حالة من الرواج السينمائي تشهدها الساحة الفنية في الفترة الأخيرة ما بين أعمال تعرض الآن علي شاشات السينما مثل مصور قتيل والشتا اللي فات وأخري يجري تصويرها الآن مثل الفيل الأزرق والراهب وعلي جثتي والحفلة وغيرها الكثير متحدية بذلك كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وهذه المحاولات السينمائية قام بها عدد من شباب السينمائيين الذي ينتمون إلي تيار السينما المستقلة وقد قابلت الجماهير هذه الافلام بترحاب وتشوق لمشاهدة سينما جديدة الاهرام المسائي قام بجولة بين المخرجين وصناع السينما لاستطلاع ارائهم حول هذه الموجة الجديدة التي حازت إعجاب الجماهير وحيا المخرج محمد القليوبي صناع هذا النوع من السينما وقال انها سينما صنعها شباب مؤمن بالعملية الفنية فقدم أعمالا قليلة التكلفة استخدم فيها المتاح أمامه من إمكانات مثل الكاميرات الديجيتال متحررين من كل القيود التي قد تكبلهم وتقف حائلا دون تحقيق حلمهم فصنعوا أعمالا لها قيمة فنية عالية بأقل التكاليف وبها روح وفن وإبداع جيدين ودخلت المهرجانات وحقق بعضها جوائز وبظني هذه النوعية من الأفلام حققت وجودها السينمائي ووقفت أمام السينما المتدنية التي قام بإنتاجها بعض المنتجين الذين يبحثون عن الربح السريع بتقديم أفلام دون المستوي تستهين بعقل المشاهد وبالنهاية هي تحصل علي الأموال وتموت فنيا ولا تترك خلفها أي شيء. ويري المخرج علي عبد الخالق أن هذه النوعية من الأفلام المستقلة أتت بثمار جيدة وعبرت وخرجت من شباب يحب السينما ولديهم أفكار كثيرة ومطلعين علي السينما العالمية ولكنهم لا يستطيعون عمل سينما بالطرق التقليدية المتعارف عليها وساعدهم علي ذلك الكاميرات الجديدة التي انتشرت رخيصة الثمن ولكنه بجودة عالية وغالبا تكون هذه الأعمال قليلة التكلفة, أعتقد هذا النوع من الأفلام حقق نجاحا كبيرا وظهر هذا من خلال مشاركته في عدد من المهرجانات الدولية بعد أن كانت السينما المصرية بعيدة عن المهرجانات الدولية وأعتقد هذا دليل جودة هذه الأعمال رغم تكلفتها القليلة ولكن بالوقت ذاته ورغم نجاحها فهذه الأفلام لا يمكن أن تكون عوضا عن الأفلام التجارية الكبيرة التي تقوم عليها صناعة السينما والتي اختفت تماما في الفترة الأخيرة بفعل الأحداث غير المستقرة. ويري المخرج عمر عبدالعزيز أن السينما في أزمة حقيقية بسبب الحالة السياسية غير المستقرة التي تمر بها مصر وأن حالها لن يعود إلي طبيعتها إلا بعد عودة الاستقرار مرة أخري مؤكدا أن السينما المستقلة التي يصنعها الشباب الجميل من السينمائيين تشرفنا بالخارج وتعد محاولات جادة ومهمة منهم ولكنها في ذات الوقت لا يمكن أن تكون تعويضا للأفلام الكبيرة التي تقوم عليها الصناعة لأن الفن صناعة وتجارة ولابد وأن تحقق السينما ربحا كبيرا لصناعها حتي تستمر فهي قطاع كبير به ما يقرب من مليون عامل وكلهم متأثرون بحالة الركود السينمائي الموجودة حاليا التي أتمني أن تنتهي لتعود إلي نشاطها مرة أخري. أما الناقد رفيق الصبان فيري أن هذه الأفلام كانت رد فعل للهبوط التي شهدته السينما في الفترة الأخيرة مؤكدا أنها ستأخذ الجمهور من الأفلام الراقصة والأفلام التي تعتمد علي البلطجة في قصصها والكوميديا غير الهادفة والتي تبحث عن الربح بأي وسيلة ولا تهتم بالمضمون ولا الصناعة من بعيد أو قريب وأضاف الصبان: السينما بشكل عام تمر بحالة ركود طبيعية ولكن هذا هو الحال ولابد وأن نقف ونتحد ولا ننسي أن السينما في إيران عندما جاء الخميني مرت بأزمة كبيرة ولكن مع إصرار المخرجين وصناع السينما وبذكائهم ظلت السينما الإيرانية واحدة من أهم السينمات في الشرق الأوسط.