاسر فقدت معها أدني شعور بالانسانية والرحمة, وتجمدت الدماء في عروقها, وأغواها الشيطان لتقدم علي جريمتها البشعة التي راح ضحيتها طفل لم يتعدي الثالثة من عمره, وقد بدأت الكراهية تأكل الشعور والاحساس بداخلها حيث أنجبت بنات بينما زوجة شقيق زوجها أنجبت ولدا, فتحول شعورها بالغيرة إلي قاتل بداخلها, حيث كانت تفتعل المشاجرات يوميا مع زوجة شقيق زوجها بدافع الغيرة والكراهية لتشوقها لإنجاب ولد لزوجها ليكون سندا قويا لأبيه يتكئ عليه وقت شدته. واستمرت العلاقة بين زوجتي الشقيقين مضطربة لا تهدأ وقد ساعد علي إشعال الخلاف الطبيعة الريفية والقواعد والتقاليد, بقرية دمشقين, بمركز الفيوم, حيث أن العادات والتقاليد, توصي أن يكون للرجل أبناء صبيان, وأن كثرة إنجاب البنات يعتبر مصدرا للسخرية والتهكم بين الناس, فإنجاب الصبيان فخر يتباهي به الناس في تلك القرية المتمسكة بخرافات الماضي. وفي يوم عاصف وصقيع سيطر علي الجو يجعل المواطنين بالقرية داخل منزلهم خرج الطفل زياد من منزله ليلهو أمام المنزل, وعندما رأته زوجة عمه عفاف, اشتعلت الغيرة والكراهية بصدرها للمرة الألف, أخذت تراجع في ذهنها أقوال كل من يعايرها بانجابها البنات بينما زوجة شقيق زوجها أنجبت الولد, واشتعلت الغيرة نارا أكلت كل مشاعر الرحمة لديها, وسيطرت عليها رغبة شيطانية حاقدة في الانتقام من كل ما تسبب في معايرتها. وقامت عفاف باستدراج الطفل زياد إلي بيتها الملاصق لمنزل سلفتها, وشقيق زوجها, بحجة أن تلعب وتلهو معه, وبالفعل ذهب الطفل إلي قدره المحتوم, ولم يضع في اعتباره وتفكيره البسيط الملائكي فهو لم يتعد عامه الثالث أن زوجة عمه ستتحول إلي شيطان في جسد امرأة بفعل الغيرة والكراهية ورغبة وحشية في الانتقام. وظلت عفاف, زوجة العم القاتلة, تأكل وتنام وتلهو مع بناتها داخل غرفة نومها, وجثة الطفل المسكين داخل دولاب ملابسها لمدة يومين, لم تعرف شعور الندم وألمه, وتحول قلبها إلي حجر صلب, فلم تأت عليها لحظة من الوقت لتندم علي فعلتها الشنعاء بل إنها كانت تمارس حياتها بكل برود وبشكل طبيعي وهي تعلم أن هناك داخل دولاب ملابسها جثة طفل بريء. وانتظرت الشيطانة يوماعاصفا كانت برودة الجو قاسية, والهدوء يعم المكان كانت اللحظة المناسبة للتخلص من جريمتها البشعة, حيث أخرجت جثة الطفل من دولاب ملابسها وألقت جثته في بحر حسن واصف المقابل لمنزلها, وبهذا وضعت حدا, للغيرة والكراهية بداخلها بعد أن قتلت الطفل البريء, وبهذا تفوقت علي زوجة شقيق زوجها, سلفتها التي كانت تعايرها بأنها لم تنجب ولدا.وبعد غياب10 أيام ظلوا يبحثون عن الطفل حتي بدأوا يفقدون الأمل, كشفت السدة الشتوية عن وجود جثة متعفنة لطفل, وبعد إنتشالها تعرف عليها الأب والأم, اللذان تمنيا أن يكون الطفل مخطوفا بدلا من أن ترسل لهم مياه السدة الشتوية جثة ابنهما الوحيد. وقرر اللواء سعد زغلول, مدير أمن الفيوم, تشكيل فريق بحث لحل غموض الحادث برئاسة الرائد مصطفي حسن, رئيس مباحث الفيوم, وبإشراف العميد محمد الشامي, مدير مباحث الفيوم, وتبين من التحريات وجود خلافات بين والد الطفل عمر فتحي زكي, مزارع, وزوجته من طرف وشقيقه وزوجتها من طرف آخر, وبتضيق دائرة البحث تبين أن عددا من المشاجرات وقعت بين زوجة عم الطفل وتدعي عفاف ع. ع. ق,)19 سنة(, ومقيمة بالمنزل المجاور لمنزل الطفل, وبالتحقيق معها وتضيق الخناق عليها اعترفت بجريمتها, وأنها استدرجت الطفل إلي منزلها وضربته علي رأسه بعصا غليظة, ثم وضعتها داخل جوال بلاستيك, ثم أدخلته داخل دولاب ملابسها لمدة يومين حتي تتمكن من التخلص من الجثة, ثم ألقته ببحر يوسف. واعترفت عفاف أمام النيابة بجريمتها النكراء التي أمرت بحبسها4 أيام علي ذمة التحقيق.