فعلا.. لدينا الآن سينما جديدة تدق أجراس النجاح!! ومن حق أصحابها من الشباب أن يسعدوا بما حققته أفلامهم من نجاح.. وحصولها علي جوائز مهمة لأول مرة من بعض المهرجانات العربية والأجنبية ومن حقهم أن يهتم بهم وبأعمالهم من يهمه أمر السينما.. من الصحفيين والمسئولين عن الإنتاج.. والجمعيات التي تهتم بهذه النوعية من الافلام التي تحدث ضجة كبيرة هذه الأيام.. وحضورا مميزا في دور العرض وفي المسابقات الرسمية وغير الرسمية في المهرجانات ومن وزارة الثقافة التي تحاول أن تقوم بدورها في اختيار إنتاج أفلام تصل إلي المستوي المطلوب للسينما المصرية.. كفيلم المسافر وغيره من الأفلام التي تستعد الوزارة لإنتاجها!! هذه السينما الجديدة التي تحمل مسئولية ظهورها علي الشاشة مجموعة من الشباب إخراجا.. وتمثيلا.. ومغامرة إنتاجية فردية أو جماعية.. لن تستطيع وحدها بين يوم وليلة.. ومجرد فيلم أو إثنين.. أن تكون بديلة للسينما التجارية.. وغير التجارية الموجودة الآن في مشوار السينما المصرية.. وحتي تصل هذه السينما الجديدة لدرجة أن تكون بديلة للسينما الحالية.. لابد لها من مشوار مدروس وتجارب بديلة للسينما الحالية.. لابد لها من مشوار مدروس.. وتجارب جادة تكمل مسيرتها.. ولا تقف عند ظهورها المفاجئ في هذه الفترة.. لتعلن أنها السينما البديلة.. هناك ضرورة أن تلتف حولها أجهزة الإنتاج الجادة.. ولابد ان يشاهدها الجمهور.. ولابد أن تحتوي علي مزيج من الجدية الفنية والجدية التجارية.. حتي يراها الجمهور وتحقق ايرادا يساعدها علي إستمرارها بحرية.. دون قيود الإنتاج.. وشروط الشركات لإنتاجية وتوجيهها إلي نوعية الأفلام التجارية البحتة التي تحاول هذه السينما الجديدة الهروب منها وإيجاد نوعية جديدة من الأفلام تحت مبادئ السينما المستقلة التي أصبح شعارها هذه الأيام والتي وجدت منذ أعوام في أمريكا.. وإنجلترا وفرنسا ومعظم دول العالم.. وإحتلت مكانا مهما في جميع المهرجانات المحلية والدولية.. وحصلت علي جوائز عديدة من معظم المهرجانات الدولية.. الأوسكار.. كانا فينسيا وباق الأحد عشر مهرجانا دوليا... ونظره علي نوعية هذه الافلام... ونجومها وأسلوب تعاملهم مع المشكلات والتغلب علي الصعاب وصولا إلي نوعية هذه الأفلام... وبدأت النجاحات في اوائل سبتمبر بفيلم أحمد باهت بفوزه بجائزة أحسن فيلم روائي قصير في مهرجان فازان السينمائي بروسيا.. إخراج محمد حماد.. ثم جائزة فيلم الحاوي للمخرج ابراهيم البطوط... وهو من اوائل مخرجي السينما المستقلة.. كأحسن فيلم في مهرجان الدوحة ترابيكا.. ثم جائزة فيلم جلدحي التسجيلي الطويل التي وصلت إلي25 الف دولار من إخراج فوزي صالح.. من مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الأخيرة.. ثم فيلم ميكروفون.. للمخرج أحمد عبدالله الذي فاز بجائزة أحسن فيلم وفاز بجائزة التانيت الذهبي في مهرجان أيام قرطاج.. وهو أول فيلم مصري يحصل علي جائزة التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج.. وسيعرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومعظم هذه الأفلام تم إنتاجها بمساهمات. فردية.. وقد أسهم في انتاج فيلم جلد حي النجم محمود حميدة بمشاركة من منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون.. وقد تم تصوير الفيلم في المدابغ وما يعانيه الأطفال في هذه الصناعة داخل المدبغة من خطورة استخدام المواد الكيماوية الشديدة الخطورة في معالجة الجلود.. وأبطال الفيلم هم الأطفال العاملون في المدبغة. وتأتي مفاجأة فيلم الباب ذلك الفيلم الذي قام بتأليفه وإخراجه.. وتصويره بأعجوبة.. فالتأليف اشترك معه بعض الأصدقاء وتصويره تم بكاميرا تصوير عادية.. وقام المخرج باضافة بعض التعديلات علي الكاميرا العادية.. تسهيلا لتصوير الفيلم الذي تدور أحداثه عن قصة شاب يتيم.. يعيش مع ابن عمه الصيدلي في شقة الأخير الذي أعطي له كامل حريته في الشقة الا حجرة بها باب مغلق وطلب منه ابن عمه أن لا يقترب من هذا الباب ويعتبره غير موجود.. وبعد فترة بدأ الشاب اليتيم يهتم بهذا الباب.. والسر الذي خلفه.. حتي تحول هذا الاهتمام إلي هوس شديد.. والمفاجأة أن مؤلف ومخرج ومصور هذا الفيلم.. طبيب حاصل علي الماجستير في مناظير الجهاز الهضمي وكان يهتم بعالم السينما منذ كان طفلا.. وعندما امتلك كاميرا عادية جعلها تصلح لتصوير الفيلم.. وكل أبطاله4 أشخاص من أقاربه.. لم يصوروا أفلاما قبل ذلك.. وقام هو بانتاج الفيلم وتسجيل الصوت علي الصورة بعد ذلك.. وهذا الفيلم تكلف انتاجه500 جنيه فقط.. والمفاجأة الكبري.. هي مكالمة يوسف شريف رزق الله.. المسئول عن اختيار الأفلام المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أن فيلمي هذا الباب تم اختياره ليكون الفيلم المصري الوحيد المشارك في مسابقة أفلام الديجيتال بالمهرجان... صاحب الفيلم هو الدكتور طبيب محمد عبد الحافظ!! أفلام ومحاولات جادة من شباب لديه الطموح الصادق في إيجاد سينما جديدة بكل أشكالها والتي تخضع تحت مسمي الأفلام المستقلة؟: وهي الديجيتال.. الأفلام الوثائقية.. التسجيلية بأنواعها.. أفلام قليلة التكاليف.. ونوعيات أخري يخترعها هذا الجيل من صناع السينما الجديدة.. ولا خوف من أن تتحول بعض الأفلام إلي أفلام مقاولات.. فالجمهور هو المعلم الأول وهو الذي يحدد ما يشاهده وما يبتعد عن مشاهدته.. ونرجو المعاونة لهذه النوعية من الأفلام المشرفة.. وعدم التسرع بأنها الحل الوحيد للتغيير السينمائي.. وليس الشباب وحده من سيغير مشوار السينما.. ولكن مشاركة الكبار أصحاب الخبرة والصدق الفني وبمشاركتهم الطيبة مع شباب السينما الجديدة.. ستصل إلي بر الأمان.. والاستعانة بشركات الانتاج لهذه الأفلام كالشركة التي تضم كلا من خالد أبو النجا.. ومنة شلبي.. وهند صبري.. والمنتج محمد حفظي والمخرج المؤلف أحمد عبد الله وكان باكورة انتاجها فيلم هليوبوليس.. والاستعانة بالجمعيات الدولية التي تقوم بتمويل هذه المشاريع بصدق التمويل.. والاستعانة بوزارة الثقافة ودورها في مساندة السينما.. والاستمرار في الاخلاص لتحقيق الآمال الكبيرة للسينما ورسالتها التي تحملها طوال مشوار المائة عام.. فالعالم يسرع في كادرات التطور السينمائي ولابد من اللحاق به.. والكاميرات تدور ولا تقف عند زمن ثابت.. لا وجود له!!