قبل أن نبدأ نظرة التأمل التي نعيشها5 أيام في ماضينا هذا العام.. ابدأ النظرة بما قاله الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر في لقائه مع نخبة مختارة من الفنانين في أحد أيام ماضينا هذا العام. وكان في حواره أكثر من وسام يحمل مسئولية مهمة علي الفن والسينما بوجه خاص أنتم سفراء.. وتؤدون رسالة نبيلة.. والدنيا والناس عرفوا مصر من خلال فنها بشكل عام.. ومن خلال السينما علي نحو خاص.. كانت هذه الجمل اختياري الموجه للفن من جمل الثقة والمعرفة والإحساس الكامل بنبض الشعب.. وأحداثه.. هذه الرسالة هي أهم احداث ماضينا هذا العام. والنظرة السريعة تحمل كثيرامن التساؤلات وكثيرا من الأحداث التي عاشتها السينما هذا العام وبشكل سريع.. من خلال تأملنا5 أيام من ماضينا هذا العام.. حتي يرحل.. ويقسم المجال العام جديد يحمل معه كل الآمال.. وسنلتقي معه في رحلتنا مع التاريخ التي أقوم بها كل عام!! هل حققت السينما كل أحلامها التي كنا نأملها في بداية عام الماضي الذي نعيشه الآن.. هناك أجزاء أحلام تحققت ومنها ظهور بعض الأفلام ذات القيمة السينمائية.. سواء من النجوم الكبار أو من جيل الشباب الذي يلهث جريا وراء تجارب تشير إلي مقدمة نجاح لو تمهل صناع هذه التجارب.. ودرس التقدم التكنولوجي.. وحرفية صناعة السينما ليمزجها بتجاربهم التي يقدمونها ليتحقق لها النجاح الكامل.. وطبعا ظهرت هذه التجارب في أفلام حققت النجاح والجوائز الفنية في كل المهرجانات التي اشتركت فيها.. وهي أفلام علي سبيل المثال.. ما يكروفون.. والباب.. والطريق الدائري.. والشوق.. وهي4 أفلام مصرية تعرض في مهرجان القاهرة السينمائي لأول مرة هذا العام.. وحصلت علي جوائز الهرم الذهبي.. وأحسن ممثل عمرو اكد.. وأحسن فيلم الشوق.. وميكروفون. وأحسن ممثلة سوسن بدر.. وهناك حضور كبير للنجوم والنجمات في المهرجانات العربية اعضاء في لجان التحكيم ورؤساء فيها وتكريمات كثيرة مستحقة وأخيرا فاز ماجد كدواني أفضل ممثل.. وبشري أفضل ممثلة عن فيلم678 وجائزة أفضل سيناريو لفيلم.. ميكروفون وذلك في مهرجان دبي دورته(7) الأخيرة. وهناك بداية مشاريع بها الأمل الكبير في الحفاظ علي التراث السينمائي بإنشاء مركز للسينماتيك في قصر طاز بعد تجهيزه علميا وفنيا ليكون مركز للسينما تيك المصرية.. إلي جانب مشروع إنشاء دور عرض في جميع بلدان ومحافظات مصر كما اعلن فاروق حسني وزير الثقافة. وهناك إلي جانب كل هذه الأحلام التي بدأت تتحقق.. هناك أخطاء.. وعثرات.. وأحداث يحيي ان نتعلم من اخطائنا التي أدت اليها.. لنستفيد منها في احلامنا القادمة مع بداية العام الجديد. الهجرة الطاغية من نجوم ونجمات السينما إلي التليفزيون.. والذي تسببت في ترك فراغ كبير في مشوار السينما وأفلامها.. ولم تستطع السينما أن تملأ هذا الفراغ بقوة الشباب.. والوجوة الجديدة.. وآخر هذا الهروب بالتليفزيون ومسلسلاته.. وظهرت قوائم أجور الملايين المستفزة.. والتي أدت إلي خسائر كبيرة في مشوار المسلسلات التليفزيونية. وظهرت المنافسة الشرسة التي لا تحمل في طياتها الحب.. و التعاون مع النجوم.. مما خلق مجالا عجيبا في التعامل.. والتهاتف علي خطف الأدوار من بعض لصالح أفراد أدعياء للنجومية.. وضاع الحب واختفت الصداقة.. والتعاون الذي عاشت فيه السينما المصرية طوال مشوارها في الزمن الجميل.. ووصل التهافت علي العمل ان اعتذر ممثل محترم عن عمل فني لأن الدور الذي اسند اليه قالها صراحة ليس متلائما مع تركيبته الفنية ولا يستطيع ان يقدمه عن طريق صناعي.. وفورا أعلن ممثل له انتشار غريب بأنه وافق علي ان يقدم بدور النجم المحترم المعتذر.. وأعلن قبوله في جميع الجرائد والمجلات الفنية غير ان الجهة المنتجة رفضته وتشرت انه لا يصلح للدور ولم يتم ترشيحه اصلا.. واستعانت بنجم من اختيار المخرج ليحل محل النجم المحترم الذي اعتذر باحترام.. وسادت نغمة اننا في زمن البيزنس الفني السريع.. الست كوم.. البرامج الغريبة.. أفلام تفكرنا بأفلام المقاولات.. والموضوعات التي لا تراها علي اي مستوي.. ومعظمها مسروقة.. وبلاتحفظ من الأفلام الأجنبية. وأفلام الكوميديا الممجوجة المليئة بالألفاظ الساذجة.. والمرفوضة.. والرقص المهترئ والكوميديا الحركية البشعة.. التي يضحك عليها إلا ممثلوها وأخيرا وليس آخرا.. تلك الحالة التي يمر بها أكثر من نجم كانت شهرته في درجات النجومية الكبيرة.. يرقد مريضا.. في منزله او في احد المستشفيات وللأسف لا يزوره صديق.. أو نجم او يتصل به تليفونيا.. ومنهم من عثر عليه يعيش علي أرصفة الليالي بالإسكندرية.. وطبعا النقابات الفنية تقدم أقصي ما تستطيع.. ولكن هناك آلاف النجوم يعرفون ألم الآخرين الذين طالما قدموا معهم بطولات.. ولا سؤال.. ولا تليفون ولا جواب.. وبعد هذه النظرة السريعة.. والتأمل ونحن نعيش5 أيام في ماضينا.. لنا لقاءعندما نتعانق عقارب الساعة ونسمع الدقات الاثني عشر منتصف الليل31 ديسمبر ليقسم الزمن الماضي الطريق إلي الزمن القادم لنعيش معه مستقبلا لأحلامنا التي نريد لها أن تتحقق وتجعل ماضينا مضيئا إلي ما لا نهاية!!